خلق الله الإنسان متدينا بفطرته ، اجتماعيا بطبعه ، تتجاذبه الأهواء من كل جانب وقد
ينحط إلى أسوء المراتب أو تعلو به الهمم إلى أعلى المطالب .. والأمثلة على ما ذكرنا لا تنحصر ولا يحويها الخبر ،
والقارئ لمدنيات وثقافات الماضي ونظمها ، والمتبصر لحضارة اليوم وقيمها يدرك تماما مدى الهوة السحيقة
التي أحدثتها تلك المتغيرات في حياة بني البشر .
إن النظم التي صنعها البشر ، والأعراف التي وضعها الدهر المخالفة لشريعة الله ، ما هي إلا بناء أقيم
على شفا جرف هار يوشك أن يقع بل قد وقع ... وفي المقابل لم يخلق الله الناس عبثا ، بل أنزل إليهم
منهجا متكاملا للحياة لا ينقصه إلا الرجال الذين يثابرون ويعملون إلى أن يرى هذا النور الواقع وتلامسه المسامع
وتسعد به المجامع .
الموضوع كبير .. ولو أردنا أن نستشهد بالماضي ووقائع الحاضر ورؤية الغرب لنظمنا لطال بنا الأمد وزاد فينا الكمد ،
لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله . وفقنا الله وإياكم .
والى الله المصير ،، إنه نعم المولى ونعم النصير ..