اخترنا لكم هذة المقالة لتعميم الفائدة ... مع التحية للجميع خولة القزويني
«القراءة الذكيـّة» للدكتور ساجد العبدلي... كتاب قيّم قد تضمن برنامجاً فعالاً حول القراءة الذكية من حيث الأسلوب والهدف والآليات مستخدماً الكاتب في عرض فصوله البساطة والوضوح، ودعم أفكاره بكثير من الشهادات وأقوال العلماء والمفكرين والفلاسفة، والكتاب يتكون من خمسة أبواب هي: تناول أهمية القراءة وكيف تكون ملكة القراءة وفن القراءة، وفن القراءة والأهداف الرئيسية للقراءة ومواصفات الجلسة السليمة للقراءة، وأشهر أساليب القراءة، ولماذا نحتاج أن نقرأ بسرعة، والعوامل المساعدة على القراءة السريعة، والإرشادات الأساسية للقراءة الذكية وتحضير الكتب وبرنامج القراءة الجاد، ويختم الكاتب كتابه بأصناف القراءة وكيف تنتقي كتاباً ومجموعات القراءة. فلنستعرض أبواب الكتاب بشيء من التفصيل: أولاً: يقول العقاد بصدد أمية القراءة في حياة الإنسان: هي التي تجعلك تعيش تجارب لحيوات كثيرة وعميقة، وتنوع أفكارك، وتنشط ذهنك، وتجعلك تعيش حالة من الامتلاء والسعادة، فالإنسان له حياة واحدة محددة بزمن معين لكنه عندما يقرأ يشعر أنه يعيش أكثر من حياة.
فالقراءة أيضاً:
1 - تثري معلوماتك ومعارفك وتصقل تجربتك. 2 - القراءة المستمرة تجعل لسانك لبقاً وأسلوبك راقياً منمقاً وبلاغة فطرية. 3 - القراءة تهذب شخصيتك وتوسع آفاق تفكيرك. 4 - القراءة أحياناً تنفيس لحالة الهم والاكتئاب. 5 - القراءة طريق لكمال الإنسان الفكري والروحي. 6 - القراءة استثمار جيد للفراغ. 7 - القراءة تنشط الذهن والموصلات العصبية في الدماغ فتحميها من النسيان والخرف على كبر. 8 - القراءة تعطيك منطقاً في التفكير وتوازن في الشخصية. 9 - القراءة تجعلك محاوراً جيداً. 10 - القراءة تدعم ثقتك بنفسك.
ولهذا نزلت أول آية في القرآن الكريم وبصيغة أمر موجه إلى الإنسان، قال الله تعالى: «اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم».
فهناك ارتباط شرطي بين القراءة وبين رقي الإنسان، كما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ لترقى. فالقراءة ترقى بالأمم، فالقرّاء طلاب العلم والثقافة والمعرفة، هم من سينالون كرم الله عز وجل في الدنيا، وهم من سيعلون بشأنهم ويمكنون في الأرض ويستوي في ذلك المسلم وغير المسلم. فالقراءة هي سبب الحراك الحضاري بين للأمم لأنها تدفع بعجلة التنمية العلمية والفكرية إلى الأمام، وسقوط المجتمع عندما تهجر القراءة كمشروع حياة وكنهج، ولهذا أفل نجم الحضارة الإسلامية التي كانت يوماً منارة تستقطب الغرب الغارق في الظلام، وولدت هذه الحضارة العلماء، الأدباء، الفلاسفة، وعندما هجرنا القراءة والعلم عشنا حقبات السقوط الحضاري وصرنا تابعين للغرب الذي تطور علمياً وتكنولوجياً بسبب القراءة.
1- الفيلسوف الفرنسي فولتير سُئل: من سيقود الجنس البشري؟ قال: الذين يعرفون كيف يقرأون. 2- وسُئل الفيلسوف سقراط كيف تحكم على إنسان؟ قال: اسأله كم كتاباً تقرأ؟ 3- المؤرخ البريطاني ومي يقول: نسبة القراءة في البلدان هي الأساس الحضاري لتحكم وتصنف هذا بلد نامي وذاك متقدم وهذا متخلف.الغرب حريص جداً على أن يبقى مشروع القراءة فاعلاً في مجتمعاته، فهذه تجربة وزير الثقافة الفرنسي ومهرجان جنون القراءة.إذاً القراءة ينبغي أن تضاف إلى سلم الحاجات الأساسية لنمو الإنسان الفسيولوجي والسيكولوجي، ويمكن أن نصنفها كوجبة ضمن الوجبات الثلاث، وجبة عقلية تغذي فكرنا وعواطفنا وإحساسنا.
ثانياً: دراسات حول معدل القراء والطباعة والنشر في الدول العربية
1 - ما تطبعه كل دور النشر العربية أقل من نصف ما تطبعه إسرائيل في نفس الفترة. 2 - متوسط القراءة في العالم العربي ست دقائق في السنة، بينما متوسط القراءة في الدول الأوروبية 200 ساعة في السنة. 3 - متوسط ما يطبع من كتب في البلاد العربية لا يتجاوز ثلاثة آلاف نسخة ويباع على مدى ثلاث سنوات وقد لا ينفد، بينما أوروبا بالملايين. وللأسف نحن أمة أقرأ لا تقرأ.
نسينا أننا مستخلفون في الأرض، دورنا الإعمال والبناء الحضاري وهذا لن يتأتى ما لم نقرأ، فالقراءة تفتح الذهن ليفكر وليحلق في الآفاق البعيدة ليكتشف ويبتكر ويبدع ويطور، ولهذا يعمل الطغاة على مر العصور على قمع المفكرين وتعطيل نشاط القراءة والبحث والمعرفة وفرض الرقابة على القسرية والقهرية على المبدعين ليحبطوا وزج أهل الفكر في السجون والمعتقلات لأنهم هم من يشعلون جذوة النور والحراك في المجتمعات.
ثالثاً: كيف نكوّن ملكة القراءة؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ انتهي المقال منشور في 13/3/2012م