تدخل الأسرة في مشاهدة الأطفال للتلفاز شددت دراسة تربوية حديثة، على أهمية التدخل الواعي لأفراد
الأسرة في مشاهدة الأطفال للتلفزيون، بحيث يتم توضيح أسباب المنع أو تقليل
المشاهدة في جو من ديمقراطية الآراء، بعيداً عن التعسف.
قالت الدراسة التي أعدها الدكتور أحمد محمد العنزي بعنوان (برامج
الأطفال في القنوات الفضائية العربية ودورها في تشكيل المعلومات لدى
الطفل)، إن التوضيح وتبادل الآراء بين أفراد الأسرة والأطفال، يعد فرصة
جيدة لتنشئة الطفل تنشئة ديمقراطية سليمة. ودعت الدراسة التي تضمنت تحليلاً
لمضمون برامج الأطفال في القنوات الفضائية العربية.
إضافة إلى نتائج مسح ميداني أجراه الباحث على عينة من الأطفال
الكويتيين، إلى الحرص على تقديم برامج ومسلسلات وأفلام الأطفال باللغة
العربية الفصحى، أو على الأقل بعامية المثقفين أي اللغة التي تكون وسطاً
بين الفصحى والعامية. وأوصت بضرورة أن تراعي القنوات الفضائية بث برامج
الأطفال الموجهة لهم في مواعيد مناسبة للمشاهدة خاصة في فترة المساء الأولى
التي تبدأ في الساعة الخامسة مساء و حتى الثامنة.
وأكدت الدراسة أن تلك الفترة تستحوذ أكبر قدر من المشاهدين للتلفزيون،
وهي كذلك تناسب مواعيد نوم الأطفال خاصة أثناء شهور الدراسة، لأن الإصرار
على بثها صباحاً أو ظهراً، خاصة أثناء شهور الدراسة يحرم الكثير من الأطفال
من مشاهدتها.
ودعت إلى مراعاة إعادة إذاعة برامج الأطفال المذاعة على القنوات
الفضائية العربية، مثلما يحدث في معظم القنوات الفضائية المتخصصة للطفل،
لأن إعادة البث تعطي فرصة للمشاهدة في حال تعذرها في المرة الأولى.
وأوصت بضرورة أن تستعين برامج الأطفال بالضيوف بشكل أكبر، لأن وجود ضيوف
مؤهلين يساعد على توفير قدر أكبر عند الأطفال، ويزيد قدرتهم على استقبال
وفهم المعلومات، ويساعد في عملية غرس القيم الإيجابية، خاصة إذا كان الضيوف
من الشخصيات المحببة إلى الأطفال من أصحاب المكانة والخلق القويم ومن
يمثلون قدوة حقيقية للطفل.
أبناؤنا ووسائل الإعلامقامت العديد من الدراسات والأبحاث على فرضية ما لوسائل الإعلام من تأثير
إيجابي على العنف لدى الأطفال والمراهقين، فقد كانت الفرضية تتساءل هل
العنف غير المبرر في الأفلام خصوصاً قد يخلق لنا جيلاً عنيفاً دموياً..
وغيره من الفرضيات في هذا السياق، ولكن الدراسات جاءت بنتيجة أخرى، فالعنف
في وسائل الإعلام لم يكن ليؤثر في الأطفال والمراهقين، بقدر ما تؤثر فيهم
البيئة المحيطة والمجتمع الذي يعيشون فيه، بحسب ما يؤكد الباحث فلاح
المنصور.
ويضيف أن وسائل الإعلام قد تسوق الكثير من الأفكار الهدامة وتمررها دون
أن يشعر المراهق بدورها مستقبلاً، وهذا موجود في كل دول العالم وليس مختصاً
بعالمنا العربي، ومن أمثلته تلك الإيحاءات الجسدية التي تجدها في بعض
الإعلانات. ويدخل ضمن تمرير مثل هذه الأفكار ما تقوم به بعض الأفلام
العربية سواء عن قصد أو عن جهل، بإظهار لحظات التدخين وتعاطي المخدرات
وتغليفها بهالة من الفضيلة، مثل ضابط الشرطة الذي يدخن كثيراً ليفكر جيداً
فهو يحمي المجتمع من أخطار الجريمة والمجرمين.
هل يعني ذلك أن يقوم الأهل بمتابعة ما يعرض في وسائل الإعلام للحرص على
أبنائهم؟ هذا وارد ولكن الأسلم من ذلك هو التوعية المستمرة على شكل معلومات
وحوارات شفافة مع أبنائنا لحمايتهم من مختلف الأفكار الهدامة بما يتناسب
مع عقيدتنا وقيمنا وتقاليدنا العربية الأصيلة.