لم يعد السلام بالأنف “المخاشمة” عادة في الدول الخليجية فحسب، بل أصبح عالميا هذا ما أكده الموقع العالمي “مشابل”، عندما اختار قبلة لعضوين سابقين في مجلس الأمة الكويتي، ضمن أفضل 10 قبلات لعام 2012.
و”المخاشمة” هي أن يلامس شخصان أنف كل منهما الآخر بضـربة أو اثنتين أو ثلاث فقط عند البعض، وهي من العادات المتأصلة في شبه الجزيرة العربية. وفي رده على حصول المخاشمة على المركز الخامس عالميا ضمن أفضل القبلات لهذا العام، قال الإعلامي أبو محمد “إن عادة المخاشمة من العادات الاجتماعية المتأصلة في مجتمعنا والتي تم توارثها من قبل الأباء والأجداد، ورغم أن بعضها قد تلاشى وأتت عليه المدنية الحديثة وأسلوب الحياة العصرية، إلا أن بعض الشباب ما يزال يصارع من أجل بقائها والتمسك بها”.
وأضاف “أن المخاشمة إرثا اجتماعيا راسخا عندنا، كما أنها تحمل في مضمونها بعدا إنسانيا بدا الكثير من الناس ادراكه في هذه الأيام”. بدوره، قال الصحفي أبو أحمد “شيئ طيب أن المخاشمة وصلت إلى العالمية، وهذا ما يؤكد لنا أن التمسك بعادتنا التي نستمد منها القيم والمثل العليا، وهي التي تسوس حياتنا بما لا يخالف ديننا الحنيف، والتقاليد هي مسيرة الأجداد وخبراتهم النابعه من الظروف البسيطة”.
من جهته، قال المهندس طلال الجنيبي، اختصاصي كمبيوتر: “إن المخاشمة توحي بالمحبة والألفة والإخاء والترحيب ودائما أرى أثرها في أكثر الأحوال إيجابيا، إلا في حالات الزكام فإن أثرها سلبي”، مؤكدا “أنا لا أستطيع تغيير هذه العادات والتقاليد الموروثة فهي سمة من سمات ثقافاتنا”.
وأضاف الجنيبي “أن عادة المخاشمة لها بعد إنساني وهو التعبير عن المعزة التي يكنها ذلك الشخص للشخص الآخر”، مضيفا “ربما ينظر البعض في حاضرنا اليوم إلى أن المخاشمة شئ غير حضاري”.
وقال المواطن أبو نورة “عادة الخشوم من تقاليدنا وعادة طيبة، لماذا نحاول دائماً أن نسقط العادات الطيبة ونبقي الذي يضر، ليس من شيمنا حنا أهل الإمارات أن نمتنع عن عاداتنا التي ورثناها عن أجدادنا، ولكن الاحتياط واجب وخاصة في فترة انتشرت فيها الأمراض التي تنتقل بين الأفراد خاصة في فترة الشتاء”.
يذكر أن الخشم يمثل موطن العـزة والرفعة والأنفَة عند الإنسان العربي بشكل عام، وهو مصدر كبرياء وخيلاء الإنسان.