صدى عدن / الوطن الكويتيه / بقلم : حسن علي كرم / 23 / 05 / 2010
النقاش الذي شهدته قاعة الجلسات في مجلس الامة الاسبوع الماضي والذي دار حول الاستثمارات الكويتية في اليمن كان يمكن ان يكون مفيدا وضاربا في الصميم لو ركز النواب ولا سيما المعارضون على حجم الاستثمارات وانواع الاستثمار والاماكن التي توظف بها تلك الاستثمارات، والعائد المالي للكويت من تلك الاستثمارات، فاليمن يصنف عالميا من الدول الفاشلة، فالفساد والتخلف الاداري والفوضى وغياب الامن وانشغال النظام بالمعارك الداخلية كل ذلك وغير ذلك، لا يتيح وجود استثمار ناجح وذي مردود مجد على الدولة اليمنية أو الجهة المستثمرة وهي هنا الكويت، لقد كان الاجدى بالنواب، واكرر المعارضين، الطلب من الحكومة سحب استثماراتنا من هناك ونقلها الى دول تتوافر فيها شروط الاستثمار الناجح والمضمون، لاسيما في ظل انفتاح الحدود بين دول العالم وانتقال رؤوس الاموال بلا حواجز وبسهولة ويسر، واذا لم يكن سحب الاستثمارات من اليمن ممكنا فلا اقل من نقلها من المحافظات الشمالية (اليمن الشمالي) الى الشطر الجنوبي، فلعل اهل الجنوب هم الاولى والاكثر حاجة وعوزا للاستثمارات وتشغيل العاطلين من ابناء الجنوب الذين يفرض عليهم نظام صنعاء العزل القهري والاضطهاد والفصل من الوظيفة ومطاردتهم في ارزاقهم وغير ذلك من انواع الظلم والقهر اللذين يتلقاهما الجنوبيون لا لذنب اقترفوه الا لأنهم يطالبون بتحرير بلادهم من براثن نظام صنعاء، وعودتها الى احضان ابنائها الشرعيين.
لقد فرض النظام اليمني على الشطر الجنوبي طوقا من العزلة والتعتيم، ومنع وكالات الانباء والصحافة والاعلام نقل ما يدور في الساحة الجنوبية، التي لم تعد هادئة، فلقد تصاعد الحراك الجنوبي وازدادت وتيرة النضال والمقاومة، لاسيما النضال السلمي من العصيان المدني وعدم التقيد والاستجابة للاوامر التي تصدرها الجهات الامنية الشمالية وعلى الرغم من ذلك فقد فشل النظام في منع تسرب الاخبار من هناك.
ان اهل الجنوب ينظرون الى الشعوب الخليجية لاسيما الكويت كطرف مساند لهم ليس في الظرف النضالي الراهن وانما ينظرون الى انهم جزء لا يتجزأ من اهل الخليج كما كانوا في غابر الازمان هم عليه الآن، لذلك يصعب ان يقف الخليجيون وعلى الاخص الكويت من نضالهم الموقف السلبي وكأن لا شيء يحدث هناك فقط مجاملة لنظام صنعاء الذي لا نحتاج لأن نعيد موقف هذا النظام البعثي الشوفيني ابان الغزو الصدامي للكويت.
لا ينبغي ان يمنعنا وجود مقعد للنظام اليمني في المجلس الخليجي ان ننسى أو نتناسى موقف هذا النظام منا في ظرف احوج ما كنا فيه الى صوت الحق ولكنه داس الحق ووقف الى جانب الظالم، فهل يستحق هذا النظام البعثي الشوفيني ان نتسامح معه أو نتصالح معه؟ كلنا يعرف انه لولا التنازلات التي قدمها النظام اليمني لما حلم ان يحصل على مقعد في مجلس التعاون ولولا تلك التنازلات لكان النظام اليمني الآن في خبر كان…
مثلما نطالب الحكومة الكويتية نقل استثماراتنا من المناطق الشمالية في اليمن الى الشطر الجنوبي، بذلك القدر نطالب الحكومة الوقوف مع اهل الجنوب ومساندتهم في نضالهم الشرعي والشريف في سبيل تحريرهم من براثن النظام البعثي الذي هو امتداد ومثال للنظام البعثي الصدامي المقبور.
لقد ذقنا مرارة الغزو والاحتلال والقهر، وعلينا ان نقدر حجم المعاناة الذي يعانيه هذا الشعب المعزول.