السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احبتي اعضاء وزوار منتدى حوف الحبيب .
ارجوا ان تتسع صدوركم لمقالي هذ ولعله يمثل رأي شريحة كبرى لأهل الجنوب في الداخل والخارج وفي ظل اطروحات الحراك الجنوبي وقياداته ورموزه .


قرأت المقال المنشور للكاتب داود البصري في جريدة السياسة الكويتية والمنقول هنا واجد بين ثناياه الحنين القومي الاشتراكي والذي فشل وبكل جدارة في بلادنا العربية في ادارة الصراع بين الأمة واعدائها في الداخل والخارج, وان كانت هناك محاولة غربية استعمارية لعملية استيلاد جديدة بطريق الاستنساخ مع تحسين الجينات حتى يتمكن ذلك المولود من العيش والتأقلم مع انتماء وثوابت ومعتقدات وحضارة الأمة وهاهو يعيش الآن دورته الجديدة في حلته المفصلة بأيدي اسياده الجدد .
انا لا اختلف مع من يقول بأن دولة الوحدة كانت فاسدة الى النخاع ولكني اختلف كل الاختلاف مع من يقول ان دولة الجنوب السابقة للوحدة كانت دولة نهضت بالجنوب وشعبه نهضة اقتصادية واجتماعية وفكرية , بل العكس من ذلك تماما فقد سقطت تلك الدويلة (( العلقة )) بمجرد سقوط مولاها الشيوعي ولأنها بدونه لم تكن تستطيع العيش والاستمرار ولذلك لم يكن امامها سوى الدخول في الوحدة مع معرفتها المسبقة والمفصلة عن حقيقة نظام الشمال وتعقيداته وفساده فكانت وحدة مع نظام منهار فكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا مع نظام ليبرالي موغل في الفساد الاداري والمالي وحتى الاجتماعي .
ماذا كانت مكتسبات دولة الجنوب ياترى : 1 ـ تهجير مايزيد على المليون مواطن جنوبي من بلادهم 2ــ قتل عدة آلاف من العلماء والتجار والأعيان والشيوخ والشباب 3 ــ احراق واعدام مآت المخطوطات والكتب والوثائق التاريخية 4ــ تأصيل عقيدة الكفر بالله والالحاد وبناء مؤسسات علمية لذلك المنهج طوال ثلاثين عام من الحكم .
5ـــ قتل مايزيد على العشرين الف جنوبي في صراعات الرفاق التصحيحية في سبيل الكرسي والتقارب مع الاتحاد السوفييتي الملحد .
6ــ تدمير عدن نتيجة ذلك الصراع اكثر من مرة والقضاء على مقدرات الجنوب الاقتصادية مع شحتها وندرتها في مهازل وصراعات الرفاق
7ــ بقاء الجنوب في اغلب محافظاته بدون كهرباء اومياه نقيه او طرق معبده بل حتى توفيرايسر سبل العيش وصار المواطنون في الداخل عالة على ابنائهم في الخارج للأستمرار في حياتهم حتى الآن .
ان مايدندن حوله الكاتب من الفاشية المتولدة من تعاون نظام علي عبدالله صالح ونظام صدام حسين غفر الله له , ما هو الا بقايا حقد دعاة القومية الفاشلة والتي قمعها صدام مع حلفائها من الشيوعيين العرب , وفي النهاية كان نظام صدام (( بإستثناء حزب البعث الكافر )) سدا منيعا امام الغزو الفارسي الغربي وحتى الروسي فلولا سقوط صدام نتيجة تأمرالمتآمرين وخيانة الكثير من الانظمة له نتيجة غروره وعدوانيته الشرسة لما شهدنا الصلف الفارسي المجوسي الصفوي يرفع عقيرته في العراق وبلاد الشام واليمن والمملكة .
ان الوحدة في عام 1994م كانت المصير الوحيد لنظام الحزب الاشتراكي الهزيل الذي فقد قياداته التاريخية الدموية والعنيفة واصبح تحت ادارة ايدي هزيلة جاهلة لاتتمتع بالسلطة والنفوذ في الجنوب وخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي الداعم الاساسي لهم وبروز المعارضة الجنوبية وتغلغلها في الداخل ودخول مايزيد على عشرة آلاف مسلح من مهجري الجنوب في مختلف محافظاته واستعدادهم لإعلان الثورة مع اخوانهم في الداخل على خيالات الظل في عدن وبقية المحافظات اقول هذا عن اطلاع وعلم ومشاركة ولقد تغلغل هؤلاء واستمالوا قيادات عسكرية عليا في النظام البائد ولم يوقف اعلان الثورة الجنوبية غير اعلان الوحدة التي كانت حلا وسطا للطرفين .
ان نضال الجنوب الآن هو نضال مشروع بلاشك ضد الفساد والمفسدين بكافة اشكالهم وانتمائاتهم المناطيقية والحزبية والفكرية وان كان ذلك في ظل دولة يمنية وواحدة ذات حكم فدرالي بعيد عن المركزية تظمن لكل محافظة خصوصيتها ومقدراتها وادارة شؤنها الداخلية يكون ذلك افضل الحلول للجنوب والشمال معا , واما التسلط والمركزية المفرطة والتي تغمط الآخرين حقوقهم فذلك مرفوض حتى في ظل دولة الجنوب والتي كانت سابقا تحظى فيها عدن وماجاورها بكل مقدرات البلد وابنائها كذلك .
ان عودة دولة الجنوب مرفوضة قطعا تحت قيادة الاشتراكي القديم والحديث ذلك لأن الاشتراكي وسلفه الجبهة القومية وقياداتهم ورموزهم هم سبب نكبة الجنوب حتى الآن فهم الذين اسلموا الجنوب وشعبه الى نظام فاسد وان كان يختلف عنهم في المنهج العقدي , ان الدندنة لباعوم وعلي ناصر والعطاس والبيض وياسين نعمان ومساعد حسين وعلي عيسى واشباههم كالفتاة العفيفة (( تستجير بكلنتول )) فهي كالمستجير من الرمضاء بالنار , واستغرب من شبابنا الصغيرحين يصرخون عاليا بأسم هؤلاء ولايعلمون من تاريخهم المظلم شيئا .
يا ابناء الجنوب هونا هونا لاتعودوا الى المربع الاول من جديد يجب ان تكون مصلحة الجنوب و الحفاظ على معتقداته وانتمائه الاسلامي العربي ومكوناته الاجتماعية وهويته هو الهدف الاسمى وهذه المطالب لا ولن ولم تكن في يوم من الايام في منظور من اشرنا اليهم ونوهنا بهم وحذرنا منهم احبتي اهل الجنوب ان من اراد ان يثور على الاشتراكي عام 90م يستطيع ان يثور عليه ان عاد مرة اخرى .(( عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)) (الاسراء8) مع خالص ودي وتقديري ومحبتي للجنوب واهل الجنوب إلا الحزب الاشتراكي .