نبذة عن محافظة المهرة
محافظة المهرة (بوابة اليمن الشرقية)، عاصمتها مدينة الغيظة وعدد مديرياتها 9 مديريات. وتعد الزراعة وتربية الثروة الحيوانية وصيد الأسماك، أهم الأنشطة الرئيسة التي يمارسها سكان المحافظة. ويوجد في أراضي المهرة موارد طبيعية وإمكانات اقتصادية متنوعة، إذ تشير المؤشرات الأولية إلى وجود بعض المعادن، من أهمها الذهب والرخام والجرانيت والرمال السوداء، وتشتهر محافظة المهرة بأشجار اللبان وصناعة البخور، ونشاط تجاري متميز كونها الشريان الرئيس لتجارة اليمن مع بعض دول الخليج العربي، ويشكل ميناء نشطون حركة تجارية في صيد وتصدير الأسماك ومن معالمها السياحية محمية حوف الخضراء. ويغلب على تضاريس المحافظة الطابع السهلي والصحراوي، ويتميز مناخها بأنه حار في فصل الصيف ومعتدل في فصل الشتاء>.
الموقعتقع المهره في الجزء الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية بين خطي العرض(15-18) فهي في النهاية الشرقية لليمن وتلامس الحدود الغربية لسلطنة عمان, و من الغرب فتحدها محافظة حضرموت ومن الشماليه الربع الخالي وجنوباً بحر العرب وتعتبر محافظة المهرة بها اقل عدد سكان رغم كبر مساحتها.
المساحةتبلغ مساحة المحافظة حوالي (67297) كيلومتر مربعاً . وتتوزع هذه المساحة في 9 مديريات . وتعد مديرية حات أكبر مديريات المحافظة مساحة (19303) كيلو متر مربع و تعتبر مديرية حوف أصغر المديريات من حيث مساحتها (1531) كيلو متر مربع.
السكان يبلغ عدد سكان محافظة المهرة وفقاً لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004م (88594) نسمه وينمو السكان سنويا بمعدل(4.51%).
عدد السكان والمساكن والأسر والمساحة لمحافظة المهرة للعام 2004م:
المناخيسود محافظة المهرة المناخ المداري الجاف باستثناء مديرية حوف التي تسقط عليها الأمطار سنويا بصورة منتظمة ابتداء من يونيو حتى سبتمبر وتبلغ درجة الحرارة في حدها الأعلى (33ْ مئوية) وحدها الأدنى (18ْ مئوية) في المناطق الساحلية المحاذية لشواطئ البحر العربي بسبب هبوب الرياح الموسمية حاملة نسمات الهواء الملطفة للحرارة .
اللغة المهريةيقال إن اللغه المهرية هي لغة قوم عاد وهي مشتقّه أساسًا من اللغة الحميرية ،وهي لغةٍ بمعنى الكلمه، أي إنها تحمل جميع أساسيات اللغه من قواعد واستقلال الكلمات والأسامي أيضاً.
تتكون هذه اللغه من الأصوات العربية إضافةً إلى ثلاثة أصوات لا توجد في أي لغة أخرى.
ولكن بإمكان من يعرف تلك اللّغه كتابتها وقراءتها بسهوله تامه إلاّ إنه لم يقم أحداً لغاية ألآن بتأليفها وقيدها لتسهيل الكتابه والقراءه,, والسّهوله في ذلك الامر أن حروفها حروف عربيه من الألف للياء عدا تلك الحروف الثلاث التي يمكن كتابتهم بأي شكل مناسب وتنتهي مشكلة الكتابه والقراءه ويسهل تعلّمها وتعليمها لمن يشاء, الاعداد والارقام في اللّغه المهرية لم تكتب وإنما تلفظ فقط, وكل عددٍ له تسميته الخاصه به.
للمزيد حول اللغة المهرية راجع هذا الموضوع: المهرة واللغه المهرية
التضاريستنقسم تضاريس أراضي محافظة المهرة إلى ثلاثة أقسام هي : - السهل الساحلي الجنوبي - الهضبة الجبلية الوسطى - الصحراء الشمالية .
السهل الساحلي الجنوبي:يشمل الشريط الساحلي المتعرج والممتد من حدود المحافظة مع محافظة حضرموت من الغرب ، وشرقاً حتى حدود سلطنة عمان الشقيقة ، ويبـلـغ طـوله حوالي ( 375 كم ) ، وهو ينحصر من الشمال بسلسلة جبال الهضبة ووديانها ، ويصل أعلى ارتفاع لـه عـن مستوى سطح البحر نـحو 250 متراً ) ، وتنتشر عليه معظم المدن الرئيسية بما فيها المركز الإداري للمحافظة مدينة الغيضة - لذلك يعيش فيه أكثر سكان المحافظة .
الهضبة الجبلية الوسطى:تعتبر الهضبة جزءاً من الهضبة الجبلية الممتدة من شمال عدن حتى شرق محافظة المهرة ، وتتكون من سلاسل جبلية تتخللها الوديان والروافد ، وأشهر جبال هذه المحافظة ، جبل الحبشية ، وجبل الغرت ، وسلسلة جبال بني كشيت ، وجبل الفك ومرارة ، وشرقاً حتى سلسلة جبال القمر.
الصحراء الشمالية : وهي عبارة عن صحراء مترامية الأطراف وهي الجزء الجنوبي الشرقي من صحراء الربع الخالي ، وتضم عروق الموارد ، ورملة أم غارب ، ورملة عيوة ، وبنـي معارض وخليف وعلين ، وخليف مسيفة ، وطوق شحر ، وعدد كبير من العروق مثل عروق الخراخير ، وعروق ضحية ، وعروق ابن حمودة ، ومعظم قاطنيها من البدو الرحل .
الاقتصادالثروة السمكية:تمتاز محافظة المهرة بساحل طويل يقدر بـ560كم ويعمل على شريط هذا الساحل أكثر من 6000صياد وعدد القوارب العاملة أكثر من 1200 قارب صيد سمكي.
إن صيد الأسماك يعتبر المصدر الأساسي لغذاء السكان في محافظة المهرة وهي أغنى محافظة من حيث الإنتاج السمكي على مستوى محافظات اليمن الجنوبي.
الزراعة:تشكل الزراعة الركن الثاني لاقتصاد المحافظة ومصدر غذاء وعمل السكان بالرغم من شح المياه.
إذ أن المحافظة توجد بها مساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة إلا إنه لا توجد مياه كافية، ويقدر عدد العاملين في القطاع الزراعي 0.03% من إجمالي عدد السكان في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية.
التعدين:محافظة المهرة من المحافظات الواعدة باستخراج النفط فيها وقد قامت عدة شركات بترولية بالمسح فيها أولها شركة أبان أمريكا عام 1965 م ثم شركة النمر عام 1992م كل هذه الشركات أكدت وجود النفط والغاز بوادي سعف ومحيفيف والغيضة والفيدمي ووادي شحن.
وتمتاز المهرة بخلجانها وموانئها الطبيعية ومنها ميناء نشطون الذي يستقبل حمولة (2000) طن. وبه خزانات النفط وتوجد محطات البترول والديزل والكيروسين في جميع مناطق محافظة المهرة.
وفي مجال الثروة المعدنية فالمحافظة غنية بالمعادن. يتوفر الطوب الأبيض والرخام الأحمر في الغيضة وكسارات الحصلة وصناعة الأسمنت في جبل رأس فرتك وحصن السعد "حوف".
التنوع النباتينظرا للطبيعة الصحراوية التي تشكل معظم سطح المحافظة فإن ذلك يؤثر إلى حد كبير في نوعية وكمية الغطاء النباتي وبذلك فإن معظم الغطاء النباتي المتوفر على سطح المحافظة يتمثل بالنباتات والأعشاب الصحراوية والتي غالباَ ما تنمو وتكثر في مواسم الأمطار إ،لى جانب أنواع أخرى من الأشجار المعمرة خصوصاً الشوكية منها مثل السمر، السيسبان و أشجار السدر النخيل وغيرها .
بأستثناء محمية حوف التي تعتبر من أكبر الغابات في شبه الجزيرة العربية، حيث تسودها النباتات الاستوائية الموسمية منذ مئات السنين، كما تعتبر غابة موسمية محاطة بنظام بيئي جاف بعد موسم سقوط الأمطار .و موطن للعديد من من النباتات والحيوانات والطيور النادرة.
التنوع الحيوانيتشتهر المهرة منذ القدم بالإبل المهرية التي اشتهرت عند العرب بجودتها و سرعتها حتى قيل أنها أسرع من الجواد ,وقد ذُكرت في كثير من الأقوال والأشعار .
وبالاضافة الى الإبل والابقار والاغنام ايضا توجد العديد من الحيوانات البرية أهمها النمر العربي، الضباع، و القنفذ والذئب العربي والثعلب الأحمر والوعول والغزلان والوبر والغزال والشهيم والقطة .
كما توجد أعداد قليلة جدا من الضبي . ومن جميع هذه الأنواع توجد في المناطق الخالية من السكان . كذلك توجد أنواع مختلفة من الطيور أهمها الصقور،الحمام البري ، الحداء البوم ، وغيرها من العصافير الصغيرة وايضا توجد هناك طيور نادرة في حوف.
الصناعات الحرفية تتركز في المناطق الداخلية من المحافظة وفي مديريتي قشن وسيحوت وأهمها الأواني الفخارية الملونة بكافة أنواعها والصناعات الحرفية من سعف النخيل .
أهم المعالم السياحية والأثرية في المحافظةمتحف الغيظة:يقع متحف الغيضة في مركز المدينة ، وهو مبنى بدأ العمل في إنشائه في (يناير 1985م) ، وافـتـتح رسمياً في (30 نوفمبر سنة 1987م) ، ويضم الكثير من المعروضات ، تتوزع على خمسة أقسام ، هي قسم يضم متعلقات ووثائق تتعلق بسلطان المهرة و قسم الأسلحة القديمة و قسم التاريخ البحري و قسم الموروث الشعبي و قسـم الآثـار التي يعود تاريخها إلى العصور الحجرية مثل رؤوس السهام والمكاشط ، والفؤوس اليدوية……وغيرها .
ميناء نشطون:يقع ميناء نشطون إلى الجنوب من مدينة الغيظة ، ويبعد عنها نحو (55 كيلومتراً) ، ويرتبط بها عبر طريق إسفلتي ، ويعتبر اليوم الميناء البحري الحديث للمحافظة ، وكـان يسـمى فـي الماضي ( ميناء نظون ) ، ويستقبل اليوم السفن المتوسطة الحجم ، وتتبعه العديد من المرافق والتجهيزات الحديثة ، ويقع هذا الميناء بين المرتفعات الصخرية التي وفرت للسفن والقوارب الراسية فيه الحماية ضد اضطراب البحر .
كدمة يـروب:كدمة يروب تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة الغيظة ، على بعد نحو (30 كيلو متراً ) ، وهي مستوطنة أثرية قديمة تعود إلى العصر الحديدي ، وتنتشر في هذا الموقع بعض الرسوم الصخرية التي تمثل مناظر صيد وغيرها من المخربشات الصخرية التي رسمت باللون الأحمر والتي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي الذي يمتد في الفترة من (2500 – 1000 سنة قبل الميلاد ) ، وأبعاد هذا الموقع(400×200متر) كما تنتشر على سطحه ـ أيضاً ـ شقف من خزف البورسلين الصيني الذي يعود تاريخه إلى القرنيين ( السادس عشر– السابع عشر الميلاديين).
مستوطنة حبروت الأثرية:تقع المستوطنة إلى الشمال الشرقي من مدينة الغيظة ، على بعد نحو (70 كيلومتراً ) ، يتم الوصول إليها عبر طريق ترابية وعرة ، ويعود تاريخ هذه المستوطنة إلى عصور ما قبل الإسلام ، حيث ورد ذكرها في نقش عبدان الكبير باسم ( ح ب ر ت ) ، ويبدو المستوطنة كانت من أكبر مستوطنات قبائل المهرة في تلك العصور ، وقد دمرها اليزنيون أثناء تلك الغارات التي كانوا يقومون بها في اتجاه الشرق إلى أراضي سلطنة عُمان اليوم وبلاد البحرين ، إلاَّ أن هجومهم على مدن قبائل المهرة كان بسبب الثورات التي كانت تقوم بها هذه القبائل على الحكم المركزي لدولة التبابعة في القرن الرابع الميلادي ، وكان اليزنيون الذين كانوا يتخذون من وادي عبدان ووادي ضرا في شبوة حاضرة لهم هم أركان حرب الملوك التبابعة الذين أخضعوا أراضي حضرموت وأراضي قبائل المهرة ، وبدو صحراء الربع الخالي حتى البحرين ، والتي على إثرها اتخذ الملوك التبابعة اللقب الطويل ( ملك سبأ وحضرموت ويمنات وإعرابهم طوداً وتهامة ) .
ويذكر اليزنيون في ـ نقش عبدان الكبير ـ أنهم غزوا أرض المهرة مرتين متتاليتين ، واحتمال أنهم همُ الذين دمروا هذه المستوطنة المهرية ، وتدميرها يدل على مدى الثقل السياسي الذي كانت تقوم به هذه المستوطنة على قبائل المهرة ، وكانت إدارة جمع اللبان تتم من هذه المستوطنة .
حصن عمريت:يقع ما بين دمقوت وميناء خور الأوزن على مرتفع جبلي يشرف على البحر ، ويظهر من خرائبه أنه كان محاطاً بسور تتخلله الأبراج الدفاعية ، وله بوابة يحفها من جانبيها برجان دفاعيان ، أما خلف هذا السور فهناك في الوسط خرائب لمبنى الحصن أقيمت إلى جواره بركة لحفظ المياه (صهريج) ، ويبدو أن الهدف الرئيسي من هذا الحصن هو مراقبة السفن التي كانت تصل إلى ميناء خور الأوزن سواء أكانت تلك السفن تجارية أو سفن معادية كانت تغير في القرن السادس عشر الميلادي ـ فترة القرصنة البرتغالية ـ على خطوط التجارة البحرية بين الهند والبحر الأحمر .
المستوطنات التاريخيةيعود تاريخ الاستيطان في أراضي محافظة المهرة إلى عصور غابرة ، وتحتوي بشكل مثير للاستغراب ، كثيراً من مستوطنات عصور ما قبل التاريخ ، وهي العصور التي سبقت معرفة الكتابة، وأهم المستوطنات من تلك العصور هي كالآتي :
1- مستوطنات العصر الحجري القديم ( الأسفل): لقد عُثر على هذا النوع من المستوطنات في وادي الجيزي الذي يصب إلى البحر العربي غرب الغيضة ، وعُثر في هذه المستوطنات على أدوات حجرية تعود إلى الحضارة الأشولية ، وعصر البلايستوسين المبكر.
2- مستوطنات العصر الحجري القديم ( الأعلى) :وجدت بالقرب من قشن وبالقرب من ساحل الخليج العربي مواقع يعود تاريخها إلى ما قبل (150.000 سنة قبل الميلاد ) .
3- مستوطنات العصر الحجري الحديث:وجدت معظم مواقع هذا العصر في الصحراء الشمالية في منطقة ثمود ، وفي سناو ، وأكبر موقع لهذا العصر وجد في مركز حبروت في مديرية الغيضة ، ويعود تاريخ هذه المواقع إلى الفترة الممتدة من (6000 - 2500 سنة قبل الميلاد ) .
4- مستوطنات العصر البرونزي:تتحدد مستوطنات هذا العصر بالمواقع التي تنتشر فيها تلك الرسوم الصخرية والمخربشات التي نحتت أو رسمت على صخور وأحجار المواقع ، وأهم مواقعها تـلك المنـطـقـة المجاورة لمدينـة الغيضـة ، ويـعـود تـاريخ هـذه المواقع إلـى مـا بين ( 2500 – 1000 سنة قبل الميلاد ) .