رد تشيلسي الصاع صاعين لبرشلونة وأزاحه على طريقة "الغدار" إنيستا، من الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا بعد انتهاء مباراة الإياب التي جرت على ملعب كامب نو بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، مع الوضع في الاعتبار أن لقاء الذهاب كان قد انتهى بهدف نظيف حمل توقيع الإيفواري دروجبا.
وبهذا الإنجاز، يكون الفريق الأزرق في مدينة الضباب قد ضمن التأهل للنهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد المرة الأول عام 2009 عندما انحنى أمام مانشستر يونايتد في ركلات الجزاء الترجيحية، والغريب في الأمر أن في المرتين جاء التأهل تحت قيادة مدرب مؤقت، حيث كان العبري جرانت على رأس الجهاز الفني آنذاك، والآن الإيطالي دي ماتيو الذي تسلم المهمة بعد إقالة بواش.
http://media.zenfs.com/ar_XA/News/Goal/181478_news.jpg
يُحسب للمدرب الإيطالي "دي ماتيو" نجاحه في الإبقاء على صلابة خط الدفاع بعد تعرض المدافع الإنجليزي "جاري كاهيل" لإصابة على إثرها اضطر للخروج وترك بوسينجوا يشارك في مركز الظهير الأيمن بدلاً من إيفانوفيتش الذي شغل مركز قلب الدفاع رفقة تيري، والأفضل من ذلك هو بقاء الوضع كما هو عليه حتى بعد إقصاء القائد جون تيري قبل انتهاء الشوط الأول بدقائق.
2- أثبتت كرة القدم أنها لا تعترف إلا بالعطاء وبذل المجهود المضاعف داخل المستطيل الأخضر، ولا قيمة أبداً للاستحواذ على الكرة بدون فاعلية هجومية حقيقية على مرمى الفريق الآخر، نعم برشلونة وصل في عدة مناسبات لمرمى الحارس تشيك، لكن أيضاً تشيلسي وصل بأقل المجهود وكان دائماً يُشكل خطورة بالغة على ثلاثي دفاع الكتلان وحارسهم المهزوز فالديز، والشيء الذي لا يُصدق أن زعيم غرب لندن غالط حامل اللقب في هدفين وهو منقوص لاعب.
3- استحق راميريش أن يكون رجل المباراة الأول عن جدارة واستحقاق، وذلك ليس كونه صاحب الهدف الذي أعاد الأمل للبلوز قبل انتهاء الشوط الأول بدقيقة، لكن لأنه قام بواجباته الدفاعية والهجومية على أكمل وجه ونجح باقتدار في منع وصول فابريجاس وإنيستا في العبور من الجانب الأيسر طوال الشوط الأول قبل أن يُكرر نفس السيناريو عندما لعب كجناح أيمن متأخر في الفترة الثانية، غير أنه قام بعمل كبير في تنفيذ الهجمات المعاكسة التي أسفرت واحدة منها على هدف أحرزه بنفسه على طريقة كبار المهاجمين.
4- يمكنني القول بأن دي ماتيو أعاد لامبارد وأشلي كول ودروجبا إلى الحياة مرة أخرى بعد أن كانوا مهمشين تحت حكم البرتغالي بواش، فـ لامبارد أغلق أمام ميسي كل المنافذ المؤدية لمنطقة جزاء مدافعيه، وأشلي كول كان بمثابة حجر العثرة أمام ألفيش الذي لم نشاهده يشن غاراته كالعادة من الجهة اليمنى، أما دروجبا فكان كالحصان العربي الذي لا يكل ولا يمل من الركض، ويكفي أنه أرهق بويول ومن قبله بيكيه الذي سقط مبكراً بعد الاصطدام بفالديز.
5- من أبرز إيجابيات المباراة هو تأخر خط وسط تشيلسي في الضغط على الحائز على الكرة من البرسا، وهذا أدى لتأخر وصول ميسي وفابريجاس وسانشيز إلى المناطق الدفاعية للبلوز، ما سهل من مهمة إيفانوفيتش ورفاقه في وضع القادمون من الخلف إلى الأمام –إنيستا، تشافي وبوسكيتس- تحت الرقابة الصارمة، ولهذا كنا نشاهد فرص البرسا تخرج بسهولة كلما اقتربت الكرة من منطقة الجزاء، وذلك لعدم وجود الحلول سواء من على الأطراف التي أغلقها أشلي كول وبوسينجوا وكذلك من الوسط الذي قتله الثنائي المحارب سوبر فرانك وميريليش.
6- استفاد جوارديولا من أخطأ المباراة الماضية ولعب بثلاث مدافعين في الخلف منهم بيكيه، لكن من سوء حظه وحظ جماهير البرسا أن الشاب الإسباني عاودته الإصابة مرة أخرى وغادر أرض الميدان، وأيضاً هناك لمحة تكتيكية أخرى من جوارديولا وكانت في وجود كوينكا مع ألفيش في الجهة اليمنى وسيسك وإنيستا في الجهة اليسرى، الأمر الذي ساعد على انتشار الكرة بشكل صحيح في الثلث الأخير من الملعب.
7- أدار الإيطالي دي ماتيو اللقاء بحنكة ودهاء يحسد عليهما، ولأنه مدرب مُحترم حالفه التوفيق في تغييراته خصوصاً في تغييراه الثالث بإخراج دروجبا الذي أرهق دفاعات البرسا وإقحام توريس المفعم بالحيوية والنشاط والذي تمكن من التفوق على بويول، وفي الأخير أحرز الهدف القاتل الذي صدم عشاق النادي الكتالوني.
السلبيات
http://media.zenfs.com/ar_XA/News/Goal/181480hp2.jpg
1- وهل هناك أسوأ مما فعله جون تيري الذي حرم فريقه من خدماته بعد تعمده ضرب سانشيز، تيري هو قائد الفريق ومن المفترض أنه يريد مصلحة الفريق، لكن ما فعله أضر بمصلحة الفريق وجعله يعاني طوال الـ90 دقيقة.
2- عدم حفاظ برشلونة على تقدمه بهدفين نظيفين قبل انتهاء الشوط الأول هو السبب الرئيسي وراء ظهور الأسود اللندنية بتلك القوة في الفترة الثانية، لم لا وهدف السيليساو البرازيلي كان مهماً وحاسماً بالنسبة لكتيبة الإيطالي دي ماتيو، وأعتقد أن الهدف ترك أثراً إيجابياً في نفوس الفريق اللندني والعكس تماماً بالنسبة لأصحاب الأرض.
3- من يُهدر الأهداف فعليه استقبالها، هذه المقولة تحققت بالفعل على ملعب كامب نو في مباراة الليلة، فـ برشلونة سنحت له عديد من الفرص الحقيقية لكن لسوء حظ ميسي ورفاقه لم يتمكنوا من مغالطة العملاق التشيكي بالعدد الكافي من الأهداف التي تضمن ترشحهم للنهائي، ويكفي أن ميسي أهدر فرصة العمر بتسديده لركلة الجزاء في العارضة وبعدها بدقائق قليلة حول سانشيز برأسه عرضية ألفيش خارج المرمى رغم أنه كان في قلب منطقة الست ياردات.
4- جانب التوفيق بيب جوارديولا في تغييراته، فعندما أصيب بيكيه بعد اصطدامه بزميله فالديز، كان من الضروري أن يُقحم أدريانو القادر على معاونة بويول على ردع أشرس أفيال الأرض دروجبا، لكنه فاجأ الجميع بإشراك ألفيش الذي بدا عليه التعب والإجهاد، كما أن الخطأ الأكبر حدث عندما أخرج سيسك فابريجاس وأشرك مكانه سيدو كيتا، فذلك التغيير أحدث خلخلة في خط وسط البرسا لأن سيسك كانفي حالة جيدة تسمح له بصناعة هدف او على الأقل إرباك دفاع الأسود كما حدث عندما تحصل على ركلة جزاء من دروجبا، ومشاركة كيتا لم تعط أي إضافة لا دفاعياً ولا هجومياً.
والكارثي هو الإبقاء على بيدرو رودريجيز على مقاعد البدلاء والاستعانة بتيو بدل من إسحاق كونيكا، حيث كان من المفترض أن يستعين بالدولي الإسباني القادر على التسجيل من نصف فرصة والأهم من ذلك أنه يملك خبرة قد تساعده على فك طلاسم الدفاعات البيضاء التي لم تفقدها رونقها حتى بعد إقصاء القائد تيري، والاعتماد على تيو لم يكن مجزياً من الأساس لأنه فاقد لجزء كبير من ثقته بنفسه خاصة بعد إهداره لكم كبير من الفرص السهلة في كلاسيكو السبت الماضي أمام الملكي ريال مدريد.