لماذا كثر الطلاق في مجتمعنا؟!
حرص الإسلام على بناء الأسرة، بناء قويا متماسكا، تسود
فيه روح المودة والرحمة والسكن؛ إذ هو المحضن الذي سيتربى فيه النشء تربية صالحة؛
لذلك وضع له هذا الدين العظيم دعائم تمنعه من السقوط، وتحميه من عوامل التعرية التي
تعصف بكثير من البيوت التي لا تهتدي بهدى الله تعالى.
فالقواعد الشرعية التي شرعت لمصلحة الأسرة والأخذ بها إلى
أجواء السعادة – تقوم على الحق والعدل والمساواة الشرعية، ورفع الظلم، وقيام كل فرد
بدوره المنوط به، وحرص الأبوين على تحقيق مقاصد الزواج- تحصين الزوجين وإعفافهما،
وتربية الأولاد تربية طيبة – ولا يتأتى لهما ذلك إلا إذا كانا متفاهمين متعاونين
متحابين يقوم كل منهما بواجباته تجاه الآخر وتجاه الأولاد.
لقد كثر الطلاق في القرن الخامس عشر من هجرة الرسول صلى
الله عليه وسلم؛ وأخذ يعصف بالبيوت، وأصبح الرقم مخيفا؛ وانعكس هذا الوضع على
نفسيات الأولاد الذين هم من أهم مقاصد الزواج؛ لذلك أحببت أن أدلي ببعض الآراء التي
أوضح من خلالها بعض العوامل التي دفعت بالزوجين إلى اتخاذ قرار الفراق غير مبالين
بما سيترتب على هذا الطلاق من عواقب وخيمة على البيت.
إن من العوامل التي تقوض أركان بيت الزوجية – انتحال كل
من الزوج والزوجة شخصية الآخر بمعنى: كثير من البيوت تقوم المرأة بالإنفاق على
البيت على الرغم من أن النفقة على الرجل، ولو كانت المرأة ثرية، وهذا لا علاقة له
بمن تقوم بمعاونة زوجها على شؤون الحياة إذا كانت تؤديه عن طيب نفس منها؛ وليس
مفروضا عليها،