الجمعة 02 ديسمبر 2011 12:22 صباحاً
عدن الغد
جاءت ذكرى الاستقلال المجيد هذا العام واحتفل اليمنيون بهذه المناسبة الغالية على قلوبهم في جميع ساحات الحرية والتغيير في عموم الوطن , إلا أن عدن كانت متميزة في احتفالها بهذه المناسبة حيث كانت على موعد مع احتفالين وبطريقتين مختلفتين تعكس كل طريقة سلوك وعقلية المحتفلين.
بينما أعلنت بعض تكتلات الحراك الجنوبي عن الاحتفال بالمناسبة من خلال برنامج احتفالي سيبداء بحفل فني بجانب فندق العامر بكريتر يوم 29 نوفمبر ثم تليه في اليوم التالي 30 نوفمبر مهرجان في ساحة المنصورة (الرويشان)صباحا ثم ستكون هناك مسيرة ستنطلق من ساحة العامر بكريتر إلى الشارع الرئيسي بالمعلا في عصر نفس اليوم .
أيضا أعلن شباب الثورة عن برنامجهم الاحتفالي الذي سيبداء في 29 نوفمبر بمهرجان فني وخطابي في ساحة النور بالشيخ عثمان ثم تلي ذلك مسيرة كرنفالية ومهرجان فني وخطابي في 30 نوفمبر في ساحة الحرية بكريتر .
وبداء كلا الفريقين بالإعداد والتهيئة للاحتفال وحشد مناصريه ومؤيديه لهذه المناسبة التي بدت وكأنها استعراض لقوة كل طرف ومعرفة حجمه في الشارع وهذا لا غبار عليه إذا التزم الجميع بالآداب والسلوك الحضاري وهنا مربط الفرس فبينما اتسم مهرجان الشيخ عثمان الثوري بساحة النور بتنوعه الفني والحضور ألافت لأبناء عدن والحفاظ على الذوق العام واشتراك كل فئات المجتمع في المحافظة حتى الحراك في هذا المهرجان , حشد أنصار الحراك في مهرجانهم مئات القادمين من محافظات الجنوب المختلفة مصطحبين معهم أسلحتهم وبعظهم تم تسليحهم في عدن بمشهد يوحي بمظاهر الاستعداد للحرب أكثر منه حفلا فنيا للبهجة والفرح والذي تحول إلى مسيرة تجوب شوارع كريتر تحمل الأسلحة وتردد شعارات الفرقة والتشطير وتستفز مشاعر أبناء عدن ثم يتجه بعضهم لمهاجمة السياج الخشبي لساحة الحرية لشباب الثورة ومحاولة اقتحامها بطريقة همجية تدل على الشطط والطيش الذي يمارسه بعض منتسبي الحراك والذين لا يمكن ضبطهم والخارجين عن السيطرة .
ثم ينتهي الحفل الفني كما وصفوه بان تتحول الساحة المقابلة لفندق العامر مكان تجمعهم إلى ديوان كبير لمضغ القات وتعاطي المشروبات المسكرة وتجمع الكثير من الشباب المحبب - يتعاطى حبوب مخدرة – في مشهد يثير الكثير من القرف والاشمئزاز .
أما في اليوم التالي الـ30 من نوفمبر فقد انطلقت مجاميع الحراك بطريقة غير منتظمة كلا على طريقته بدلا من الخروج بمسيرة واحدة منظمة من كريتر إلى المعلا كما هو مقرر في برنامجهم الاحتفالي انطلقت المجاميع من مناطق مختلفة بعضها سيرا على الأقدام والبعض محمولا بالسيارات والباصات ليجتمعوا بشارع المعلا الرئيسي بأعداد كبيرة ليتحول بعدها الشارع إلى فناء كبير لمضغ القات - في يوم أعلنت فيه بعض الحركات الشبابية 30 نوفمبر يوم بلا قات – وللمظاهر المسلحة ولشباب يمارسون العنجهية والطيش والاستفزاز لمشاعر السكان في شارع المعلا الرئيسي هذا الشارع التاريخي الجميل الذي تحول بفعل هذه الممارسات إلى ما يشبه الخراب وبالطبع في ظل هكذا أجواء لم يشارك في هذه الاحتفالية أياً من وجاهات واعيان عدن أو أية تنظيمات أو منظمات مجتمع مدني وتحول الاحتفال إلى تجمع كبير ملئ بالصخب والضجيج والفوضى لمجاميع مختلفة مع بعضها البعض بعضها يرفع أعلام التشطير والبعض الأخر يرفع أعلام الجنوب العربي بعضها ينادي بالانفصال والأخر بالفدرالية وتم ترديد شعارات تنادي بإسقاط القيادات مثل لا قيادة بعد اليوم قائدنا حسن باعوم مما يوحي بأزمة قيادة تعيشه هذه التكوينات وساد الشارع حالة من الهرج والمرج أشبه بحلقات الزار قابله سكان المعلا باستياء بالغ.
في الوقت نفسه كان شباب الثورة في ساحة الحرية بكريتر قد استعدوا للاحتفال بمسيرة كرنفالية حاشدة ضخمة لم تشهدها محافظة عدن من قبل شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء عدن والعديد من النقابات والفعاليات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني المختلفة ووجاهات واعيان عدن وشخصياتها الاجتماعية من مختلف المديريات وطلاب الجامعات والشباب والنساء والأطفال وسار هذا الحشد الضخم بتناسق وانسجام من نقطة الانطلاق خلف عدن مول إلى ساحة الحرية ممتدا بطول شارع الملكة أروى تتقدم هذه المسيرة الضخمة زهرات عدن براعم الثورة وهن يحملن الورود والبالونات الملونة بلون علم اليمن ثم تلتها مسيرة ضخمة جدا لحرائر عدن الثائرات اللواتي انخرطن في الثورة الشبابية الشعبية منذ أيامها الأولى وضربن أروع المثل في الصبر والثبات ثم تأتي جموع النقابات العمالية والمهنية تتقدمهم نقابة الأطباء ثم المحامين ونقابة المعلمين وعمال الكهرباء وغيرهم ثم مجاميع وحشود كبيرة تمثل مديريات عدن الثمان بتناسق وتنظيم رائع ثم مجاميع رمزية من المشاركين من أبناء محافظة لحج ونازحي أبين الذين أرادوا تسجيل حضورهم ومشاركة إخوانهم من أبناء عدن هذا الاحتفال المهيب الذي رفع أعلام اليمن الواحد في انسجام ووئام لتنتهي المسيرة ويبدءا المهرجان الفني والخطابي عقب صلاة المغرب حيث تم في المهرجان إلقاء الكلمات المعبرة وترديد الأناشيد الثورية وغطى سماء الساحة الألعاب النارية ابتهاجا بهذه المناسبة العظيمة الذي أكد فيها الثوار المضي على درب الآباء وتصعيد الفعل الثوري حتى تستكمل الثورة كامل أهدافها .
فكان الفرق شاسع والبون كبير بين الاحتفالين وأوصل كلا الطرفين رسالته التي قرأها أبناء عدن واليمن والعالم من حولهم.
فرق بين احتفال أراد له منظموه استعراض العضلات والقوة والعنجهية وفرض الوصايا , واحتفال آخر أراد له منظموه أن يكون يوما للفرح والبهجة والتأكيد على استمرار الفعل الثوري على طريق نوفمبر الاستقلال.
*مسؤول فرع حزب التجمع اليمني للإصلاح بمديرية التواهي.