بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه
الناس طبقات، منهم المتعلمون و منهم الأميون، و تتفاوت درجات درايتهم كل على حسب ظروفه و بيئته، و يؤثر ذلك على أذوات التواصل في المجتمع؛ فإن هاجر الإنسان إلى بلاد العجم فإنه سيجد نفسه في وسط عاداته و لغاته مختلفة و كذلك المعاملات؛ فالأبناء سيتلقون تعليما و تكوينا محليا.
ففي بلادك الأم مثلا، فإن أبناءك يتلقون إلى جانب لغة التعليم مفردات علمية و تقنية و قس على ذلك، أو إن كان في بلاد أعجمية.
و المعاملات كهذه إنما هي في جوهر الدين الإسلامي؛ فإن كنت من عامة الناس فإنك تفتأ تسأل المتعلمين و تأبى إلا أن تكون مثلهم.
كن في أي بلاد شئت فإنك ستقرأ الفاتحة و القرءان باللسان العربي، و كذلك التشهد و الدعاء و غير ذلك، نيتك تكفيك أجرك، و حرصك يدعوك إلى إتقان عملك، و حبك التقرب إلى الله أكثر يحثك على الإحسان و الإتقان فتحسن قراءتك ابتغاء مرضاة الله.
ثم إن اللغة التي نزل بها القرءان و نطق بها محمد صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام. و لعل العرب الأوائل رغم ما أتاهم الله من فصاحة و بلاغة و بيان أنكبوا على دراسة اللغة العربية التي حباها الله بالقرءان و جعلها الله لسان أهل الجنان و إلى جانبهم المسلمون من غير العرب.
إذا فأنت مدعو حسب إيمانك و طاقتك أن تتعلم العربية و تلقنها أبناءك كلغة للدين في أي منطقة على الكرة الأرضية ليتمكنوا من ترثيل القرءان الكريم و حفظ ما تيسر من آيات و أحاديث شريفة.
إن اللغة العربية مقدسة قال الله سبحانه و تعالى [وَإنَّهُ لَتَنْزيلُ رَبِّ العَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرينَ، بِلِسَاٍن عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ] و أقسم الله بتلك الحروف التي نزل بها القرءان كما هو جلي في مطلع كثير من السور. أمرنا الله عز و جل بالقراءة حيث قال [ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ] و إذا أردت أن تقرأ فلا بد لك أن تتعلم.
إن بعثة محمد صلى الله عليه و سلم جاءت فاصلا بين عهدين؛ عهد الجاهلية، و عهد الإسلام. أوبصيغة أخرى مولده صلى الله عليه و سلم في عام الفيل حيث ولى زمن الشر و حل محله زمن الخير. أو بصيغة ثالثة وضع محمد صلى الله عليه و سلم حدا بين فترتين مختلفتين؛ فترة ما قبل الهجرة و فترة ما بعد الهجرة.
و في جميع الحالات قضى حلول الإسلام على عصور هيمنت فيها سحرة الإنس و الجن و حل محلها عصرالإستقرار [قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا]