بسم الله الرحمن الرحيم
المهرة بين الماضى المؤلم والحاضر المزري
عاشت محافظة المهرة سنوات عجاف من الحرمان والتهميش , فهل ياترى ان هذه
المحافظة سقطت سهوا من الخارطة اليمنية عبر الحكومات المتعاقبة؟ او ان كاتب
تاريح اليمن بجنوبه وشماله اراد عمدا ان يستثنى هذه المحافظة من جميع
سجلاته التاريخية؟ ان مثل هذه الاسئلة مرارا وتكرارا تتبادر الى ذهن
الانسان المهري المتواضع بدماثة خلقة وحسن طبعة , فانه ذلك الانسان الذى
برباطة جاشة ظل صابرا مرابطا على ارضة متحديا قسوة الحياة وظنك العيش,
راجيا من الله سبحانه ان ياتى بشخص يقول الحق وينصف ذلك الشعب المحروم من
ادنى وسائل العيش الكريمة. ان شعب محافظة المهرة الأبى يستحق الثنا والشكر
من الجميع كونه هو الشعب الذى لايزال محافظا على موروثة اللغوي التليد
(اللغة المهرية) التى هى بحسب الكثير من المصادر التاريخية لغة سامية من
اللغات العربية الجنوبية القديمة. اليس هذا يستحق الوقوف اجلالا لهذا الشعب
, ام اننا صرنا اقلية عرقية فى هذا الوطن؟ فليدرك الجميع ان الشعوب
المهرية ليست اقلية ولن تكون كذلك ابد الدهر. ففى ظل هذا التغيير الحاصل
على مستوى اليمن اما ان الاوان ان يهب الجميع حكومة هذا البلد وابناء هذا
الوطن المعطاء لوقف نزيف الفساد الذى يستشري فى محافظة المهرة , ان هذه
المنطقة اصبحت كمرتع للفسدة سواء من بعض الوافدين لها او قله من ابنائها
الذين رخصت نفوسهم فى حب المال وتخلوا عن مبادى واخلاق ابائهم واجدادهم
الذين كانوا فى يوما من الايام هم رواد الخلق النبيل والكرم الاصيل. وليس
التاريخ بعيدا عن ذلك فهذه احدى شواهد الانسان المهرى فى دولة الكويت حيث
كتب الدكتور يوسف عبدالله الغنيم وزير التربية سابقا مقالا بعنوان (فى بلاد
المهرة) فى جريدة الوطن الكويتية وذلك معددا مناقب ومكانة هذا الشعب
الاصيل لدى حكام دولة الكويت وشعبها الذى احتضنهم بصدرا وسيع وهيا لهم
الكثير من فرص العيش التى ادرك المهريين انهم يفتقدونها الان على ارضهم
وبين اهلهم. ففى مستطرد حديثة استدل الدكتور الغنيم بقصيدة للشاعر عبدالله
سنان محمد فى خمسينيات القرن الماضى حين كتب عن الحادثة التى حصلت للانسان
المهري فى دولة الكويت وهى الملاحقة من قبل رجال البلدية هناك للباعة
المهريين الذين يبيعون القماش وهو عمل شريف اعتاده شعب المهرة المقيم فى
دولة الكويت لكى يؤمن عيش الاهل والابناء الذين تركهم فى رعاية الله فى
الوطن يكابدون ظنك العيش ومترجيين الخير من معيلهم هناك. ففى مشهد ماساوى
قريب لحاضرنا اليوم ابتدأ ذلك الشاعر بهذه الابيات:
دعوا المهرىّ يكتسب الحلالا
ويسعى كي يُمدَّ به العيالا
دعوه إنه يسعى شريفاً
ولا يرجو سوى المولى تعالى
له نفس أعز من الدراري
ونفس الحر تعتنق الجبالا
يموت ولا يمد إليك كفاً
وما شاهدته احترف السؤالا
نعم ان الانسان المهري ذو نفس شريفة يموت ولايمد كفه ولا عمره احترف السؤال
فهو انسان عاش على البديهة يرضى بالقليل ولا يتحمل اهانات الرفض من اي
مصدرا كانت فان تلك الميزة جعلته يتأقلم على شظف العيش ولا يبالى بمقومات
الحياة المتطلبة فى هذه العصر. ولكن المؤسف جدا هو ما فرضته علينا حكوماتنا
مستغلة حيا وفطرة الانسان فى محافظة المهرة فهى لم تجابة تلك الخصلة
النبيلة التى يتميز بها المهريين بل بابعد من ذلك لم توفر له ادنى امكانيات
العيش الميسور التى تعتبر من اهم حقوقة اسوة ببقية شعوب واطياف اليمن. ففى
المهرة يجد الزائر لها الكثير من المتاعب التى يعيشها الانسان البدوي الذى
ظل جل عمره متنقلا من بادية لأخرى لعل وعسى يجد فيها مكانا يأوي به
الابناء من ماء و حر السماء او يجد لحيواناتة التى هى مصدر عيشة الوحيد
الماء والكلاء . ففى المهرة يجد الزاثر الكرم وحسن الظيافة التى تعكس صورة
قسوة الحياة المرتسمة على جبين وجة ذلك الانسان . ففى المهرة يستقرئ
الزائر التاريخ والثقافة المتمثلة باللغة المتداوله بين السكان التى هى
كذلك لم تنجى من متقلبات السياسة فى الاهمال وتفتقر للكثير من الابحاث
التى ربما فى يوما من االايام سيقول ذلك الزائر ان كتب الله له العمر ان
هذا الشعب كانت له لغة خاصة به ولكنها انقرظت بفعل كذا وكذا.... . معددا
اسباب انقراضها . ففى ظل المتغيرات الحاصلة الان اما يحق لهذا الشعب ان
ينال نصيبة من تلك القرارات الجمهورية الموقرة على قلوبنا جميعا؟ الم يحق
لهذا الشعب المكافح ان ينال حق من حقوقة المعيشية ؟ الم يحق كذلك لهذا
الشعب ان يساوي ببقية الشعوب على مستوى الوطن؟ فكل هذه الاسئلة التى يكنها
ضمير الانسان المهري تنتطر الجواب من اهل الحل والعقد فى هذا البلد. وفى
الاخير لن اقول الا كما قال شاعرنا الكويتى فى ختام قصيدته :
فجالية كجالية المهارى
جدير أن نجنبها الضلالا
ارجو من الله سبحانه وتعالى ان يجنب شعب المهرة وشعب اليمن عامة الضلال وضيق الحال.
الأستاذ: سعيد القميري
كوالا لامبور ماليزيا
23\12\2012

مقال اكثر من رائع كفيت ووفيت
وبانتظار المزيد من مثل هذه المقالات

يعطيك العافية وتقبل مروري العاجل