محمد بن حسن الجيلاني
ولد في شبوه في الروضة , وترعرع فيها ثم انتقل بعد ذلك إلى حوف وتزوج هناك من إحدى قريباته , لديه من الذرية ستة ذكورٍ وثلاثة إناث , أبناءه الذكور هم : محسن وأحمد وحامد وعبدالرحمن وعبدالله وعبدالحميد توفى إبنه أحمد في عمرٍ صغير بأثر خطأٍ طبي والبقية موجودين إلى الآن ولهم صيتٌ طيب حيث عاشوا, تعلم ونبغ محمد الجيلاني في الدين وقراءة القرآن الكريم , وكان رجل اتصف بكل مقومات الرجولة , بل أنه شخصية لم يرى التاريخ شبيهاً لها , فقد أفنى حياته في حوف بتعليم الناس قراءة القرآن الكريم كما حمل على عاتقه تأسيس الأطفال منذ نعومة أظافرهم في قراءة القرآن وحفظه , فقد كان رغم انتشار الجهل آنذاك في حوف نابغة في تعليم القرآن , وقد علم الكثيرين في حوف قراءة القرآن وحفظه بكل ما أوتي من حكمه وعلم , اتصف محمد الجيلاني بكل الصفات الحميدة مثل العدل والمساواة والحكمة , وكان يصلح بين الناس ويوفق بينهم , عرف بأمانته وإخلاصه , كان طيب القلب ممزوجاً بالشدة الرجولية .
تميز محمد الجيلاني في كل الميادين التي خاض فيها من علم القرآن والعمل بالبحر وتربية الحيوانات , فقد نشأ في ظروف قاسية صقلت شخصيته وجعلته رجلاً معتمداً على نفسه ومؤمناً مثابراً له مبادئ راسخه .
كان أكثر ما يميز محمد الجيلاني وما عرف عنه في حوف بره لأمه فقد كان مثالاً يحتذى به في بر الوالدين , لأنه كان يهتم بأمه إهتماماً رائعاً وبسبب هذا البر الذي زرع به لقبه أبناء حوف بـ ( بن شمس ) وهو إسم أمه العمياء , والتي كانت بدورها معروفة بالأمانة وأيضاً لها خبرة في علاج الناس بحوف رغم أنها كفيفة , وقد كان محمد الجيلاني رحمه الله محباً للعلم وساعياً له فقد إجتهد بكل الطرق لإرسال أبنائه لطلب العلم .
عاش محمد الجيلاني حياته في حوف وعرف بكل الصفات الحسنة هناك ثم لاقى حتفه أيضاً لإلتزامه بمبادئه والتي أهمها الصدق , فقد كان موته أثر رفضه لمخالفة رأي الخطيب عندما قال الخطيب مستشهداً بالقرآن والسنة ( لعن الله النساء المتشبهات بالرجال ) وذلك بسبب بروز النساء المتشبهات بالرجال في أثناء حرب الجبهة الشعبية , فرفض محمد الجيلاني أن يخالف الخطيب لإيمانه بصدق المقولة وحقيقة وجودها بالقرآن والسنة , فأخذوا محمد الجيلاني من بين أبنائه وحجزوه لديهم محاولين أن يؤثروا في قراره ولكن لم يقدروا على ذلك , ثم بعد أخذه بعيداً عن أبنائه لم يحاكموه أو يتهموه بأي شيء بل إكتفوا بأن يأخذوه ولم يحضى أبنائه برؤيته بعد ذلك أبداً , ومرت السنين ولا زال موت محمد الجيلاني مجرد أمر عاش عليه أبنائه وزوجته الذين لم يروا جثمانه فهم ليسوا على يقين ولكن ذلك ما خلفته بهم السنين التي مرت ومحت وضع المعجزة التي تأملوا بها أن يكون أباهم حياً يرزق , ففقدوه وفقدت حوف وأهلها أحد أبرز من ظهر في تاريخها .
فرحم الله محمد الجيلاني ( بن شمس ) وجمعه وأبناءه في جنة الفردوس... آمين
وشكراً
أختكم : الهاشمية