يعتبر الخوف من الامراض التي تؤثر على الانسان ، وقد ينتج عنه الكثير
من المشاكل التي تؤثر على سلوكيات الانسان المصاب وتضعف من قدرته
على التعامل مع الواقع بشكل سليم وطبيعي ولهذا المرض ايضا انعكاسات
على شخصية المريض ، وقد لا يتمكن من تادية التزاماته تجاه المجتمع
والآخرين وهذا المرض منه الظاهري
ومنه المخزون فالظاهري يكون محسوسا وملموسا من قبل الآخرين
والمخزون لا يعرف به الا المصاب بهذا النوع من المرض حيث يكون
المريض انسان مهزوز لا يستطيع اتخاذ اي قرار لخوفه الشديد من النتائج
التي قد يظن من خوفه انها ستحدث فيما بعد فيكون مترددا ، والخوف
له عدة اشكال فمنه الخوف من المجهول وخوف التخيل والخوف بمفهومه العام ،
فكل هذه الاشكال مجتمعة قد تؤدي الى نتيجة واحدة وهي مرض الخوف ،
اما الخوف من المجهول فهو خوف غير مبرر وهو يعمل على فقدان الثقة
بالنفس وقد يكون المرض قد رافق المصاب من فترة الطفولة ،
او نتيجة صدمة قد تعرض لها في احدى مراحل حياته ، اما بالنسبة للخوف
التخيلي فهو بالحقيقة مجرد اوهام داخلية وتخيلات تؤثر على المصاب
وتشعره بوجود حقيقة ثابته لهذا الامر وهو بالحقيقة مجرد اوهام لا تغني
من الحق شيئا ، وقد تكون مرافقه للشخص المصاب منذ الطفولة ،
ونشير هنا بأن هناك خوف مستحب الا وهو الخوف من الله عز وجل
طرق تغلب عن مرض الخوف هي:
أولاً :- الالتجاء إلى الله عز وجل بالدعاء والاستغفار والإكثار من ذلك
وتحري أوقات الإجابة فهو الملجأ والملتجأ والمنجي سبحانه وتعالى.
وكذلك المحافظة على الأوراد اليومية الصباحية والمسائية ففيها
حفظ من الشيطان وشركه!! وابدأ بالذكر عند أول فكرة سلبية
ونوع أذكارك لتعطيها حلاوة التنويع !!
ثانياً :- عود نفسك على الاسترخاء كالتنفس العميق بدلاً من السطحي
وكذلك مارس الاسترخاء لكافة أجزاء الجسم وفي حالة الزفير العميق
تخيل أنه هناك أفكار ومخاوف مؤذية لك تخرج من صدرك ولاحظ
المشاعر اللطيفة التي ترافق ذلك الاسترخاء!!
كرر تلك الطريقة مع أهمية أن تركز تفكيرك وانتباهك في الهواء
في الدخول والخروج للصدر ومن الأفضل حينما تصل إلى قمة المشاعر
الجميلة والراحة النفسية أن تضع مرساة لربطها بالأفكار المحببة
لك كأن تضغط عل إبهامك بقوة لمدة عشر ثوان حينما تكون في
راحة شعورية بعد عملية الاسترخاء!!
ثالثاً :- مارس عملية تدوين تلك المخاوف التي سببت لك قلقاً مما
سيحدث مستقبلاً وحاول استبدال تلك المخاوف بأشياء إيجابية تساعدك
على القضاء على السلبيات المؤثرة عليك !! وهي طريقة لتعديل الأفكار
المرتبطة بالمخاطر عند حدوث أعراض جسمية !! لأن رؤيتك هي واقعك!!
وكذلك كي تدرك تفاهتها وعدم استحقاقها درجة القلق العالية التي تعاني منها !!
وعليك إضافة أفكار مرعبة ومخيفة حول ما يمكن أي يقع في حالة
استمرار الخوف!!
رابعاً :- عليك أن تدرك أنك بشر تصيب وتخطي وأنك غير معصوم من الخطأ
والنسيان فإن فاتك موعد أو لقاء أو حضور مناسبة فالأمر عادي جداً لأنك
قد تعرضت لأمر ضروري حبسك عن الحضور في الموعد المناسب
فالصلاة وغيرها من العبادات قد عذر الله عز وجل العبد حينما يؤخرها
عن وقتها بسبب نومٍ أونسيان
قال تعالى : [ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ].
فلتدرك أخي الفاضل إن المثالية والدقة أمر حث عليه ديننا الحنيف
ولكن الإنسان معرض لأمور قد تعيق أدائه الدنيوي!!
فإياك أن تحمل نفسك ما لا طاقة لها من هم وخوف وحرص زائد عن
الحد المعقول مما ينعكس على راحتك النفسية وبالتالي تعرضك لقلق
مستمر يؤثر على سلوكك وتفاعلك مع الآخرين !!
وبث في نفسك روح التفاؤل والإيجاب وخالط الناجحين وجدد ما
حولك وتبادل وجهات النظر مع الناس.
خامساً :- نصيحتي لك أخي المبارك مراجعة طبيب نفسي وعرض
حالتك عليه في حالة استمرارها على وضعها لوجود أدوية تساعد على
خفض درجة القلق وهي تستعمل لمدة ليست طويلة!!
ولا تخجل من ذلك لصحتك فليس العيب في ذهابك لطبيب نفسي
ولكن العيب أن تترك وضعك على هذه الحالة فيزداد سوءاً حفظك الله !!
وأخيراً تذكر أن معظم المخاوف لا حقيقة لها وكن شجاعاً لمواجهة
المصاعب لكي لا تصل للأسوأ!!
و يمكنك الإستعانة بالرقية الشرعية للشيخ محمد الهاشمي التي تعالج الكثير من الأمراض النفسية