تفسير قوله تعالى: (فانطلقوا وهم يتخافتون)
بسم الله الرحمن الرحيم
( تفسير قوله تعالى: (فانطلقوا وهم يتخافتون) ) جزء من محاضرة : ( تفسير سورة القلم [1-33] ) للشيخ : ( محمد إسماعيل المقدم )
تفسير قوله تعالى: (فانطلقوا وهم يتخافتون)
قال تعالى: فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ [القلم:23]. أي: يكتمون ذهابهم ويتسارون فيما بينهم أي: يهمس بعضهم لبعض حتى لا يسمع أحد الصوت فيستيقظ أحد من المساكين فيحضر. أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ أي: فقير. فالجملة مفسرة، أو أن (أَنْ) مصدرية، أي: بأن. وقال الزمخشري : والنهي عن الدخول للمسكين نهي لهم عن تمكينه منه. يعني ليس المقصود أن لا يدخلها مسكين فحسب، بل المقصود أن لا تمكنوا مسكيناً من أن يأخذ شيئاً من الحصاد، أي: لا تمكنوه من الدخول حتى يدخل. كقولك: لا أرينك هاهنا. قوله: فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ يقول القرطبي : يعني يخفون كلامهم ويسرونه لئلا يعلم بهم أحد. وقيل: يخفون أنفسهم من الناس حتى لا يروهم، وكان أبوهم يخبر الفقراء والمساكين فيحضروا وقت الحصاد والصراب