عضو متألق البلـد/الاقامة : مشاركات : 229 الانتساب : 30/03/2010 5/26/2010, 5:39 pm | | بتاريخ : الأربعاء 26-05-2010 08:32 صباحا
|
|
شبكة الطيف - صنعاء - متابعات بدا السائحين الأمريكيين فرحين للغاية وهما يتلقيان نبأ الإفراج عنهما بعد قضاء أكثر من 48 ساعة من الخطف في الحيمة الداخلية، حيث الخاطفين لا يطلبون أكثر من الإفراج عن سجين لهم يقبع في السجن المركزي منذ ثلاث سنوات على ذمة "قتل" سبق وأن تصالح فيها الطرفان منذ مدة، فهم لا يطلبون فدية مالية أو مغانم حكومية، وإلا لطالت فترة احتجازهما أكثر مما هو متوقع. على مسافة قريبة من منطقة الخطف التقيناهما بصحبة الوساطة القبلية التي تزعمها النائبان محمد القاضي وربيش العليي، كانا يلوحان بأيديهما للأهالي الذين اصطفوا على جانبي الطريق لمشاهدتهما، ويطلقان كلمات الشكر بلغة عربية مكسرة، لحظنا ملامح الإشفاق الفعلي على من يسكن هذه المنطقة، فهي وإن كانت ذات مناظر خلابة تصلح لأن تكون منطقة سياحية لديها القدرة على اجتذاب عشاق الطبيعة، إلا أنها تفتقر لأدنى الخدمات الحكومية، وفي مقدمة ذلك الطريق المعبد الذي يشكل غيابه عبئاً كبيراً على المواطنين، إذ المنطقة جبلية شديدة الوعورة، ولا تصلها إلا السيارات ذات المحركات العالية. فوق سيارة النائب القاضي كان السائحان لا يكفان عن الحديث والابتسامات المتبادلة، ويقفان أمام الكاميرا بفرح، وهما يسألان عن الوقت الذي سنقضيه حتى نصل إلى العاصمة صنعاء، تحدثا عن ظروف خطفهما وأشارا إلى موجة الخوف التي داهمتهما لحظات الخطف، ومع أنهما بديا زاهدين في استذكار ساعة احتجازهما حين طلبنا منهما الحديث عن ذلك، إلا أنهما أوضحا أن المعاملة الحسنة التي تلقوها من الخاطفين أزالت هواجس الخوف والقلق، ما دفعهما لاعتبار هذه المرحلة الحرجة من حياتهما جزءاَ من السياحة. في الطريق كانت الحملة الأمنية التي قيل إنها توجهت لتحريرهما، تقف عاجزة، وتنتظر ما ستسفر عنها مفاوضات الوساطة القبلية، كانت تقف على مسافة بعيدة من منطقة الخطف، وهي إلى ذلك لم تفعل شيئاً، حتى مجرد "التفتيش" المعتاد، وحين مررنا بهم عاودوا أدراجهم إلى أمن محافظة صنعاء في العاصمة، وكأن المهمة التي خرجوا من أجلها انتهت، فيما لو لم يتدخل النائبان القاضي والعليي وعدد من المشائخ للقيام بالوساطة لكان عليهم أن يقضوا وقتاً أطول في جنبات طريق الحيمة، فما زالت القبيلة تحافظ على حضورها في مقابل انحسار متنامي لدولة لم تكتف بعدم القيام بواجباتها ومسئولياتها حتى تتسبب في مثل هكذا حوادث خطف وقطع للطرق وتفجير لأنابيب النفط، كنتائج حتمية لسياسة متخبطة تنتهجها منذ زمن. تحدث السائحان ونحن نقترب من العاصمة صنعاء عن الميزات السياحية التي تتمتع بها اليمن بإعجاب، وقالت "لوديا" التي تعمل محامية أمريكية إنها ترددت على بلادنا في السنوات السابقة للسياحة، وأن إعجابها بالمعالم السياحية دفعها هذا العام لاصطحاب زوجها الذي لم يزر اليمن من قبل، وقالت بلهجة فيها الكثير من الثقة إن الخطف الذي تعرضا له لن يثنيهما عن إكمال رحلتهما السياحية، والعودة مجدداً إلى اليمن في السنوات القادمة. "لوديا" قالت في حديث مع "الصحوة" أنها أحبت اليمن كثيراً، بسبب الحفاوة وطيبة الناس، وهذا ما يجعلها ترغب في زيارة اليمن في وقت آخر. وشكرت كل من ساهم في إطلاق سراحهم من المشائخ والأهالي، مؤكدة أن انطباعها عن اليمن سيبقى ممتازاً، وتمنت على بلادنا أن تعمل على تطوير مقوماتها السياحية وتوفير أجواء آمنة، حتى تستقبل أفواج سياحية من جنسيات متعددة في الأيام القادمة. وحين وصلنا العاصمة صنعاء، وتحديداً إلى وزارة الداخلية، حيث سيتم تسليم السائحين لقيادة الوزارة، لم نكن نتوقع أننا سنتعرض لعملية خطف في عقر وزارة الأمن، فما أن عرف عدد من أفراد أمن الوزارة أننا نصحطب آلة تصوير، حتى سارعوا في مصادرتها، وكل ما بحوزتنا من هواتف جوالة وآلات تسجيل صوتي، لنجد أنفسنا فجأة محتجزين في إحدى غرف الحراسة لتهمة لا نعلمها، وكأن الجهات الأمنية أدمنت اعتقال الصحفيين والتنكيل بهم. وبعد مضي قرابة نصف الساعة من الاحتجاز أو "الخطف" أصرت لجنة الوساطة على إطلاقنا وضرورة إعادة ما أخذ منا، فتم تلبية الطلب. * لجنة الوساطة تتحدث في تصريح لـ"الصحوة " قال محمد عبد الله القاضي أن الحادثة لم تكن تحتاج إلى وساطة أساساً، لأن الأهالي استنكروا العملية بما في ذلك الخاطفين أنفسهم، وقال إنه لا يجب أن يعاتب أحد على هذا العمل حتى الخاطفين، لأن البلاد تفتقد إلى التنمية والتعليم، وضعف التثقيف والتوعية. وأضاف أنه في ظل هكذا أوضاع فإنه لا يستبعد حدوث مثل هذه التصرفات، مؤكداً على ضرورة التصرف بحكمة وإنصاف مع المواطنين في الدوائر الأمنية والقضائية، حتى تكون الممارسات الحكومية الخاطئة مبرراً للبعض في القيام بمثل هذه الحوادث، وهو ما وافقه عليه الشيخ ربيش العليي حيث قال إنه يتعين على الأجهزة الأمنية والقضائية أن تفصل في القضايا حتى تتطور إلى عمليات خطف وقطع طرق. وأكد أن هذه الحادثة "هي الأولى وستكون الأخيرة" بمديريتي الحيمتين، وأن مماطلة أجهزة الأمن في الإفراج عن سجين سبق وأن تم حل قضيته بحضور الغرماء، هو ما دفع أهالي السجين إلى الإقدام على الخطف من جل لفت أنظار الجهات المختصة إلى قضيتهم والإسراع في إنهائها. وكانت وساطة قبلية مكونة من عدد من البرلمانيين والمشائخ، تمكنت مساء الثلاثاء الماضي، من الإفراج عن السائحين الأمريكيين المختطفين في منطقة "بني مهلهل" بمديرية الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء. وسلمت الوساطة التي رأسها النائبين محمد عبد الله القاضي وربيش العليي السائح الأمريكي كرين ديفس " 54 عاماً" وزوجته المحامية لوديا "35 عاماً" إلى نائب وزير الداخلية صالح الزوعري بحضور ممثلين من السفارة الأمريكية بصنعاء. وجاء الإفراج عن السائحين الأمريكيين إثر وعود تلقاها الخاطفون بالإفراج عن عضو المجلس المحلي بمديرة الحيمة"حميد شردة" المحتجز في السجن المركزي بالعاصمة صنعاء منذ 3 سنوات على ذمة حادثة قتل، إضافة إلى ضمانات من لجنة الوساطة بتنفيذ الوعود. وكان السائحان الأمريكيان تعرضا للخطف صباح الاثنين الماضي في سوق "بني منصور" الواقع على خط صنعاء الحديدة أثناء عودتهما من زيارة سياحية لمنطقة حراز، حيث اقتادهما مسلحون إلى منطقة "بني مهلهل". |
|
| |