حدث خلافٌ بين اصابع اليد الخمسة، كلُ واحدٍ يريد أن يكونَ الأعظم!
وقف الإبهام ليعلن:
إن الأمرَ لا يحتاجُ الى بحث، فإني أكاد أن أكون منفصلاً عنكم وكأنكم جميعاً تمثلون كفة، و أنا بمفردى أمثل كفةً أخرى, إنكم عبيد لا تقدرون أن تقتربوا الي .
أنا سيدكم ، إنى أضخم الأصابع و أعظمها !
فى سخرية إنبرى السبابة يقول:
لو أن الرئاسة بالحجم لتسلط الفيل على بنى أدم وحسبه أنه أعظم منهم. إنى أنا السبابة ، الإصبع الذى يَنهى ويأمُر، وعندما يشير الرئيس إلى شيء أو يُعلن أمراً يستخدمنى .
أنا الأهم وأنا أولى بالرئاسة...
ضحك الإصبع الوسطى و هو يقول:
كيف تتشاحنان على الرئاسة فى حضرتى، و أنا أطول الجميع تقفون بجوارى كالأقزام .فإنه لا حاجة لي أن اطلب منكم الخضوع لزعامتى، فإن هذا لا يحتاج الى جدال.. أنا الأفضل .
تحمس البنصر قائلا:
أين مكاني يا إخوة ؟ اُنظروا فإن بريق الخاتم يلمع فىّ، وحسبي أن اُحاط بحلقةٍ من الذهب أو الفضة... إنى ملك الأصابع وسيدهم بلا منازع !
أخيراً إذ بدأ الخنصر يتكلم صمت الجميع وكلهم فى دهشة ، ماذا سيقول هذا الإصبع الصغير.
قال الخنصر( وقد كان حكيماً ):
إسمعونى يا إخوتى إنى لست ضخماً مثل الإبهام بل أرفعكم!
لست أعطي أمراً أو نهياً مثل السبابة!
ولست طويلا مثل الأصبع الوسطى بل أقصركم !
ولم أنل شرف خاتم الزواج مثل البنصر .
أنا أصغركم جميعا، ولكنكم متى ما أجتمعتم فى خدمة نافعة تستندون عليّ وسأكون معكم وأساعدكم جميعا.
عند ذلك أدرك الجميع أن الرئاسة والصدارة ليست بالضخامة أو المال أو الجاه وإن إحترام الآخرين لنا وتقديرهم لأعمالنا يأتي من باب خدمة الفرد لبقية إخوانه وأن من يساعد الغير ويقف معهم هو أكثر من يكسب الريادة ويستحق الاحترام.
**********************
التعليق
نعم قد لا يساوي الفرد شيء دون الجماعة، فهو بحاجة لهم....وقد يحتاجون ‘ليه
والحكمة ليست في الرئاسة ولا الزعامة، بل الحكمة في من يساند ويساعد الغير لأنهم يحتاجون إليه وهو على استعداد لذلك دون مقابل