قال باحثون ألمان إن هناك دلائل علمية على أن للبدانة علاقة بالبكتيريا الحميدة في أمعاء الإنسان، موضحين أن بدانة الإنسان أو نحافته يمكن أن تتوقف على أصناف البكتيريا التي تعيش داخل الجهاز الهضمي.
وأكد هذه النتائج البروفيسور شتيفان بيشوف، من جامعة هوهينهايم الألمانية، والذي رأس حلقة نقاشية في إطار مؤتمر “طب الأحشاء 2012″ في هامبورج شارك فيه أكثر من 4000 خبير بأمراض الجهاز الهضمي وتختتم أعمالها غداً.
وطبقاً للباحث بيشوف، فإن البدناء لديهم عدد أكبر من البكتيريا المعروفة باسم “فيرمكوتيس” في أمعائهم، وهي التي تساعد على امتصاص السكريات صعبة الهضم. كما أن أعداد هذه البكتيريا تزداد لدى أصحاب الوزن العادي من خلال المزيد من الأغذية، وهو ما يزيد من الطاقة التي يحصلون عليها، والنتيجة تراكم الطاقة الزائدة على شكل دهون في الجسم.
وعندما تزرع بكتيريا أحد الكائنات الحية داخل أمعاء كائن آخر فإنها تأخذ معها بعض المعلومات والوظائف، وهو ما أكده باحثون تحت إشراف البروفيسور فيليب روزينشتيل، من جامعة شليسفيج هولشتاين شمال ألمانيا، والذي أجرى تجارب على فئران مصابة بنقص في الإنزيمات. وتبين أن النظام المناعي لهذه الحيوانات ضعف، وأن بكتيريتها الحميدة تغيرت وأن هذه الحيوانات أصبحت تميل للنحافة بشكل أكبر. وأكد دراسة أخرى، أجرى باحثون في هولندا تجارب على 18 رجلا بدينا مصابا باضطرابات في تحويل السكر لطاقة، ونقل للجهاز الهضمي لهم بكتيريا حميدة من أشخاص رشيقين؛ فوجدوا أن البكتيريا الحميدة في أمعاء هؤلاء تغيرت بعد ستة أسابيع، وأنهم أصبحوا يهضمون السكر بشكل أفضل.
وقال بيشوف “تفتح هذه الدراسات الباب أمام قواعد جديدة يمكن استخدامها في الوسائل العلاجية”. ويرى أنه من الممكن التحكم في البكتيريا الحميدة من خلال التغذية أو الأدوية.