جريدة الوطن الكويتية
الكاتب حسن علي كرم
2011/12/01 11:22 م
لعلي اتصور فعل الرئيس علي سالم البيض ومعه مجلس الحراك السلمي الجنوبي مقاطعة لقاءات القاهرة وبراءتهم من كل النتائج التي تمخضت عن تلك اللقاءات..
فالتقاطعات الحاصلة بين ابناء الجنوب حول مستقبل بلادهم بعد رحيل علي عبدالله صالح تجعلنا
نصل الى حقيقة ان هناك، رأيين يتداولان في الساحة الجنوبية. الرأي الاول مفاده الانفصال وعودة الدولة الجنوبية المستقلة وهذا الرأي يتبناه الرئيس السابق قبل الوحدة علي سالم البيض وكذلك الحراك السلمي. وهناك الراي الثاني الذي يروج له حيدر ابو بكر العطاس (اول رئيس للوزراء في دولة الوحدة والمحكوم بالاعدام بعد حرب 1994 . من قبل الرئيس علي عبدالله صالح ويشاطره في الرأي الرئيس الاسبق لجمهورية الجنوب علي ناصر محمد المقيم في دمشق، ويقضي هذا الرأي على قيام الدولة الاتحادية بشطري اليمن الشمالي والجنوبي وقد شرح العطاس في لقاء اخير اجري معه في القاهرة ونقله موقع (عدن الغد) الالكتروني ان دعوته للدولة الاتحادية تنبع من كون «اليمن الجنوبي تعرض لتدمير كامل لمؤسساته وهويته ولم يعد يمتلك اي قرار سواء في المجال السياسي او الاقتصادي او الامني او حتى الاجتماعي، ولذلك هو بحاجة الى فترة انتقالية يستعيد فيها ذلك كي يكون الشعب قادراً على تحديد مصيره ومستقبله بشكل حقيقي وعملي».. مؤكداً «علي ان يكون ذلك لفترة انتقالية بعقبه استفتاء يختار فيه جنوب اليمن بين الاستمرار في دولة الوحدة التي اقيمت عام 1990 او استعادة دولته». ولعل خلاصة رأي السيد العطاس تستند على اساس ليست هناك ارضية مهيئة في الجنوب لقيام دولة ناجحة وبالتالي يحتاج الجنوب الى فترة نقاهة حتى يسترد عافيته. هذا التصور قد يكون صوابا لو ان الجنوبين شعب فاشل وعاجز عن ادارة شؤون بلادهم، وهذا في تصوري نقيض مانحمله من انطباع عن هذا الشعب المليء بالحيوية والنشاط والاخلاص في العمل، فالجنوبيون الذين نجحوا في الخارج وانشؤوا مجتمعات الهجرة في اوطان الغربة مثل المملكة المتحدة واندونيسيا وامريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) وبلدان الخليج بمقدوره ان ينشأ دولة جنوبية ناجحة ومتطورة وعذر تدمير المؤسسات في زمن الوحدة هذا لايعني عدم مقدور اعادة بنائها مجدداً. ولا نظن ان وضع الجنوب اسوأ من الوضع الحالي للصومال..
ان انفصال جنوب اليمن ليس بحالة شاذة وفريدة، فجنوب السودان انفصل عن الشمال وباتت راياته ترفرف كدولة مستقلة ذات سيادة. كذلك انفصال تيمور الشرقية عن اندونيسيا التي لم تكن من قبل شيئاً مذكوراً على الخريطة العالمية.
تحويل الوحدة اليمنية الى صيغة اتحادية فيدرالية ثم الاستغناء على الانفصال بعد خمس سنوات لم يحدث مثل هذا في العالم لا في التاريخ الحديث ولا في التاريخ القديم فالاصل اولاً الاستفتاء ثم الاتحاد او الوحدة، الشماليون لن يتخلوا عن الجنوب ان في عهد علي صالح او في غير عهد علي صالح. فهم يعتبرون الجنوب غنيمة ولا رجعة عن الوحدة..!!
لعل حاجة ابناء الجنوب في هذه المرحلة المفصلية هو توحيد الكلمة وتوحيد المواقف والرؤى.. وخاصة النخب السياسية. فبوحدة الكلمة والمواقف والرؤى يمكن الوصول الى الحل الافضل..