تردي الاخلاق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رحم الله زمان كانت الناس فيه تحترم بعضها وتقدر حاضرها وتحفظ غائبها ، وتصون الجوار، وكانت تحتكم فيما شجر بينهم بحسب الشريعة الاسلامية والعرف الاجتماعي السائد قوامه الاخلاق الرفيعة في جميع المجالات الحياتية والمنافع العامة اما اليوم فقد ضرب الفساد كل التشكيلات وكل التعاملات وفي جميع المناحي والاغراض ، فلم يعد الجار يحفظ املاك جاره الغائب بل يتعدى عليه باستقطاعات ظالمة من ارضه والمضايقة عليه وسد منافذ الدروب عنه وكأن الارض ضاقت بما رحبت وسقطت المعايير بالادعاءات الباطلة وضاعت الحقوق تحت سنابك جوامح البطلان ، وقد شاهدت بعض التعديات الجائرة من قبل البعض على جيرانهم باستقطاع اجزاء واستحداث ادعاءات التملك بوضع اليد والرجل ، كيف اصبحنا اليوم ؟ لايرد الظالم عليه بل تؤازه في طغيانه اسرته وعشيرته وقبيلته، اين شرع الله؟ اين الاخلاق اين الضمائر؟ اصبحت وامست في خبركان ومبتدأ العشيرة .... امور مؤسفه تحدث دون مبالاه من احد اذ لم يعد من ينتصر للحق اويبدئ مساند الواجب او يظهرالتداخلات او يدحض الباطل والجميع يعرف ان الباطل كان زهوقا، بل وصل بالبعض ان يشهد زورا وبهتانا وفي قراره نفسه علما ان شهادته ظلما وعدوانا بينان ، ومبرره الانتصار الزائق لاسرته وعشيرته ، الم يخجل امثال هؤلاء من انفسهم ، الم يخافوا غضب الله وسخطه ... سبحان الله ، لقد طغت المادة وحب الامتلاك والظهور المقنع الزائف على المقومات والمؤيدات الاخلاقية التى جبل عليها المجتمع... ولن يزول الطغيان الا بواجب الاستنكار ورفض الباطل وتنشيط الوازع الديني ونصرة الحق بيننا، كما امرنا الله في محكم اياته وهدئ رسوله الكريم محمد صل الله عليه وسلم ... وحتى لانكون قوم لايتناهون عن منكر فعلوه ولايحضون على المعروف يجب وقد وجب الرجوع الى الاصالة في الاخلاق والعودة الى ثوابت الاعراف الحميدة المتسقة مع الشريعة الاسلامية ،،، و( لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) صدق الله العظيم الذي نصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده ، لااله الا الله والله اكبر .
ملاحظة : سيقول البعض منا هذا نتيجة لضعف الدولة ونقول هذا صحيح من حيث التحفيز ، لكن علينا بانفسنا من خلال اصلاح الانفس فاذا فسدت الدولة وقد فسدت فهل نتزلف وننساق الى سؤ الاحوال لان المجتمع كان متماسكا قبل ان تظهر الدولة بمفهوما اليوم ، لامبرر للفساد وتردي الاخلاق ... الله اكبر ولله الحمد .