عرس فسطيني ، مصري ، داخل نفق بين البلدين
3/21/2013 11:42 PM
وكالات
لم تمنع السدود ولا الحدود الشاب الفلسطيني "عماد" 21 عامًا من سكان مدينة رفح الفلسطينية، من تحقيق حٌلمه بالزواج من شريكة حياته "منال" 17 عامًا والتي تقطن مدينة رفح المصرية، فجازفا بحياتهما بعدما قررا العبور لعقد حفل زفافها عبر أحد الأنفاق، بعد رفض السلطات المصرية السماح للعروس بدخول غزة عبر معبر رفح.
عقد "عماد" قرانه على شريكة حياته "منال" قبل نحو ستة شهور بمنزل عائلتها، وعانى طيلة فترة خطوبته الأمرين لكي يرى خطيبته، فكان يزورها أسبوعيًا عبر الأنفاق كبديل عن معبر رفح الذي يُمنع عبور من هم دون سن الـ 40 من العبور سوى بتنسيق من السلطات المصرية.
وطيلة الفترة المذكورة بذل العريس وذويه قصارى جهدهم محاولين إدخال عروسه لغزة عبر المعبر، لكنهم لم يفلحوا بالحصول على تصريح دخول، لتكون "الأنفاق" خياره الوحيد.
21 من مارس كان الموعد الذي اتفق عليه "عماد ومنال" لعقد حفل زفافهما، فمُنذ الصباح جهز نفسه كأي عريس لاستكمال إجراءات الزواج، بينما لم يستطع أن يذهب لبيت عروسته ليأخذها ويذهب بها "لصالون التجميل" كأي عريس.
ومر الوقت سريعًا حتى جاءت ساعة اللقاء بينهما، فالعروس حضرت بفستان الزفاف الأبيض برفقة ذويها من منزلها وسط حفل زفاف، لتصل لفوهة النفق من الجانب المصري، بينما وصل العريس مرتدي بدلة الزفاف برفقة ذويه لبئر النفق من الجانب الفلسطيني.
وما إن اطمئن العريس "عماد" عبر الهاتف على عروسته "منال" وتأكد من وصولها برفقة عدد قليل من عائلتها وأقربائها من الدرجة الأولى كـ "الأب والأم والأخوة"، نزل برفقة عدد من أقربائه ليقابلها على الجانب المصري من الحدود، ويسمك بيدها وينزل بها وسط الزغاريد داخل النفق.
فرحة اللقاء بينهما انسهتهما الخشية من السير داخل النفق تحت الأرض، فكل ما كان يخطر ببالهما هو الوصول لخارج النفق سريعًا، ومن ثم الذهاب لصالة الزفاف، ليعيشا اللحظة التي طالما تمنياها، وهي "فرحة العمر" بحضور عائلتهما.
عشرة دقائق استغرقها سير العروسان داخل النفق حتى وصلا لخارجه من الجانب الفلسطيني، ليريا النور وكأنهما عادا للحياة من جديد، وما إن وصلا حتى ارتسمت على وجههما الفرحة والبهجة لوصولهما سالمين بعد سير على الأقدام لنصف كيلومتر.
وأمام مدخل النفق انتظرت سيارة الزفاف المزينة العروسان "عماد ومنال" برفقة سيارة أخرى ممتلئة بالنساء اللواتي باشرن بإطلاق الزغاريد والأغاني الشعبية والطبل فرحًا لوصولهما بخير، ليذهبا بسيارة الزفاف لأستوديو التصوير لالتقاط الصور التذكارية كأي عروسين.. كما يجري بالعرف والعادة.
وما إن انتهيا من التصوير ذهب العريس وعروسه لمنزلهما، لينطلق موكب حفل الزفاف تجاه صالة الأفراح، المكان الأخير لهما ليدخلا فيما بعد قفص الزوجية، من بوابة معاناة المحاصرين في غزة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليق : متى تنطلق زغاريد نساء الامة العربية والاسلامية ابتهاجا بخروجنا من الانفاق المظلمة نرجوا ذلك ...