بعد أيام من العثور على سيارة مفخخة في ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك ، حذر المستشار السابق للبيت الأبيض لمكافحة الإرهاب ريتشارد كلارك السبت من أن الولايات المتحدة قد تتعرض لهجوم إلكتروني قد يدمرها في غضون 15 دقيقة.
وفي كتاب له بعنوان "الحرب الإلكترونية.. التهديد الأمني القومي المقبل" والذي نشرت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية مقتطفات منه ، قال كلارك إن خدمة الإنترنت حينما تتعرض للتشويش فإن احتمالات كارثية يمكن أن تحصل مثل اندلاع النيران وانفجارات في مصاف في فيلادلفيا وهيوستن وتعطل المصانع الكيمياوية وانتشار غيوم من غاز الكلور القاتل في الجو.
وأضاف " ومن الاحتمالات الكارثية أيضا عمليات اصطدام للطائرات في الجو وتحطم قطارات الأنفاق في نيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس وسيعم الظلام في أكثر من 150 مدينة أمريكية وسيموت عشرات الآلاف من الأمريكيين في هجوم لا يختلف عن الهجوم النووي وكل ذلك يمكن أن يحصل خلال 15 دقيقة فقط وعلى يد إرهابي واحد فقط ".
وتابع " الولايات المتحدة تستمر في سياساتها التي تجعل من الصعوبة بمكان الوقوف في وجه أي هجوم إلكتروني ، فهي أدخلت الإنترنت في جميع مجالات الصناعة إلى درجة بلغت حد الخطورة في الاعتماد عليه ".
وأكد كلارك أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة بما فيها إدارة الرئيس باراك أوباما أخفقت في إدراك حجم المشكلة ، فالجيش الأمريكي حتى الآن لم يدشن مركز القيادة الإلكترونية وسط خلافات بشأن دور الأجهزة المختلفة التي قد ستعمل فيه ، قائلا :" في الوقت الذي اخترعت فيه الولايات المتحدة الإنترنت هناك ما لا يقل عن ثلاثين دولة أنشأت قدرات الحرب الإلكترونية الهجومية التي تهدف إلى زرع مختلف أنواع الفيروسات في شبكات المنشآت الأساسية مثل الجيش والأنظمة المالية للدول الأخرى ".
وشدد على أن واشنطن لم تستعد بعد لمثل هذا الهجوم خلافا لدول أخرى مثل الصين وروسيا وحتى كوريا الشمالية ، قائلا :" الولايات المتحدة أكثر هشاشة من روسيا والصين وحتى كوريا الشمالية إذا ما تعرضت لحرب إلكترونية لأن تلك الدول لم تركز على دفاعاتها الإلكترونية وحسب بل كانت أقل اعتمادا على الإنترنت ".
واستطرد " خلافا للولايات المتحدة ، تمكنت كوريا الشمالية وهي بلد فقير من اختراق شبكات الإنترنت الأمريكية لوزارة الداخلية والمالية والعديد من الدوائر الحكومية عام 2009 ".
واختتم قائلا :" يجب أن نملك القدرة على مواصلة العمل في حال تعرضنا لهجوم الكتروني وانقطعت جميع اتصالاتنا بالإنترنت".
ويتزامن نشر الكتاب السابق مع حالة من الرعب تسيطر على الأمريكيين بعد العثور على سيارة مفخخة في ميدان تايمز سكوير في نيويورك في مطلع مايو والقبض على إثرها على مشتبه أمريكي من أصل باكستاني كان يهم بمغادرة الولايات المتحدة إلى باكستان عن طريق دبي .
وأثارت هذه الحادثة مخاوف من وجود مخطط تفجيرات قد تضرب الولايات المتحدة خصوصا أن اكتشاف المفخخة ترافق مع ظهور شريط فيديو نسب إلى قائد حركة طالبان باكستان حكيم الله محسود يتوعد فيه بشن هجمات في أمريكا انتقاما لمقتل قادة في تنظيم القاعدة.
ومن جانبها ، نقلت قناة "الجزيرة" عن شرطة نيويورك القول إن حادثة ميدان تايمز هي الحادثة الحادية عشرة من نوعها منذ هجمات سبتمبر/أيلول 2001 التي دمرت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك .