مقابلة مع الاستاذ/ عوض عمر باعويضان ـ المشرف الاول على التعليم في محافظة المهرة اجرى المقابلة/ احمد عبدالله بلحاف - مقتبس من موقع المهرة اليوم . تاريخ المقابلة ـــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كيف كان قدومك للمهرة ؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بعد تخرجي من دار المعلمين ، عملت مؤقتا طباع في إدارة المستشارية سابقا ، وكانت الوظيفة مؤقتا ، قدم لي نصح من صديق عزيز وهو الأخ/ عبدا لله محيرز مساعد المستشار للشؤون الثقافية في البر المهري ، طرح لي الفكرة بالذهاب إلى المهرة ، وبعد تفكير عميق في كيفية بناء مستقبلي حسب النصيحة فقررت الذهاب إلى المهرة ، وبعد أن تمت الإجراءات سافرت بعد إحداث الرباط المؤلمة في حضرموت بتاريخ 25/11/1964م ، وصلت للمهرة وكنت متخوف خوفا كبيرا ، كون هذا البلد نائي ولا أحمل أي فكرة عنه ، ولكن عند وصولي شعرت بالاطمئنان والحفاوة من قبل سكان المهرة وزملائي ومنهم الإحياء المناضل محمد سالم عكوش ، ومنهم من انتقل إلى رحمة الله وهم أحمد مخبال ، ومحمد سعيد عبدا لكريم .فبدأت عملي في قرية محيفيف ، بعدد من الطلاب ، لا يتجاوز عشرة طلاب ، و هذه هي النواة الأولى لبداية التعليم النظامي في محافظة المهرة ، وبدأت أعمل كمدرس مع زميلي علي محسن النهاري ، وعملنا سويا وكانت الظروف السياسية مضطربة ، وتتهيأ للاستقلال ، وفي هذه الفترة ، شكلت اللجنة الشعبية ، ولا تحضرني الأسماء إلا بعضها ، الأخ محمد سعيد عبدا لكريم رحمه الله ، والأخ محمد سالم عكوش ، والأخ سالم الشراخ ، وكانت بداية العمل السياسي في اللجنة الشعبية هو إصدار أول مجلة في المهرة ، تحمل اسم ( البركان الثوري ) ، وكانت تطبع بواسطة آلة السحب ، وكانت المشكلة في إصدار هذه المجلة من سيقوم بالطباعة ، فطرحت على رفاقي ، إنني عندما كنت في إدارة الاستشارية ، كنت اعمل على الطباعة ، فاعتبرت نفسي أحد العاملين لهذه المجلة بمعاونة الإخوان في اللجنة الشعبية الذين هم كانوا يقومون بصياغة المواضيع وأنا أقوم بطباعتها ، وكانت في منتهى السرية للغاية ، لان كان زمان الحكم وإدارة البلاد بقيادة ألشرطة المهرية ويقودها كرامة بن عاشور . وقمت بدورا ثاني ، وهو توزيع الاعداد بطريقة سرية ، كوني أحضى باحترام داخل البلد لاني معلم ، فأقوم بوضع الاعداد بطريقة سرية ، في مسجد حارة السادة ، وظلينا بهذه المرحلة السرية ، حتى شعرت السلطة المحلية ان هناك تحرك سياسي يكيده بن عكوش ومجموعة من رفاقه في ذلك الوقت طلبت من اللجنة الشعبية ضرورة التحرك للمكلا ، لمعرفة مسيرنا كمعلمين واحضار بعض المراجع التي لا توجد لدينا ، فوافقوا ، وطلبوا مني التحرك مع الاخ محمد عكوش ليساعدني ، لان المذكور مكلف بأمور سياسية أخرى مع اللجنة الشعبية في المكلا ، فقررنا السفر في اليوم الثاني عبر البحر وعلى ظهر سفينة الاخ علي محمد سعد رعفيت ، وقد علمت السلطة المهرية بسفر بن عكوش ، وتحركت حسب الموعد الى ضبوت للسفر ، ولكن عند وصولي علمت ان بن عكوش اجبر على السفر سريعا ، وتحرك السفينة ، عندما علموا ان هناك قوة عسكرية قادمة من الغيضة لاعتقاله ، وفعلا وصلت القوة ولم يجدوه . عندما اعلن الاستقلال هل كنت في المهرة ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نعم في عام 1967م عندما أعلن الاستقلال ولازلت اذكر عندما قامت مجموعة من أعضاء اللجنة الشعبية بأنزال العلم المهري ، ورفع علم الجمهورية ، وبعد أربعةأيام من الاستقلال تم تعيين الاخ محمد سالم عكوش محافظ للمهرة ، وبذلك يكون أول محافظ للمهرة ، وقام بتعييني مشرفا للتعليم في المحافظة . في ذلك الوقت لابد انه هناك صعوبات تواجهكم ..كيف واجهتموها ؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بدأنا مشوارنا ، بتوزيع المعلمين في مختلف المديريات ، وكانت الحياة صعبة وقاسية ، خاصة من ناحية المواصلات ، وكانت هناك وعورة وحواجز جبلية بين كل مديرية واخرى ، وعلى سبيل المثال ، عندما تقوم بإرسال المعلم إلىالشرقية(مديرية حوف)تقوم بالبحث عن سيارة تنقله للفتك نتيجة لقلة توفر المواصلات أهلية كانت او حكومية ، فتصور انه كان لدينا معلمين كنا نريد إرسالهماإلى الشرقية ، فاخذوا يبحثون عن السيارة لمدة أسبوع ، إماإذا توفرت السيارة ووصلوا إلى الفتك كان عليهم إن يبحثوا عن قارب لأحد الصيادين لينقلهم إلى جادب ، تلك كانت حياة المعلم في المهرة ( وعورة ، وصعوبة في الوصول ). وأيضا يتم نقل المعلمين إلى قشن وسيحوت عبر نشطون ، ومنها يتم توزيعهم رغم صعوبة المواصلات ، وفي البداية كنا نرسل معلمين سيحوت عبر طريق قشن ولكن الحياة أهون من المديريات الأخرى فحاولنا في السنوات القادمة ان نعين معلمين لسيحوت وضواحيها ، ان يأتوا عبر طريق والمكلا ، وهكذا . الأستاذ عوض هلاّ أخبرتنا عن عدد الطلاب في أول نواه للتعليم النظامي ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بالنسبة لعدد الطلاب ، فقد ذكرت أنفا انه في عام 1964م كانوا عشرة طلاب ، وبلغ عددهم في 1971م 1250 طالبا ، وبدأت الطلاب يزداد عددهم ، وعندما يتخرج الطالب من المرحلة الابتدائية ، فلا يستطيع ان يواصل تعليمه الإعدادي لعدم توفر تعليم اعدادي في المحافظة . فقمنا بتنسيق مع إدارة التربية والتعليم في المكلا بقبول طلابنا في احد داخليات غيل باوزير ، وكان عددهم 14 ومن يحضرني أسمائهم محمد عبدالله كده ، وسالم محمد حزمي ، وسالم عاشور رحمه الله ، ومحمد عبدالله شريه رحمه الله ، وعبدالله المهوي ، وتلك كانت اول دفعة من ابناء المهرة تذهب الى حضرموت لتكملة التعليم الاعداد. وكانت وزارة التربية والتعليم تحول صرفيات والإيواء والنثريات عبر طريقنا ، هكذا كانت الحياة التعليمية في المهرة ، وحاولنا في عام 1971م ان نطور وان نفتح داخلية في الغيضة تضم طلاب حوف ، وسيحوت ، وفي عام 1972م توسعت رقعة التعليم ، تم افتتاح في بعض المديريات صفوف المرحلة الإعدادية ، وداخلية في سيحوت . وعدد المعلمين. ــــــــــــــــــــــــــــــــ كان عدد المعلمين في المهرة من عام 1964م الى 1970 ، بلغ عددهم ا 115 معلم، وهكذا بدأت الحركة التوعوية من قبل المواطنين ، وكان الإقبال يبشر بالخير ، ومن مطالب المواطنين . لماذا لم تفتح مدارس للبنات ؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ طبعا هذا مطلب شرعي ولكن ظروف المعلم كانت صعبة ، فما بال المعلمة ! إلاإنا وعدنا الأهالي اننا سنقوم بتوفير تعليم البنات في 72م ، وبالفعل وفرنا حسب القدرة ست معلمات كتجربة اولى ، ووزعناهن لمدريتي الغيضة وسيحوت ، ويعتبرن هؤلاء المعلمات هن أول نواة لتعليم الفتاة في المهرة ، وأسماء المعلمات اللاتي وزعن في الغيضة هن : حبيبة عوض البيضاني ، سهالة محمد سعيد ، حمودة محمد ثابت ، وتم توزيع ثلاث معلمات في سيحوت وهن : فتحية محمد سالم ، ونوار محمد حسين ، وشبيبة علي حسن ، وبهذه التجربة نعتبر تجربة تعليم الفتاة بالمهرة ناجحةبمقاييس تلك الفترة . فازداد عدد المعلمات في السنوات 72م – 72م من ست معلمات إلى 12 معلمة ، وتم توزيعهن على المديريات ومن ضمن الصعوبات التي تواجه التربية والتعليم خاصة المعلمين الذين كانوا يرفضون نتيجة معاناتهم في عدم توفر لهم سكن مناسب ، فقدمنا مقترح بتوفير سكن لهم ، وعند مناقشة هذا الموضوع أعربت عن عدم قدرتنا استيعاب المعلمين دون سكن ، وقدمت مقترح وقلت طالما ان هناك مخصصات واعتمادات متوفرة نحن على استعداد ان نأخذ هذه المبالغ ونشكل فريق لبناء شقق للمعلمين شريطة ان لا يسكنها غير المعلمين ، وفعلا بدأن بتنفيذ المشروع وقمنا ببناء 10 شقق ، في عمائر الإسكان كيف تنظر ألان إلى تلك الفترة ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في تلك الفترة شهد مجال التربية والتعليم جهودا جبارة من قبل الكوادر التي تديرها ومن قبل الغيورين على العلم والتعليم في المحافظة ، وهذا الكلام ليس كلامي بقدر ما هو كلام قيادات التربية والتعليم الذين أشادوا على إتقان العمل والنزاهة وهم : الدكتور سعيد عبد الخير النوبان وزير التربية سابقا رحمه الله ، والدكتور حسن احمد ألسلامي وزير التربية والتعليم سابقا أمده الله بالعمر الطويل ، والأستاذ عبدا لواحد عبدا لله عباد نائب وزير التربية والتعليم ، وهؤلاء لهم بصمات لا تنسى ، ومحافظة المهرة تشهد لهم ببصماتهم الطيبة . هكذا بدأت الحياة في التربية والتعليم بالمهرة ، ونسي الحاقدون كيف تحملنا الصعوبات في نقل الكتب والمرتبات على ظهورنا مشيا على الإقدام سواء من ساحل خيصيت أو قشن أو أي منطقة من مناطق المهرة ، تحملنا كل تلك الصعاب من أجل الجيل الذي ضحينا معه من بداية عمر 18 إلى 20 سنة ، وفي عام 1985م غادرت المهرة الحبيبة . هلاّ أخبرتنا عن نهاية عملك في محافظة المهرة .. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عموما لا نريد أن نطيل في الحديث كيف تحملنا هذه المصاعب مثل ما ذكرت ، الحاقدين القياديين حفظهم الله ، لا تمر دورة من دورات اللجنة الحزبية للمحافظة إلا ويطرحون ما يطرحون ولا يخلوا حديثهم إلا عن التربية والتعليم ، وبعد المناقشات المستفيضة اتخذ القرار بأن تحرم التربية والتعليم من أي مقاولات للسكن المعلمين ومن هذا المنطلق وافقنا على المقترح شريطة أن تقوم باستكمال المشروع السكني ونترك المجال لمن يريد ان يعمل وهذا الباب أغلقناها بأنفسنا ، لكن الحاقدين لا يرضيهم وجودنا في التربية والتعليم ، حاولوا بعد إغلاق هذا الموضوع أن يدخلوا في موضوع آخر ، وقالوا اختراقات مالية ، وما هي تلك الاختراقات ، قمنا بشراء أشياء لا يجب ان تذكر ،وفي تلك الفترة هناك كانت أزمة حادة في قرية جادب ، وكانت هذه الأزمة أزمة سكن ، وكنت أتعرض لبعض المضايقات فتحدثت إلى أعضاء لجنة المحافظة وقلت لهم من العيب ان يخدش في عمل إنسان ضحى بعمره من اجل هذه المحافظة ، فبدل أن تغيروني ، فهذه استقالتي ، فرد علي سكرتير منظمة الحزب رحمه الله ، القرار لا تتخذه أنت ، القيادة هي من تتخذه القرار ، فقلت القرار اتخذته من أجل ان أحافظ على ما عملته دون ان اخرج بأي خدوش ، ففي اليوم الثاني حضرت لمكتب السكرتارية ، وعرضت عليهم برقية مستعجلة لغرض الذهاب إلى دورة إلى ألمانيا ، ووضعت عليهم مقترح أن اسلم إدارة التربية قبل ذهابي للدورة ، وكان المحافظ حينها محمد سالم بادينار ، قال لي ( نحن إخوان واترك الزعل ، وعندما ترجع سالما من سفرك سنرى الأمر ) . فذهبت وودعت سكرتير منظمة الحزب رحمه الله وداعا اخوي ، وقلت له عبارة ربما قد زعل منها وهي " نحن السابقون وانتم اللاحقون " . وتحركت إلى عدن وفي عدن استدعيت من قبل حيدر العطاس والمرحوم صالح بن حسينون ، وسألوني : لماذا زعل منك سكرتير منظمة الحزب ، فقلت لهم : قلت له عبارة وفعلا تنفذت العبارة من قبلكم عندما استبعدتموه بتعين سعيد باضريس سكرتيرا لمنظمة الحزب بدلا عنه . وعندما عدت من ألمانيا تكلمت معهم هاتفيا ، أنا جاهز لتسليم إدارة التربية ، ولا أريد التطويل في ذلك ، لان ظروف والدي الصحية لا تسمح لي ذلك ، فوصلت للغيضة فوضح لي بعض الإخوان المساعدين أمثال : عمر الحوري ، سليم باشامخه ، وعبدا لخالق قاسم ، وقالوا أن بعض المجاميع يترددون علينا ، لجمع بعض المعلومات حولك ، ولكن الزملاء وقفوا موقف مشرفا .وتم عملية استلام وتسليم وطلب مني بعض الزملاء أن يقيموا لي مهرجانا وداعيا لكنني رفضت، وغادرت المهرة ، ولم اعد إليها إلا بعد عشرة أعوام برفقة وفد رسمي يترأسه نائب وزير التربية والتعليم بالجمهورية اليمنية الأخ سالم باسلم ، وعندما وصلت إلى المهرة أصر علي سكرتير منظمة الحزب إقامة حفلا متواضع لتوديعي ، فكان ردي ( الوقت متأخر ) وفعلا أقام وجبة غذاء وهناك كرموني بشهادة تقديرية وشيك بمبلغ 10 ألاف ريال ، وساعة يد ، وعدنا إلى عدن ، وهناك نلتقي دوما بأبناء هذه المحافظة الخيرة . كلمة أخيرة .. ــــــــــــــــــــــــــــــــ أتقدم بالشكر لصحيفة الاحقاف ، وشبكة ومنتديات المهرة اليوم لما تبذله من جهد للسمو بهذه المحافظة وأيضا لا انسي أن أتقدم بالشكر لجميع زملاء العمل في درب النضال والكفاح من اجل هذه المحافظة .وفي الختام نشكر الأستاذ التربوي عوض عمر باعويضان على إتاحته لنا فرصة إللقاء به في البحث عن الماضي .. (انتهت المقابلة). ************************* نقلنا لكم هذة المقابلة نظرا لاهميتها ولاستنباط بعض الوقفات التاريخية. مع التصرف بالتنسيق فقط ــــــــــــــــــــــــــ النافر
ابو مازن
مؤسس المنتدى
البلـد/الاقامة :
مشاركات : 13865
الانتساب : 21/03/2010
6/21/2012, 8:24 pm
نقف احتراما للاستاذ عوض باعويضان الله يحفظة ويوفقة مثل هذه الشخصيات تستحق الاحترام شكرا لمنتديات المهرة اليوم على هذه المقابلة الطيبة وشكرا لك استاذ النافر على النقل
تحياتي واحترامي لك
AhmedTiger
عضو ملكي
البلـد/الاقامة :
مشاركات : 4127
الانتساب : 04/03/2012
العمر : 36
6/22/2012, 3:53 pm
سلمت يداك ع الموضوع
هذي انا
إدارية
البلـد/الاقامة :
مشاركات : 8873
الانتساب : 10/05/2010
6/25/2012, 9:46 pm
روعه المقابله تقديراتنا لمنتدى المهره اليوم واهتمامه بكل الجوانب تسلم النافر على النقل المفيد