صورة محزنة : غريب أمر بني آدم! . غريب أمر بني آدم!.. فياليته يأكل ما يريد ، ويتمتع بما يريد ، ولكن بشرطين :
الاول : ان يؤدي شكر ذلك المنعم الذي خلق على الأرض صنوفا من نبات شتى ، ليبتلعه الإنسان متهنئا بذلك!!
الثاني : ان يفكر ما في ماله من حق للسائل والمحروم !.. فلو ان أغنياء الأرض دفعوا معشار معشار ما آتاهم الله تعالى من فضله ، فهل تبقى هذه الصور الفاحشة من التفاوت ، الذي ليس سببه إلا الإنسان المعتدي على حق أخيه من بني آدم .. ولكن هل من آذان صاغية؟!
صورة معبرة : فكيف بالراس الذى يتلقى الاسرار ؟
وزن هذا الراس الصغير ، ليحتوى مختلف اجهزة الارسال والاستقبال ، التى تتحدى مهندسى الاتصالات الالكترونية .. والفارق ليس باليسبر ، فان هذا جهاز حى يتحرك بارادة نفسه ، وما اخترعه القوم انما هى اجهزة صامته ، يحركها البشر فيخدعها هو بنفسه متى شاء ذلك ايضا !! .. وهنا فلنتساءل ونقول :
اذا اراد المصور ان يخلق مثل هذا التعقيد فى راس ذبابة - و هى مضرب المثل فى التفاهة - فكيف بذلك الراس الذى جعل اهلا لتلقى اسرار آياته ، من خلال الحواس المرتبطه به ؟!..
صورة مذكرة - الخيوط اللامرئية المصيرية!
يا للعجب !..خيوط متناهية في الصغر تأتلف من الزوجين ، لتحدد هذه الخيوط المسماة بـ ( الكروسومات ) مسير الجنين : سلامة ومرضا ، وحتى الصفات الوراثية التى لها علاقة بالسلوك الانسانى والغريب ان هذه الخيوط المصيرية خلاصة صفات أجيال وأجيال .. ومن هنا نقول لمن يريد ان يكمل نصف دينه بالزواج :
لا تنظر فقطالى حركات الجلد المتناسقة في وجه المرأة والتي يعبر عنها بـ ( الجمال ) .. بل حاول ان تستذكر ما بباطنها من الخصائص الوراثية التى تنحدر من الاصول الطيبة ، والجذور الوراثية السليمة التى تحملها هذه الخيوط اللامرئية!..
صورة مذكرة - هذه هي الحياة بكل زخرفها
هذه خلاصة الحياة من النطفة في الارحام , الى الجيفة النتنة في القبور ..
وكم تمر سريعة , وكأنها ساعة من نهار كما وصفها القران الكريم !.. ولكن مع ذلك فإنها في جميع مراحلها مزرعة للآخرة
فلنعمل من المهد إلى اللحد ما ينفعنا للحياة الباقية , بدلا من الاستمتاع الذي تذهب لذته , ويبقى وزره وحسابه
صورة للتفكير : هل حاولنا ان نلتقط امواج هذا الوجود؟
.
ان الذبذبات الكونية متناثرة في هذا الوجود ، تقع على الحجر والمدر ، كما تقع على هذه الاطباق الملتقطة للامواج ، واذا بها تترجمها الى معان واضحة مفيدة للبشر في حياتهم .. وبموازاة ذلك نقول ايضا : ان امواج الالهامات الربانية منطلقة في هذا الوجود ايضا ، ولكن الذي يلتقطها هي القلوب المستنيرة بنور الله عز وجل ، الا وهي قلوب المؤمنين ، إذ هم ينظرون بعين الله تعالى ، ومن هنا ورد الامر باتقاء فراسة المؤمن ، إذ أن له القابلية لتلقي هذه الامواج التسديدية بنحو من الانحاء ، ويبلغ الامر مداه عند الانبياء والاوصياء (ع) إذ هم يتلقون الاشارات الغيبية ، في حركاتهم وسكناتهم بتمامها وكمالها ..
أوليست الحياة سعيدة بهذه الامواج المؤنسة ، ولكن لمن استقبلها !..
صورة محزنة : استعجل نار جهنم في الدنيا !
هذا المسكين كأنه استبق نار جهنم في الدنيا قبل الاخرة ، وهذه هي نهاية من لا يرى املا في الوجود سوى نفسه ، فإذا رأى بأن نفسه لا تطاق ايضا ، فالحل في نظره ، أن يشعل النار في نفسه ليتحول الى حطب من حطب جهنم .. ولكن مع ذلك كله ، أولا تذكرنا هذه الصورة بحالة البعض ، وهو في نار جهنم يصطرخ فيها ، يحاول ان يجد ما يطفئ لهبه ، ولكن هل هناك من مجيب ؟..
اللهم اعذنا من نارك في الدنيا ، وفي القبر ، وفي القيامة ، فإننا في الدنيا نناجيك في كل ليلة جمعة قائلين : ( ام كيف يحرقه لهيبها ، وانت تسمع صوته ، وترى مكانه ؟.. ام كيف يشتمل عليه زفيرها وانت, , تعلم ضعفه ؟..)