حضرموت الارض القاحلة والشعب الجاحد
موقع المكلا اليوم بقلم عمر باجنيد - 21/6/2012م
النص :
قيل لرجل اعمال افريقي ينحدر من اصول حضرميه...لماذا لا ..تستثمر بعضاً من اموالك في حضرموت ارض الاجداد...اجاب الرجل بلكنته الافريقيه لقد عرفت تجاراً حضارمة في مناطق كثيرة من الدنيا..لكن احداً منهم لم يخبرني انه خرج تاجراًمن حضرموتولم يجد ثرياً حضرمياً يعيش في الخليج خجلاً من القول.. لو أنّ حضرموت قريبه جدا من مكاتبه الفخمه لما ذهب إليها وهذا يدل بداهة على انه لن يستثمر فيها ..وكشف الرجل عن معاناة والده من اجل الحصول على جنسية ذلك البلد الخليجي...وهي الجنسيه التي منحته وعائلته الامن والإستقرار والطمأنينه والشعور الفعلي بالمواطنه ومعانيها ـــ كما قال ـــ. وإعترف انه لايحمل لحضرموت شيئا من العواطف فهي بلد اجداده وليست بلده.. .لاسيما ان الاخبار القادمه منها خلال اكثر من اربعين عاما لم تحمل بشرى لفجر مشرق ..يحرك مشاعر الحنين إليها.. اما في إندونيسيا وبلاد الملايو عامة فإنّ البعض منهم يتذكرون حضرموت..الوطن الأم .. بشئ من الشوق واللهفه ويطلقون على الحضرمي الذي لم يُولد في اندونيسا تحديداً (( سنكيع )) ويصنفون الحضارم بانهم اهل حسد وتباغض وتنافر فيما بينهم البين ..مما يجعل شوق الحضارمه المتواجدين في اندونيسيا إلى حضرموت .. مليئ بالحذر والتوجس .لكن السؤال ..هل تستحق حضرموت من ابنائيها تلك النظره السلبيه التي ادت إلى هجرات متتاليه عبر السنين حتى اصبحت حضرموت الكبيره في المساحه ..فقيرة جدا في عدد السكان ..فيما يتواجد في المنفى 14 مليون حضرمي. لم يدربخلد اولئك المهاجرين المنحدرين من اصول حضرميه وكذلك ابنائها الذين سعوا إلى يمننتها ... ان بلادهم حضرموت ستكون يوما من الايام منبعاَ إقتصاديا .. لمناطق الجنوب و اليمن. بل ستكون اهم المناطق الإقتصاديه بعد(( تبعيتها)) لليمن من العام 67م سواء كان يمنا جنوبيا او يمنا خالصا .. لإنها اسمها الجديد حضرموت اليمنيه .. لإنها الوحده جعلتها منطقه من اليمن بعد ان كانت آخرالممالك العربيه القديمه.. التي بايع ملوكها النبي عليه الصلاة والسلام .
حضرموت الخاليه من سكانها الحضارمه..أغرت ألآخرين بالقدوم إليها ... بسبب جحود ابنائيها لها ..ووصفها بالارض القاحله .. الغبراء .. الطارده.. فيما عرف الآخرون ..أنّ حضرموت ارض خير واهلها اصحاب حضارة وثقافه..فقدموا إليها وإستفادوا من ثروات ارضها وترابها وسمائيها وبساطة من تبقى من سكانها وطيبتهم...وإكتشف الحضارمه عند ذلك ان بلادهم لا تستحق منهم الجفاء القاتل ..والغطرسه البغيضه والتجاهل المر... كان الحضارمه يرون ان عدن نصف لندن وانّ لها موقعا إستراتيجياً تخفق له قلوب الدول الكبرى لكن احداً منهم لم يرى انّه يكمن ان يكون في المكلا أكبر ميناء جوي يربط شرق آسيا بغربها..و البعض من الحضارمة يمتدحون جو صنعاء البارد..دون ان يدركوا ان رمال شواطيئ حضرموت الماسيه.. يمكن ان تكون في الصيف الحار (( عيداً )) يأتي إليه الباحثون عن الشمس والرمل والماء.
بداء الحضارمة في السنوات القليلة الماضيه يشعرون أن لهم بلاداً إسمها حضرموت ولها اهميتها الإقتصاديه والتاريخيه ..وأيضا الجغرافيه فحضرموت ملاصقه لدولتين خليجيتين هما السعوديه وعمان .. وهي ايضاً غنيه بالمياه والثروات المعدنيه...وهو الامر الذي جعلهم يتساءلون لماذا إذا تيمننت حضرموت ولماذا هجرها اهلها..ولماذا يتردد حضارمة المنفى في العودة إليها..؟؟؟
هل هي طبيعة الحضرمي ..الذي يكون في العادة.. جزء من التغيير لكنه لا يصنع التغيير؟ام ان الحضرمي يميل إلى تصديق المثل القائل : ابعد عن حبيبك يحبك .وبالتالي يبتعد عن حبيبته حضرموت التي اثبت الواقع انها ليست ارضاً قاحلة كما ان شعبها ليس جاحدا ودليل ذلك إخلاصه وحبه للبلدان التي عاش فيها..حتى وان كان قلبه قاسي بعض الشئ على بلاده حضرموت .
انتهى المقال :

يا الله علي قمة جمال مواضعيك يا غالي سلمت يداك

احسنت النقل استاذ النافر

عند قرائتي للمقالة كنت انوي التعقيب على الفقرة التي استوقفت

ولكن كما قلت: وما جاء في فقرة مقاله لاتعبر الا عن نفسه فقط ...

شكرا لك ولك التحية