حين اكتب يسبقني القلم الى الكلمات وكأني به يريد ان يعبر عن ما يجول في نفسه ! سبحان الله حتى الجمادات احيانا تتكلم , ونحن معاشر البشر نكون في احيانا كثيرة اخرس من الجماد , لربما ذلك اتباعا لقول الشاعر :
إن السكوت سلامة ولربما ... زرع الكلام عداوة وضرارا
ولكني اظن ان الكلام في مواطن كثيرة اصلح من عدم الكلام .
اعود الى قلمي ونفسي ونزاعهما حول الكلمات انا ياقلمي انت وانت انا فدعنا نكمل بعضنا فقد تشابهت حاجاتنا وتقاربت اهدافنا وتعالت اناتنا معا , صريرك صدى آلامي وحبرك نزف جراحاتي واسطرك الممتدة طريقي المفروش بعقد الاورارق المنبسطة قدامك .
ما اسهل ان ندعي الشوق ونحن نمارس الهجر وان ندعي الحب ونحن نمارس الكره وان ندعي الوصل وحبال وصالنا مطوية ما اسهل ان نروي قصص عن اشياء حدثت وامور تحدث وخيالات جوفاء حتى نمضي بعض الوقت نحبك ثوب سعادة من محض خيال .
قلت قديما :
عشرين عاما والهوى شعلته نار ... وانا اشيل الجمر بيدين راهي
ماهمني مادام لي قلبك اختار ... لا ما اصدق فيك تأنيب ناهي
قلت ذلك والصدق في كل كلمة نطقتها وكتبتها والآن بعد عشرين عاما من ذلك لا زلت اشعر بوهج النار في يدي وبداخلي كلما ذكرت ذلك , اليس هذا غريبا , لقد عذرت نفسي حين تذكرت قول الشاعر العربي قديما :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبدا لأول منزل
وقال مجنون بني عامر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلبا خاليا فتمكنا
كانت هذه همسات احببت ان اهمسها ولذلك تجدونها غير مكتملة فقد شغلني عن اتمامها شاغل فلربما يكون لنا اليها عودة بإذن الله .