| صنعاء - من طاهر حيدر |
قرية «العميان»... ليست قرية عادية كسائر قرى اليمن، وان كانت تشبهها في الفقر والمشاكل الاقتصادية الطاحنة.
فـ«العميان» ليست مجرد لقب للقرية، او اسم للتندر والفكاهة... بل هو وصف صادق تماما لأطفال هذه القرية الغريبة الكائنة في منطقة بني حسن بمحافظة حجة شمال اليمن، حيث تضع النساء مواليدهن مزودين - كغيرهم - بنعمة البصر، لكنهم عندما يبلغون الخامسة يبدأ ضوء عيونهم في الخفوت تدريجيا مع الايام، الى ان يتلاشى كليا، بعد ذلك فلا يستطيعون الرؤية طوال الليل، وان كانوا يستشعرون بصيصا ضئيلا من ضوء النهار.
قرية العميان التي تبحث عن علاج لاطفالها المنكوبين بالعشى الليلي الجماعي، زادت من حجم معاناتها وطأة العجز الاقتصادي المزمن، وتردي الخدمات الصحية والتعليمية، فضلا عن ان تتوافر مدارس لاطفال القرية الذين يندرجون جميعا تحت عنوان ذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي يجعلهم عرضة للتسرب من التعليم لعجزهم عن متابعة الدراسة، وتحمل تكاليفها في وقت واحد.
«الراي» تحدثت الى رئيس مؤسسة التنمية الاقتصادية والاجتماعية (E.D.F) عيسى الراجحي الذي زار المنطقة ووثق الحالة، فقال: «ان اهالي قرية العميان يعيشون في فقر مدقع، وليس لهم اهتمام من جانب الحكومة اليمنية، وتشيع فيهم ظاهرة زواج الاقارب، الأمر الذي يزيد من احتمالية الاصابة بالمرض الغريب».
واضاف «ان سكان هذه القرية يربطون منازلهم بحبال متينة، حيث يستعينون بها للتنقل، خصوصا في المناطق الوعرة، وبالقرب من الابار المائية والبرك، بينما يرفض الاصحاء من اصحاب القرى المجاورة الزواج منهم، ما يعمق معاناتهم».
ويعتبر الفحص قبل الزواج خطا احمر في اليمن، خصوصا في حال كانت العروس من القبائل او القرى اليمنية، لان طالب الزواج قد يتعرض اما للطرد، وفي اسوأ الاحوال للضرب او القتل.
وعلى الرغم من خطورة الموقف مازال اغلب المجتمع اليمني يجهل خطورة زواج الاقارب.
ـــــــــ المصدر الراي الكويتية عدد 5/1/2013م