وتقول كيف يميل مثلك للصــــــبا**********وعليك من سمة الحليم عذار
والشيب ينهض في الشباب كأنه**********ليلٌ يصيح بجانبه نهـــــــــــار
إن الشباب لرابحٌ من باعـــــــــــه**********والشيب ليس لبائعيه تجــــار
سراج:
هناك حوار دار بين سراج وامرأته فقال سراج:
وقالت يا سراج علاك شيـبٌ**********فدع لجديده خلع العـــــذار
فقلت لها سراج بعد ليــــــلٍ**********فما يدعوك أنت إلى النفار
فقالت قد صدقت وماسنعنـا**********بأضيع من سراجٍ في نهار
وقال آخر:
وإن تسألوني بالنساء فإننــــي**********خبيرٌ بأسرار النساء طبيـب
إذا شاب رأس المرء أو قل ماله**********فليس له من ودهن نصيب
أبو العتاهية:
بكيت على الشباب بدمع عيني**********فلم يغني البكاء ولا النحـــــيب
فيا أسفا أسفت على شبــــابٍ**********نعاه الشيب والرأس والخضيب
عريت من الشباب وكان غضـــاً********** كما يعرى من الورق القضـــيب
فيا ليت الشباب يعود يومــــــــاً********** فأخبره بما فعل المشيـــــــــب
الجاحظ:
أترجو أن تكون وأنت شيخٌ**********كما لو كنت أيام الشباب
لقد كذبتك نفسك ليس ثوبٌ**********خليقٌ كالجديد من الثياب
علي ابن أبي طالب:
الشيب عنوان المنيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــة وهو تاريخ الكبر
وبياض شعرك موت شعــــــــــــــــــــــــــــــــــــرك ثم أنت على الأثر
فإذا رأيت الشيب عم******************الرأس فالحذر الحذر
أبو دلف العجلي:
تهزّأت إذ رأت شيبي فقلت لها**********لا تهزئي من يطل عمرٌ به يشب
فينا ولكن وإن شيبٌ بدا إرب**********وليس فيكن بعد الشيب من إرب
شيب الرجال لهم عزٌ ومكرمةٌ**********وشيبكن لكن الذل فاكتئبي
بهاء الدين:
بالله قلي يا فلا**********ن ولي أقول ولي أسائل
أتريد في السبعين ما**********قد كنت بالعشرين فاعل
هيهات لا والله ما**********هذا الحديث حديث عاقل
قد كنت تعذر بالصبا**********واليوم ذاك العذر زائل
منيت نفسك باطلاً**********فإلى متى ترضى بباطل
علي بن حسن الباخرزي:
حمل العصى للمبتلى**********بالشيب عنوان البلى
وصف المسافر أنه**********ألقى العصى كي ينزلا
فعلى القياس سبل من**********حمل العصى كي رحلا
المستنجد الخليفة:
عيرتني بالشيب وهو وقار**********ليتها عيرت بما هو عار
أعرابي:
تزوج امرأة وكان يظنها شابة فدسوا له عجوزاً فقال عن العجوز:
عجوزٌ ترجّى أن تكون فتيةً**********وقد نحل الوركان واحدودب الظهر
وتذهب للعطار ترجو شبابها**********وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر
تزوجتها قبل الهلال بليلةٍ**********فكان محاقاً كله ذالك الشهر
وقال فيها أيضاً:
لها جسم برغوثٍ وساقا بعوضةٍ**********ووجهٌ كوجه القرد بل هو أقبح
إذا عاين الشيطان صورة وجهها**********تعوذ منها حين يمسي ويصبح
وتفتح, لا كانت, فماً لو رأيته**********توهمته باباً من النار يفتح
مقروم بن رابضة الكلبي:
ألا لا مرحبا بفراق ليلى**********ولا بالشيب إذ طرد الشبابا
شبابٌ كان محموداً وشيبٌ**********ذميمٌ ما أرى لهما اصطحابا
فما منك الشباب ولست منه**********إذا طلبتك لحيتك الخضابا
وما يرجو الكبير من الغواني**********إذا ذهبت شبيبته وشابا
يحيى بن زياد:
دع التصابي فإن الشيب قد لاحا**********أو قد أراك قبيل الشيب ممزاحا
وقد يعيب الفتى وخط المشيب به**********إذا غدا مرةً للهو أو راحا
والشيب يقطع من ذي اللهو شرته**********ويذهب المزح ممن كان مزّاحا
والشيب سابقٌ للموت قدمه**********ثم ترى الموت للأقوام فضّاحا
مسلم بن وليد:
لا يرحل الشيب عن دارٍ أقام به**********حتى يرحّل عنها صاحب الدار
لبيد بن ربيعة:
أليس ورائي إن توارت منيتي**********لزوم العصا تحنى عليها الأصابع
أخبّر أخبار القرون التي مضت**********أدبّ كأني ملما قمت راكع
عروة بن الورد:
فما شاب رأسي من سنينٍ تتابعت**********طوالٍ ولكن شيبته الوقائع
مالك بن أسماء:
كتمت شيبي لتخفى بعض روعته**********فلاح منه وميضٌ ليس ينكتم
راع الغواني فما يقربن ناحيةً**********رأين فيعا بروق الشيب يبتسم
محمود الوراق:
فأجاك من وفد المشيب نذير**********والدهر من أخلاقه التغيير
فسواد رأسك والبياض كأنه**********ليلٌ تدب نجومه وتسير
ابن الرومي:
يا أيها الرجل المُسَوِدُ شيبه**********كيما يعد به من الشبان
أقصر فلو سودت ألف حمامةٍ**********بيضاء ما عدت من الغربان
المتنبي:
آلة العيش صحةٌ وشباب**********فإذا ولّيا عن المرء ولّى
وإذا الشيخ قال (إفٍ) فما**********مل الحياة وإنما الضعف ملا
ولذيذ الحياة أنفس في النفـس***** وأشهى من أن يمل وأحلى
وقال اخر
وشيخ طاعن فى السن يمشـى********ولحـيـتـه تـلامــس ركبـتـيـيـه
فقلـت لـه علامـك أنــت حــان********أ جـاب وقــد أشــار بأصبعـيـه
شبابى فى الثرى قد ضاع منى********وهـا أنـا أنحـنـى بحـثـا علـيـه
وأطـرق رأسـه حـزنـا ويـأسـا********و أجهـش بالبـكـا شـوقـا إلـيـه
تلميذكم غزاني الشيب