عدن - صدى عدن - بقلم خالد عمر العبد
المؤتمر الأول لأبناء الجنوب الذي انعقد في قاهرة المعز في الفترة من 20-23نوفمبر 2011م لم يقر مايمكن أن يتم به الحاق الضرر بالجنوب أرضا, وشعبا, وثروة, وتاريخ, وهوية....ألخ أكثر مما قد لحق به وألحقته به سياسات ومراهقات ومغامرات السياسيين أن صح القول بتسميتهم سياسيين من أضرار كان أعظمها الدخول به في وحدة مع دولة أخرى دون منحه الضمانات التي تحفظ له حقوقة في الدولة الموحدة, بل أنه من خلال المخرجات التي خرج بها المؤتمر رسم ملامح لخروج آمن لشعب الجنوب من المحنة التي وضع فيها, وحمل دلالات كثيرة وعبر عنها, أهمها أنه رسم صورة لمبدأ التصالح والتسامح والتضامن, المبدأ الذي سارت عليه ثورتنا السلمية في الجنوب ولم يتمثله البعض وعكسه الحضور النوعي الذي ضم عددا مميزا من أبناء الجنوب, حضور مثل الى حد ما معظم ألوان الطيف السياسي والاجتماعي, حيث حضره مالا يقل عن الستمائة وخمسين مندوبا ممثلين عن معظم التكوينات السياسية, ومنظمات المجتمع المدني, ومحافظات ومديريات ومدن ومناطق الجنوب, وشخصيات اجتماعية, وشباب, ومرأة, فضلا عن أنه ضم عددا من شخصيات وقيادات تمثل معظم مراحل الصراع السياسي في الجنوب.
مؤتمر القاهرة رسم خارطة طريق لاستعادة دولة الجنوب التي أضاعتها مغامرات المغامرين وحماسات المراهقين السياسيين, وأقر استعادتها عبر طريق آمنة ومنطقية ومقبولة الى حد ما محليا واقليميا ودوليا, والا لما تمكن أبناء الجنوب المؤتمرون من ممارسة ظاهرة سياسية بذلك الحجم والمستوى في دولة أخرى بحجم ومكانة دولة مصر العربية مصر عبدالناصر وعاصمتها قاهرة المعز, أقترح المؤتمر استعادة الجنوب عبر آلية محرجة لصنعاء التي تتبجح بحماية الوحدة (الغنيمة) بالقوة وتضعها وجحافلها ومن ناصرهم على الجنوب في زاوية ضيقة, كون المشروع الذي خرج به المؤتمر أتسم بأهم الشروط المطلوبة لأي مشروع سياسي من حيث المرونة السياسية المطلوبة التي يجد فيها الطرف الوسيط مجالا لاجتذاب الأطراف المتنازعة الى مائدة الحوار, ومن حيث الاحراج للخصم الذي ينكر وجود قضية للجنوب ويتباها بالدفاع عن منجزاته الالحاقية التي تأتي تواصلا لسياسات صنعاء التوسعية الممتدة لقرون من الزمن, كما أن أهم ما يميز مشروع مؤتمر القاهرة ويجعله مقنع للآخرين, مقبولا دوليا, أنه يؤكد على انتهاج النهج الديمقراطي وعدم مصادرة حقوق الآخرين ممن يتم الأختلاف معهم في الرأي, ويؤكد على رد الحق لأصحابة (شهب الجنوب), الحق الذي سلب منهم وتمت مصادرته عنهم خلال العهود السياسية السابقة للجنوب, وتم ادخالهم بدونه في وحدة الضم والاحاق, وهو حق الاستفتاء الذي من خلاله يتمكن شعب الجنوب من تقرير مصيره والتعبير عن رغبته في انهاء عقد الوحدة أو انهائه واستعادة دولته المستقلة بكامل خصائصها الجغرافية التي دخلت بها في 22مايو1990م في وحدة غير متكافئة.
ولمن يتخوفون من محاذير- لربما تكون مصطنعة- من أن مؤتمر القاهرة طرح نظام الفيدرالية كمشروع سياسي لاصلاح النظام السياسي في اليمن فهم اما مزايدون, واما لايفقهون ما يقرءون أن كانو قد كلفوا أنفسهم بقراءة الوثائق الرئيسية للمؤتمر وما تم الخروج به من قرارات, واما أنهم من البعض ممن تحققت لهم المكاسب في مرحلة الاجتياح للجنوب أو في زمن ثورة الحراك الشعبي السلمي في الجنوب بسبب المواقع القيادية التي تنصب فيها البعض. لأن المؤتمر خرج برؤية عقلانية تمكن شعب الجنوب من استرداد كافة حقوقة المسلوبة بفعل الوحدة الاندماجية ومن ثم بالحرب الظالمة التي شنها نظام صنعاء على الجنوب وأسقط بها الوحدة السلمية, وبها أيضا أخرج الجنوب بالكلية من المعادلة السياسية , نقول لهم ولكل أفراد شعبنا الجنوبي الحر: أن تلك الرؤية التي خرج بها مؤتمر القاهرة ليست كما يتصورها البعض ويحاول أن يصورها بصور مغلوطة للبسطاء من عامة الناس ليحشد ضدها, ليس اشيئ الا أنها لم تأتي من اتجاهه, حيث نصت تلك الرؤية, بما لا يدع مجالا للشك الا لدى من أراد التشكيك, على استعادة شعب الجنوب لدولته عبر طريق آمن يتمثل في اقامة دولة اتحادية مكونة من اقليمين أحدهما يمثل الشمال بما كان يعرف بـ"الجمهورية العربية اليمنية", والآخر يمثل الجنوب "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية", بكامل الخصائص الجغرافية لكل منهما الى ما قبل 22/مايو/1990م , على أن تدار تلك الدولة الاتحادية المكونة من الاقليمين المذكورين بنظام فيدرالي لفترة انتقالية لا تزيد عن خمس سنوات يتم بعدها اجراء استفتاء لشعب الجنوب, وهو ما يعتبر أي الاستفتاء, بمثابة رد الحق لأصحابة (شعب الجنوب) في تقرير مصيرهم بأنفسهم دون وصاية من أحد, مع التأكيد, في حال عدم استجابة صنعاء, على أن كافة الطرق والخيارات متاحة أمام شعب الجنوب لاسترداد كافة الحقوق التي يأتي في مقدمتها استعادة دولتهم.....
مع تحياتي للجميع
لودر / خالد عمر العبد
15/12/2011م