عضو فعال البلـد/الاقامة : مشاركات : 62 الانتساب : 12/06/2013 12/25/2013, 6:10 am | | بسم الله الرحمن الرحيم حفظ الله رسوله صلى الله عليه وسلم بحفظه ورعايته حتى من الاشياء العادية ، والعادات المرعيَّة فقد حدث أن سقط جزء من الكعبة ، واجتمعت قريش ، وهمَّت لتجديد ما وَهَىَ من الكعبة ، وقاموا بتقطيع الأحجار اللازمة من جبل أبى قبيس المجاور للكعبة ، واشتركت بطون قريش كلها في نقل هذه الأحجار إلى البيت الحرام ؛ ليكون لهم جميعاً شرف القيام بهذا العمل العظيم
فاشترك صلى الله عليه وسلم مع عمِّه العباس في النقل ، وكان كل واحد يحمل حجراً من الحجارة البيضاء الكبيرة ، وكانت طريقة الحمل أن يخلع أحدهم جلبابه أو يطويها ويضعها على كتفه ويضع عليها الحجر :
{ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عمه ، وكان سائراً أمامه ، ففوجىء العباس بالرسول قد وقع على الأرض مغشيَّـاً عليه ، وعندما أفاق ، قام وأنزل جلبابه ، فقال له : شمِّر عن جلبابك ، فَقَالَ : لا ، قَالَ : لمَاذَا ؟ ، قَالَ : لَقَدْ ظَهَرَ لى مَلكٌ ، وَأمَرَنى أَنْ أسْتَرَ عَوْرَتِى}[1]
وهذا الكلام وهو ما زال في شبابه لم يبلغ خمس عشرة سنة ، ومن يومها لم تظهر للرسول صلى الله عليه وسلم عورة - والعورة ليس السوءة - لكن لم يظهر أي جزء من جسمه الشريف صلى الله عليه وسلم ، حتى أنه بعد أن تزوَّج السيدة عائشة قالت :
{كَانَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ ، وَ أغْتَسِلُ مَعَهُ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ ، وَ لا يَرَى مِنِّى ، وَ لا أَرَى مِنْهُ}[2]
لأن الأنبياء عند الغسل يغتسلون من فوق القميص ، ولا يتعرَّون ، فيخلع الجلباب ، ولكنه يظلُّ بالقميص ، ويغتسل به ، حتى عند غسله صلى الله عليه وسلم ، احتاروا ؟ كيف نغسِّله؟ وقد قال :
{يُغَسِّلُنِى عَلِىٌّ وَ العَبَّاسُ ، أَهْلُ الْبَيْت ِ، فَاحْتَارُوا مَاذَا نَفْعَلُ؟ فَسَمِعُوا نِدَاءاً ، يَسْمَعُونَ صَوْتَهُ وَ لايَرِوْنَهُ : (لا تُعَرُّوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَغَسِّلُوهُ مِنْ فَوْقَ ثِيَابِه}[3]
فعرفوا أنه من الملائكة ، وكذلك بنت النبي السيدة فاطمة عند موتها ، استحمت ، واغتسلت ، ولبست ملابسها ، ونامت متجهة إلى القبلة ، وقالت لسيدنا على : سأموت الآن ، فلا أحد يغسِّلنى ، ولا ينزع ملابسى ، فقد غسَّلت نفسى ، وماتت ، وعلى هذا لم تغسَّل ، فما بالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فمن هذه اللحظة ورسول الله ممنوع أن يتعرى أى جزء من جسده الشريفصلوات الله وسلامه عليه
وكذلك تولى الله حفظه في صباه : حتى أنه عندما أراد أن يفرج عن نفسه ، وقال للغلام الذى يرعى معه :
{أُحْرُسْ لى غَنَمِى ، لأذْهَبَ إلى هَذَا الْعُرْسِ لأشَاهِدَهُ ، فَـذَهَبَ إلى الْعُرْسِ ، وَعِنْدَمَا جَلَسَ نَامَ ، وَلَمْ يَسْتَيْقَظُ حَتَّى لَسَعَتْهُ حَرَارَةُ الشَّمْسِ في اليَوَمِ التَّالى ، فَعَادَ ، فَقَالَ لَهُ : رَأيْتَ الْعُرْسَ ؟ ، فَقَصَّ لَهُ مَا حَدَثَ ، وَبَعْدَ عِدَّةِ أيْامً ، أُقِيْمَ عُرْسٌ آخَرٌ ، فَـذَهَبَ إليْهِ ، فَحَدَثَ لَهُ مَا حَدَثَ فِيمَا سَبَقَ ، فَلَمْ يَذْهَبْ إلى عُرْسٍ بَعْدَ ذلِكَ أبَداً}[4]
فقد حرسه الله من اللهو البريء فقد حفظه الله حتى من هذه الأشياء : فهو الذى حفظه حتى من اللهو ، ومن اللعب ، ومن السجود لصنم ، ومن شرب الخمر ، حتى أن أعمامه غضبوا منه لأنه لا يذهب معهم إلى أصنامهم في أعيادهم :
{فأرسَلوا إليْه عَمَّاتِه ليَشْدُدْنَ عليه أنْ يذْهَبَ مَعْ أعْمَامِه ، فَمَا زِلْنَّ بِهِ حَتَّى أرْغَمْنَهُ عَلى الذِهَابِ وَ الْحُضُورَ مَعَهُمْ ، فَلمَّا ذَهَبَ إلى الصَّنَمِ رَأى سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ وَ قَالَ لَُه (مَا جَاءَ بِكَ إِلَى هُنَا؟ إذْهَبْ) ، فَغُشِىَ عَلَيْهِ عِنْدَ رُؤْيَةِ سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ ، وَعِنْدَمَا أَفَاقَ قَالُوا لَهُ مَاذَا حََدَثَ؟ قَالَ : رَأيْتُ شَخْصَاً يَقُولُ لِى : لا تَسْجُدْ وَ ارْجَعْ}[5]
ومن يومها لم يرجع إلى صنم من هذه الأصنام ، ومن هنا فقد كانت الملائكة تتولاه وترعاه وتحرسه برعاية الله
[1] أخرجه الشيخان عن جابر والبيهقى وأبو نعيم عن العباس [2] متفق عليه من حديث عائشة رضى الله عنها [3] رواه ابن سعد وأبو داود والحاكم والبيهقى وصححاه وأبو نعيم عن عائشة رضى الله عنها [4] أخرجه ابن راهويه في مسنده وابن اسحاق والبزار والبيهقى أبو نعيم ، وابن عساكر عن سيدنا على بن أبى طالب [5] أخرجه ابن سعد وأبو النعيم وابن عساكر عن ابن عباسhttp://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%CF%ED%CB%20%C7%E1%CD%DE%C7%C6%DE%20%DA%E4%20%DE%CF%D1%20%D3%ED%CF%20%C7%E1%CE%E1%C7%C6%DE&id=49&cat=4منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً |
| |