[size=18]

دَرَّ دَرُّ الشبابِ من خِدْنِ صدْقٍ
... غيرَ أني ظننتُ أنْ لنْ يحُورا


إنّ في القلب منْ جَنَاهُ عُلالا ... تٍ
أتى الشيْبُ دُونَها والنُّذُورا


هكذا هي الدنيا وهكذا هي حياة الانسان مراحل تتوالى طفولة فشباب
فكهولة فشيخوخة فموت فأما الى جنة واما الى نار قال تعالى : { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ
إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }(
البقرة: 281).


ويخرج الانسان من هذه الدنيا ولم يقض جل حاجاتة يقول الصلتان العبدي :


تموت مع المرء حاجاته ... وتبقى له حاجة مابقي


ليت شعري كيف تكون حياة انسان وهو في مقتبل العمر وريعان الشباب يبدأ
حياته متذمرا شاكيا من صعوبتها وشظف العيش وبؤسه , فكيف به اذا تقدمت به السنون
وطال به العمر قال ابو العلاء :


إذا الفتى ذم عيشا في شبيبته ... فما يقول إذا عهد الشباب مضى


وانا الذي رماني الدهر بكلكله شابت مني الذوائب وأكاد أودع الكهولة اتذكر
قول هدبة ابن الخشرم كما احسب حين قال :



نظرت إلي بعين من لم يعدل ... لــمــا تـــمكن طرفـها من مقتلي



لما رأت وضح المشيب بلمتي ... صدت صدود
مجــانب مـتحمل



فجعلت أطلب وصلـها بتلطف ... والشـــيـب يـغمزها بألا تــفـعلي


وما اشد نفور الحسان على قلب الرجل فهو اشد من حمل الرواسي فتذكرت قول
دعبل الخزاعي يصبر نفسه بعد المشيب :



أهلا وسهلا بالمشيب فإنه ... سمة العفيف وحلية المتحرج



وكأن شيبى نظم در زاهر ... فِي تاج ذى ملكٍ أغر متوج





وكنت في مجلس منذ ايام جمع اشياخ وشباب ودار الحديث حول مثل هذه الامور
ورأيت من بعض الشيوخ الكبار مقاما وسنا اسهابه في الحديث عن الحب والزواج ويتذكر
شبابه وايامه وهو الآن جاوز السبعين بقليل يمشي على ثلاث بعد اثنتين فتذكرت قول
الشاعر :


حنتني حانيات الدهر حتى ... كأني خاتل يمشي لصيد


قريب الخطو يحسب من رآني ... ولست مقيد اني بقيد


واعجبني قول القائل وهو شيخ كبير متقارب الخطو منحن الظهر فلما رآه
شابا يتثاقل في مشيته سأله مستهزءبه ياهذا من قيدك فقال : الذي خلفته يفتل في قيدك
فالله مثل هذا الشيخ الحكيم ورحم الله القاضي التنوخي حين قال :


غير مستحسن وصال الغواني .. بعد ستين حجة وثماني


وقد اصاب ابن عبادس الوزير الحق من قول النساء ورأيهن فقال :


تقول اميمة لمارأت ... مشيبا على عارضي قد فرش


فقلت لها الشيب نقش الشباب ... فقالت الا ليته مانقش


ويؤكد هذا القول ماذهب اليه علقمة بن عبدة :



فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصير بأدواء النساء طبيب



إذا شاب رأس المرء أو قل ماله ... فليس له من ودهن نصيب



يردن ثراء المال حيث علمنه ... وشرخ الشباب عندهن عجيب


واختم بقول ابن الوشاءفي الموشى :


واعلم أن الهوى، والحب، والبخل، والعشق،
والغزل يحسن بأهل النعمة واليَسار ويُزري بأهل الإملاق والإقتار، ولسنا نقول إنه محرَّمٌ
على هؤلاء لإعسارهم


حلال على أولئك ليسارهم بل لأن اهل
اليسار تفرغوا لرغباتهم وانشغلوا عن السعي وبأهوائهم .





والسلام .

[/size]

حياك الله استاذ قلب حوف
والله اشتقنا لك ولمواضيعك الجميلة
اتمنى ان تكون بتمام الصحة والعافية

وشكرا على امتاعنا بما قدمتة لنا
تحياتي واحترامي لك

مشكور استاذي حوف

طرح اكثر من رائع
سلمت اناملك
ويعطيك العافيه