القاهرة - من رشدي الدقن و أحمد عبدالعظيم الراي - 16/5/2012 تقدم القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر المشير حسين طنطاوي، الجنازة العسكرية الشعبية بعد عصر أمس لتشييع جثمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق زكريا محيي الدين أحد الضباط الأحرار عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو والذي توفي عن عمر يناهز الـ 94 عاما. زكريا عبد المجيد محيي الدين الذي وافته المنية أمس كان أحد أبرز الضباط الأحرار المصريين منذ قيام ثورة يوليو، وتولى رئاسة الوزراء ونائبا لرئيس جمهورية مصر، ومنذ سنوات طويلة اعتزل السياسة وامتهن الزراعة وبرع في زراعة الموالح. وكان زكريا محيي الدين ولد في 5 يوليو العام 1918 في كفر شكر في محافظة القليوبية (60 كيلو مترا شمال العاصمة المصرية) تلقى تعليمه الأولي في أحد كتاتيب قريته، ثم انتقل بعدها لمدرسة العباسية الابتدائية ليكمل تعليمه الثانوية في مدرسة فؤاد الأول الثانوية، التحق بالمدرسة الحربية في 6 أكتوبر عام 1936، ليتخرج منها برتبة ملازم ثاني في 6 فبراير 1938. تم تعيينه في كتيبة بنادق المشاة في الإسكندرية. وانتقل إلى منقباد في صعيد مصر في العام 1939 ليلتقي هناك بجمال عبد الناصر، ثم سافر إلى السودان في العام 1940 ليلتقي مرة أخرى بجمال عبد الناصر ويتعرف على عبدالحكيم عامر.وشارك في معارك فلسطين بعد أن تخرج من كلية أركان الحرب عام 1948، وسافر مباشرة إلى فلسطين، فأبلى بلاء حسنا في المجدل وعراق وسويدان والفالوجا ودير سنيد وبيت جبريل، وقد تطوع أثناء حرب فلسطين ومعه صلاح سالم بتنفيذ مهمة الاتصال بالقوة المحاصرة في الفالوجا وتوصيل إمدادات الطعام والدواء لها. بعد انتهاء الحرب عاد للقاهرة ليعمل مدرسا في الكلية الحربية ومدرسة المشاة.وانضم زكريا محيي الدين إلى تنظيم الضباط الأحرار قبل قيام الثورة بنحو 3 أشهر، وكان ضمن خلية جمال عبد الناصر وشارك في وضع خطة التحرك للقوات وكان المسؤول عن عملية تحرك الوحدات العسكرية وقاد عملية محاصرة القصور الملكية في الإسكندرية، أثناء وجود الملك فاروق الأول بها. وتولى محيي الدين منصب مدير المخابرات الحربية بين عامي 1952و 1953، ثم عين وزيرا للداخلية عام 1953. وأسند إليه إنشاء جهاز المخابرات العامة المصرية من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 1954. وعين بعد ذلك وزيرا لداخلية الوحدة مع سورية 1958. تم تعيينه رئيسا للجنة العليا للسد العالي في 26 مارس 1960 وقام الرئيس جمال عبد الناصر بتعيين زكريا محيي الدين نائباً لرئيس الجمهورية للمؤسسات ووزيرا للداخلية للمرة الثانية عام 1961. وفي عام 1965 أصدر جمال عبدالناصر قرارا بتعيينه رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية. وعندما تنحى عبد الناصر عن الحكم عقب هزيمة 1967 ليلة 9 يونيو أسند الحكم إلى زكريا محيي الدين، ولكن الجماهير خرجت في مظاهرات تطالب ببقاء عبد الناصر في الحكم. قدم محيي الدين استقالته، وأعلن اعتزاله الحياة السياسية عام 1968 وعاش في صمت في بلده كفر شكر مكتفيا بالإشراف على حدائق الموالح المملوكة لعائلته، ورافضا الحديث عن ثورة يوليو أو المشاركه في الشأن العام المصري حتى رحيله. وعرف عن زكريا محيي الدين لدى الرأي العام المصري بالقبضة القوية والصارمة نظرا للمهام التي أوكلت إليه كوزير للداخلية ومدير لجهاز المخابرات العامة، وكان يتم الترويج له على أنه يميل للسياسة الليبرالية