اول ما ظهرت هذه البدعة  في الكوفة لقربها من بلاد فارس, وتأثرها بالفلسفة اليونانية , يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: ,, ان اول من عرف بالصوفي هو ابوهاشم الكوفي سنة 150هـ ,, و بلغ التصوف ذروته في نهاية القرن الثالث وانتشرت في العراق ومصر والمغرب , وكان لأئمة السنة موقف من تلك الدعوة المحدثة فـقد روى الامام البيهقي في كتاب المناقب عن الامام الشافعي رحمه الله انه قال : { لو أن رجلاً تصوف من أول النهار لم يأتي عليه الظهر إلا وجدته أحمق } وعنه ايضا : { خلفت بالعراق شيئاً أحدثه الزنادقة يسمونه التغبير يشغلون به الناس عن القران } وكذلك { لا يكون الصوفي صوفياً حتى يكون فيه أربع خصال , كسول أكول شؤوم كثير الفضول } ونقل ابن تيمية رحمه الله تحذير الامام احمد عن الحارث ابن اسد المحاسبي الصوفي , وقد اورد  ذلك الخلال في السنة وشيخ الاسلام في الاستقامة ,  يقول ابن رجب الحنبلي –رحمه الله تعالى- : " وإنما ذمَّ أحمدُ وغيره المتكلمين على الوساوس والخطرات من الصوفية حيث كان كلامُهم حيث كان كلامُهم في ذلك لا يستند إلى دليل شرعيٍّ ؛ بل إلى مجرد رأي وذوقٍ " .والامر عن مالك كذلك قال عبد الله بن يوسف)) : كنا عند مالك بن أنس، فقال له رجل من أهل نصيبين، يا أبا عبد الله، عندنا قومٌ يقال لهم الصوفية، يأكلون كثيراً،
فإذا أكلوا أخذوا في القصائد، ثم يقومون فيرقصون، قال مالك: هم مجانين؟ فقال لا. قال هم صبيان؟ قال لا هم مشائخ عقلاء، قال مالك: ما سمعنا أن أحداً من أهل الإسلام يفعل هكذا، قال الرجل: بل يأكلون ثم يقومون، فيرقصون يلطم بعضهم رأسه وبعضهم وجهه. فضحك مالك وقام إلى منزله." وهذا ظاهر جلي في الموالد والحضرات ومجالس البردة وسائر اجتماعات الصوفية ,, اعني الاكل والرقص,, "
فقال أصحاب مالك: يا هذا أدخلت والله مشقة على صاحبنا، لقد جالسناه نيفا وثلاثين سنة، فما رأيناه يضحك إلا هذا اليوم.  قلت :"من شر البلية مايضحك " .
قال مروان بن محمد الأسدي من تلاميذ مالك)): ثلاثة لا يؤتمنون في دين : الصوفي ,والقصاص ,ومبتدع يرد على أهل الأهواء .).
وتختلف العقيدة الصوفية عن الكتاب والسنة في امور عديدة من اهمها: مصدر التلقي والاستدلال ففي الاسلام لا تثبت عقيدة إلا بقرآن وسنة لكن في التصوف تثبت العقيدة بالالهام والوحي المزعوم للأولياء " حدثني قلبي عن ربي " والاتصال بالجن الذين يسمونهم الروحانيين, وبعروج الروح الى السماوات, وبالفناء في الله, وانجلاء مرآة القلب حتى يظهر الغيب كله للولي الصوفي بزعمهم, وبالكشف, وبربط القلب بالرسول صلى الله عليه وسلم حيث يستمد العلوم منه. واما القرآن والسنة فإن للصوفية فيهما تفسيرا باطنيا حيث يسمونه احيانا تفسير الاشارة ومعاني الحروف فيزعمون ان لكل حرف في القرآن معنى لا يطلع عليه إلا الصوفي المتبحر, المكشوف عن قلبه.

قلب حوف

 

كلام اكثر من رائع وفوائد قيمة فشكرا لك على الافادة والطرح الراقي .