إني وإن كنت ذا عيال ... قليل مال كثير دين
لأحمد الله حين صارت ... حوائجي بينه وبيني
اجل ولله الحمد اللهم لاتجعل حاجاتنا الى غيرك فأنك كريم عظيم ومن كانت حاجته الى غيرك هان في الناس واخطأ الفرزدق حين قال في الرافضة بنو بويه :
سل الله واسأل آل بوية إنهم ... بحارالمعالي لا بحار الدراهم
تحبهم البلدان فهي نواشز ... على كل زوج بعدهم أو محارم
فمااحبتهم العراق ولا رأت في عهدهم خيرا فقد حاربوا السنة وناصروا مذهبهم الرافضي الخبيث .
وصدق سلم الخاسر حيث قال :
إذا أذن الله في حاجة ... أتاك النجاح على رسله
فلا تسأل الناس من فضلهم ... ولكن سل الله من فضله
ولله در القائل ::
أيها المادح العباد ليعطى ... إن لله ما بأيدي العباد
فاسأل الله ما طلبت إليهم ... وارج فرض المقسم الجواد
ولله انعم تفيض على عباده يجريها على ايد من شاء من خلقه وانعمه سبحانه منهمرة غزيرة لاتنتهي ولاتنقطع.
وعند البخاري ومسلم واحمد وابن ماجة وغيرهم عن ابي هريرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه قال وعرشه على الماء وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض)) مع بعض اختلاف في الفاظه وطرقه .
ذلك باب ونأتي الى آخر : عن الامام الشعبي رحمه الله قال : ((التجارة نصف الرزق ))
ويروى ان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله كان يقول قبل الخلافة :
((لقد خفت أن يعجز ما قسم الله عز وجل لي من الرزق عن كسوتي ، وما لبست ثوبا قط فرآه الناس علي إلا خيل إلي أنه قد بلي )) فلما ولي خرج من ذلك كله يرحمه الله .
وعند ابن ابي الدنيا في كتاب اصلاح المال :
حدثني القاسم بن هاشم ، حدثنا أبو عبد الله الصوفي ، قال : كتب رجل إلى أخ له : « أما بعد ، فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل والرضى بالقدر ، والتسليم لما علم الجبار من مكنون الأجل ومقسوم الرزق ، فإن الله عز وجل جعل لكل نفس رزقا موصوفا ، ليس لشيء منه إلى غيرها منصرف ، فلا يشغلك الرزق المضمون لك عن العمل المفروض عليك ، فقد شغلت رجالا أتعبت أبدانهم ، وطالت أسفارهم ثم لم يزيدوا ولم يزدادوا على المقسوم لهم رزقا ، رزقنا الله وإياك القنوع والرضاء ؛ فإنه من رضي قنع ، ومن قنع رضي بقسم الله عز وجل والسلام .
ولي على هذا الكلام كلام للتوضيح فقد يظن البعض ان الانسان ماقدر له من رزق سيأتيه وان جلس في بيته وهذا من الخطأ فليس ثمة شيء يأتي بدون السعي والعمل وقد بين لنا ربنا ذلك في اكثر من موضع في كتابه وما اكثر قوله تعالى : { عمل , عملوا , يعملون } الى غير ذلك من الألفاظ الدالة الى وجوب السعي والاجتهاد في طلب الرزق والثواب فإن ما جاء الحث فيه على السعي في العمل الصالح يدخل فيه باب السعي للرزق كون هذا معينا على على ذلك والانساب بدون الرزق ولقمة العيش لايستطيع الحياة وان يكون عالة على الناس وقع في النهي فعلية الاجتهاد والسعي بدون افراط او تفريط وكل شيء بقدره .
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )( النحل97
وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} (النجم40){وقال تعالى :
وقال تعالى: وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (الطلاق3)
وعن عمر بن الخطاب قال :
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا )) اخرجه احمد والترمذي وابن ماجة .
واعجبني قول صاحب إيقاظ الهمم شرح متن الحكم حيث قال : ... ... ...
تعلق القلب بما في أيدي الخلق وتشوف القلب إلى غير الرب وهو أصل شجرة الذل فما بسقت أغصان شجرة الذل إلا على ذريعة الطمع .
واعلم اخي اصلحني الله واياك ان الكمال في عدم الاكتراث بإتيان الدنيا وفواتها بعد بذل الجهد والاخذ بالاسباب وتيقن القلب بأنه بعد ذلك سيأتي ماقدره الله ومالم يقدر لن يأتي .
وقد قيل : ((إنما الدنيا شوك، فانظر أين تضع قدميك منها ))
وقال ابو العتاهية كما اورد صاحب العقد :)
رضيت بذي الدنيا ككل مكاثر ... ملح على الدنيا وكل مفاخر
ألم ترها تسقيه حتى إذا صبا ... فرت حلقه منها بشفرة جازر
ولا تعدل الدنيا جناح بعوضة ... لدى الله أو مقدار نغبة طائر
فلم يرض بالدنيا ثوابا لمؤمن ... ولم يرض بالدنيا عقابا لكافر
وله كذلك :
ألا إنما الدنيا نضارة أيكة ... إذا اخضر منها جانب جف جانب
هي الدار ما الآمال إلا فجائع ... عليها ولا اللذات إلا مصائب
فكم سخنت بالأمس عين قريرة ... وقرت عيون دمعها اليوم ساكب
فلا تكتحل عيناك فيها بعبرة ... على ذاهب منها فإنك ذاهب
والى هنا اقف ولنا من حدائق اخبار العرب قطفات بعد بإذن الله .