السلام عليكم
انقل لكم حبايب قصيدة من قصائد الدكتور مانع سعيد العتيبة
قصيدة تفيض حزناً على ابنته الصغيرة
والتي افتقدها وهي لم تكمل عامها الثاني إثر تسللها إلى حوض
السباحة في غفلة من عيون الأهل ، وكانت نهاية مفجعة تركت
في نفس الأب الشاعر ألاماً مبرحة وحزناً عميقاً عبرت عنه
أبيات قصيدة الرثاء هذه التي نظمها في وداع طفلته
وداعاً بشائر
.
بَـشـائـرُ نـاداك قلبي أجيبي000ولا تـتـركـيني لِصمتٍ رهيبِ
أنـا جـئـتُ حتى أراكِ iفقولي000كـمـا اعْتَدْتِ بابا حبيبي حبيبي
فـصَـوتُـكِ كـان يُريحُ عنائي000ويَـلْـمَـسُ دائـي بكف الطبيبِ
فـكـيـفَ يـغـيـبُ بِلا عودةٍ000غِـنـاء الـحساسينِ iiوالعندليب
بــشـائـرُ رُدِّي ولـو مـرةً000وقـولـي : أحـبكَ بابا iiوغيبي
فـمـا لي احتجاجٌ على ما أرادَ000إلـهـي وهـذا الـغيابُ نصيبي
لـك الـحمدُ يا ربُّ في كل أمر000ٍوإنـك تـعـلـمُ مـا في القلوبِ
وأنـتَ الـرحـيـمُ وأنت الكريمُ000وأنـتَ الـمُـفَـرِّجُ لَيْلَ الكُروب
وهـبـتَ وأجـزلتَ فينا iiالعطاءَ000وإن ْ تَـسْـتَـرِدَّ فما منْ هروبِ
لـكـل ابـتـداءِ خِتامٌ وشمسي000قـبـيل الشروق مَضتْ iiللغروبِ
بـشـائـرُ كـانـت كَزَهْرةِ iiفُلٍ000شـذاهـا يَـضُوعُ بأجملِ طيبِ
وكـنـتُ إلـيـهـا أحجُّ بشوقٍ000لأرتـاح مـن طاحنات الحروبِ
وأنـسـى لـديـها جراح فؤادي000وكـيـدَ الأعادي وشوكَ الدُّروبِ
بـشـائـرُ كانت ضِياءَ الأماني000ونـبضَ الأغاني فيا عينُ iiذُوبي
وهَـاتـي دُمـوعَ الـعَزاءِ iiفإني000أرى الـحُزنَ يُنشِبُ أنياب iذِيبِ
وأشـعـرُ أنّ سـمـائي غزاها000مـع الـصـبحِ جيشُ لليلٍ كئيبِ
ولـولا يـقـيـنـي بِعَدْلِكَ iiربي000لـزَلْـزَلَ شُـمَّ الـجبال نَحيبي
دخـلـتُ إلـى الدار بعد الغياب000فـمـا غابَ عني شعورُ الغريبِ
وقـالـتْ لـي الدارُ في لوعةٍ000 عَـهِـدتُـكَ صلباً أمام iiالخطوبِ
فـما لي أرى الحزن فيiمقلتيك000يَصُبُّ على الوجهِ لوْنَ iالشحوبِ
تـجـلـدْ فـإنَّ ( بشائرَ ) رُوحٌ000إلـى الله تـمـضي بغيرِ ذنوبِ
جـنـانُ الـخلودِ بها استبشرتْ000فـمـا منْ خطايا وما منْ عيوبِ
ومـا قـالـتِ الـدارُ إلا الـذي000أُحـسُّ بـهِ كـانـدفـاع اللهيبِ
نـعـمْ لسْتُ أنكِرُ حُزني العميقَ000ولا نـبـضَ قلبي يُداري iiوجيبي
بـشـائرُ كانت غزالي iiالصغيرَ000وهـذا الـغـزالُ كـثيرُ الوثوبِ
وفي جُبِّ حَوضِ السباحة غاصتْ000عـلـى غفلةٍ من عيون الرقيبِ
وضـاعـتْ بـشـائرُ في لحظةٍ000ومـا الـموتُ غيرَ البعيدِ القريبِ
إرادةُ ربـي ومـالـي احـتجاجٌ000فـيـا قـلبُ صَلِّ ويا نفسُ تُوبي
وداعـاً بـشـائـرُ يـا iiمهجتي000فـأنـتِ إلـى دارنـا لنْ تؤوبي
ولـكِـنـنـي سوف ألقاكِ حَتْماً000لـقـاءِ الـخـلـودِ بيومٍ مَهيبِ
تَـحـمَـلْـتُـكِ آخِرَ يَوْمٍ iiوقلبي000يَـدُقُّ عـلى الصدر كالمستريبِ
وحـيـنَ تـواريتِ تحتَ الترابِ000 تّـذكرتُ ضِيقَ الوجودِ الرحيبِ
وقـفـتُ أمـام الـقبورiiبصمتٍ000كـأنـي الـمُسَمَّرُ فوق الصليبِ
حـبـستُ دُموعي لِكي لا تفيض000فـأعـجزُ عنْ صَدِّ دفقِ الصّبيبِ
فـلا حـولَ عِـنـدي ولا قـوةً000هُـوَ اللهُ حَـسْبي ونِعم الحسيبِ
تحيتي لكم
5/29/2010, 12:16 am
