بعد انقطاع دام لفترة ليست بالقصيرة ها نحن نطل عليكم باطلالة العيد المباركة ونشارككم أفراحكم بطريقة مختلفة جدا وهي إصدار وكتابة هذا المقال الذي شبه به الشخص المتجرد من العلم والمعرفة بالشخص الذي هو مجرد أصلا من السيف الذي لا يستطيع أن يذود عن محارمه وأعراضه، فالمقال مطروح أمام أعينكم وفي متناول يديكم...اسأل الله أن يعم به الخير والنفع للجميع:
[rtl](ذل من لا سيف له)[/rtl]
كالمتطلع لحال شبابنا اليوم في ربوع منطقتنا الحبيبة، فانه يرى العجب والهول حيث شابت له نواصي الرجال العظام من شدة الفاجعة، فشبابنا اليوم منهم من غارق الى حقويه ومنهم الى أذنيه بل وأكثرهم إلا من رحمه ربي من لجمه الجهل وقلة المعرفة الجاما.
[rtl]فربما يًسال القاري الكريم؛ ماهو سبب اقتباس هذا المثل العربي الشهير (ذل من لا سيف له) واختياره كعنوان لهذا المقال، فالجواب هو أن وراء كل مثل عربي حكاية ويحمل في مضمون كلماته رسالة اجتماعية وادبية هادفه، فجلها لم تأت إلا من واقع التجارب حيث بتلك التجارب صقل العرب معادن رجولتهم فقولهم واستخدامهم هذا المثل (ذل من لاسيف له) له مدلول بطولي عظيم لأن بالسيف يحمي الرجال عرضهم ويعز به كرامتهم.[/rtl]
ولكن بعيدا عن المعنى الصريح للسيف فإن مقالي هذا تنحى منحى آخر الا وهو بغية طلب العلم والحث على اكتسابه، فهنا تم تشبيه العلم والمعرفة بالسيف الصلد القوي الذي نذود به عن أعراضنا ومحارمنا بل نتطلع به الى آفاق السماوات والأرض، فقوله سبحانه في الآية التاسعة من سورة الزمر: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ} هو خير دليل وبرهان بل هو اعظم سلطان على فضل العلم فبه ترتقي حسابات القيمة الإنسانيَّة الى المستوى الكبير، فتفتح شخصيةَ الإنسان على الآفاق الرحبة في الحياة بأسرارها العميقة، وامتداداتها البعيدة، ورحابها الواسعة، وقضاياها المعقَّدة، وشؤونها المتنوِّعة،بحيث يملك من خلاله وضوحَ الرؤية للأشياء، فيفكِّر في نور ويتحرَّك في نور.
في زماننا الحالي كثر الهرج والمرج ومكث المفسدين عشرات السنين يدوسون كرامتنا ويجردوننا من اسلحتنا فاستباحوا البلاد بكثر البلاء والفساد، فأصبحنا نرى في ربوع ارضنا الغالي الهول المًبيح والشر المستبيح !!! حيث قلة حيلة البشر وزادت حيرتهم في تغيير الحال متناسيين المثل الآخر الذي يقول (دوام الحال من المحال)، أتدرون لماذا رضينا بالدنية على انفسنا لأننا اضحينا كأمة وكشباب منزوعة السلاح لا سيف لها !!! أمة اتخذت من الجهل مسلكا فصار حالنا وحال منطقتنا كما هو الحال عليه الآن.
أليس حريًًٍ بنا أن نلتمس الرفعة وعلو المكانة، إذا فبالعلم ترتفع مكانة الشعوب وتعم البصيرة في قلوبهم وعقولهم وذلك لقوله تعالى: (يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍ [المجادلة:11]. حيث قال الطبري في تفسيره: "يرفع الله الذين أوتوا العلم من أهل الإيمان على المؤمنين الذين لم يؤتوا العلم بفضل علمهم درجات إذا عملوا بما أمروا به"، وكذلك أليس من حق المتعلمين الذين وفقهم الله وميزهم عن غيرهم من الشباب أن يكونوا إيجابيين في مجتمعاتهم، فبمعرفتهم وحذاقتهم العلمية سيستطيعون قيادة دفة البلاد وتحريك بوصلتها الى الاتجاه السليم الذي سيدر الخير بإذن الله لمجتمعنا وينهض بهم الى مرتقى الشعوب المتقدمة في العالم الذين اتخذوا من العلم الوسيلة الأوحد في نهضتهم ورقيهم الى أعلى مستويات التقدم والازدهار.
الله من واراء القصد، سعيد القميري
هنيئا لكم حلول عيد الأضحى المبارك
وأعاده الله علينا بالرخى والتقدم في
مجتمعاتنا