الواجبات المنزلية.. صراع الآباء والأبناء تعد الواجبات المنزلية واحدة من أبرز مصادر الصراع بين الأطفال
والآباء، حيث يتهرب الأطفال من أداء واجباتهم المنزلية، ويماطلون ويؤجلون
أداءها حتى اللحظة الأخيرة.
ويختلقون الأعذار فيؤدون منها أقل ما يمكن، ويستغرقون وقتاً أطول
لأدائها، أو يقومون بأدائها بسرعة شديدة، ولا يبذلون قصارى جهدهم، لذا يشعر
الوالدان بالإحباط والغضب من جراء مثل هذا السلوك، فكيف نتفادى هذه
المشاجرات؟ وما دور الآباء والأمهات في مساعدة أبنائهم لإنجاز هذه
الواجبات؟
شركاء في التنميةيقول الدكتور سال سيفير الخبير التربوي: يعلم الآباء أن الواجبات
المنزلية تقوي وتدعم مهارات أبنائهم، فالممارسة تصنع التفوق، بينما يراها
الأطفال كعمل متكرر وممل. ويعلم الآباء أن الأبناء الذين يقومون بأداء
واجبات منزلية باهتمام دائماً ما يتعلمون أكثر، ويحصلون على أعلى الدرجات،
بينما يرى بعض الأطفال، الواجب المنزلي كعقاب، لأنهم لا يقومون بأداء كل
واجباتهم في المدرسة.
لذا يحتاج كل من المعلمين والآباء أن يكونوا شركاء في تنمية العادات
الصحية لأداء الواجبات المنزلية، ويقع على عاتق المعلم مسؤولية التأكيد على
أن الواجب المنزلي ليس عملاً شاقًا، فضلاً عن أنه ينمي مستوى قدرات الطفل.
ويقدم الدكتور سيفير لأولياء الأمور عوامل عدة لتحديد الوقت لتطوير
أساليب ناجحة لأداء الواجبات المنزلية، ويقول: عليكم أن تزوروا أو تتصلوا
بالمعلم المسؤول عن طفلكم وتسألونه عن سياسته في الواجبات المنزلية التي
يعطيها لطفلكم.
واطلبوا منه أن يخطركم بأي تطورات أو عند ظهور مشروعات خاصة، مثل: سؤاله
عن الوقت الذي تجري فيه الاختبارات لطفلك، هل سيكون هناك متابعون لمذاكرة
الطفل؟ فهذه المعلومات ستمكنكم من تطوير خطة للواجبات المنزلية.
خطأ كبير ويخاطب الدكتور سيفير كل أب قائلاً: يحتاج الأطفال إلى معرفة أن أداء
الواجبات المنزلية من مهمتهم، وليست مهمتك أنت، حيث يتوجب على الكثير من
الآباء مساعدة أبنائهم في أداء واجباتهم كل يوم، فكل واجب يعد بمثابة صراع
بين طفلك ومعلمه.
وأنك فقط مجرد معاون له، فوظيفتك تنحصر في المساعدة، وليس في أن تقوم
أنت بأدائه بدلاً منه. لا تقم بهذا الخطأ، فإذا كنت قد وقعت فيه، فعليك أن
تتوقف من ليلتها؛ أخبر طفلك أن مهمتك تجاهه هي أن تساعده وأن مهمته هي أن
يتم هذا الواجب.
وهذا هو ما يمكنك فعله لمساعدة طفلك، وتأكد من أن طفلك لديه وقت كافٍ
لأداء واجباته المنزلية، فالأطفال عادة ما يمارسون العديد من الأنشطة خارج
المدرسة وهي أنشطة مطلوبة، ولكن لا بد أن ينال الواجب المنزلي الأولوية.
ويحدد الدكتور سال سيفير بعض الخطوات التي تساعد في إنجاز الواجب المنزلي:
٪ تحديد وقت ثابت يومياً لأداء الواجبات المنزلية؛ وعليك بالتفاوض حول هذا الوقت مع أطفالك إذا كان ذلك ممكناً.
٪ إعادة تنظيم الأوقات لممارسة بعض الأنشطة إذا كانت تمثل ضرورة بالنسبة لهم.
٪ تحديد مكان ثابت لأداء الواجبات المنزلية، فلا بد أن يكون هذا المكان خالياً، وعليك بإغلاق التلفاز أثناء أدائها.
٪ تأكد من وجود إضاءة كافية، وعليك إحضار كل ما هو ضروري ليكون في
متناول يد طفلك، حتى لا يضيع الوقت المخصص لأداء الواجبات في الحصول عليها.
٪ عليك تقسيم هذه الواجبات إلى أجزاء أسهل؛ فهذا أمر يؤدى إلى نتيجة
جيدة. راجع الواجبات مع طفلك من خلال قراءة التوجيهات والتأكد من استيعاب
طفلك لها.
٪ يقاوم بعض الأطفال أداء واجباتهم؛ لأنهم يتساءلون عن أهمية هذه
الواجبات، ولكن لا بد أن تُفهمه أن عليه أن يؤدي هذه الواجبات، وأنه ليس
ملزماً بأن يحبها، ولكنه ملزم بأدائها.
٪ عليك تعليم طفلك أن يقوم بأداء الأسوأ أولاً، فإذا واجه صعوبة في
واجبات مادة الرياضيات فاجعله يؤديها أولاً، وينتهي منها، فسيشعر
بالارتياح. أما باقي الواجبات فستكون أقل مضايقة له. كما أن أداء الواجبات
الأصعب أولاً يمثل معنى مهماً؛ لأن طفلك يكون عقله أكثر نشاطاً.
٪ اجعل طفلك يأخذ رقم هاتف أحد أصدقائه في كل فصل، فإذا ما واجه صعوبة
أو نسي واجباته، أو كان مريضاً يوماً ما، فيمكنه الاتصال بأحد زملائه لينال
المعلومات والمساعدة.
المصدر: البيان الالكترونية