قصة أهم منزل مسكون في العالميوصف المنزل المظلم الواقع على الحدود بين مقاطعتي ايسكس وسافولك البريطانيين بأنه اهم المنازل المسكونة في العالم.
ومع ان هذا المنزل قد احترق بطريقة غامضة في عام 1939 فإن الاساطير التي
كانت تحاك حوله لم تزل تأخذ دورها بين الناس عامة وفي تلك المنطقة خاصة.
بني هذا المنزل ذو الثلاث والعشرين غرفة والمغطى بالقرميد الاحمر في عام
1863 لأحد القساوسة، وما ان انتقلت عائلة الشخص المذكور الي المنزل حتي بدأ
الجميع بسماع اصوات ضجيج مجهول ورنين لأجراس واجابات على الرنين ودقات على
الحيطان وصوت مشي اقدام وغالبا ما كان يسمع غناء من الكنيسة القريبة يبدو
كأن يجيب او يتوافق مع تلك الاصوات.
وسرعان ما اتخذ الامر طابعا جديدا اذ بدأ الاطفال الاربعة عشرة في تلك
العائلة يشاهدون اشياء غريبة مثلا سيدة مرتدية الابيض، ورجل بلا رأس،
وراهبة، وشبح وهمي دون شكل معين، وشبح لعربة مع جياد...، وقد شاهد هذه
الاشياء ايضا العديد من الخدم والزوار للمنزل.
ماذا عن نشاط «الشبح العابث» الذي تحدثنا عنه قبلاً، بدأ النشاط هذا في عام
1929 وذلك كالعادة بمشاهدة بعض القطع الصغيرة مثل مفاتيح، وحصى.. دون سبب
مادي معقول اضافة الى ان إحدى الخادمات أخبرت صاحب المنزل انها اعتادت كلما
اغلقت احد الابواب بالرتاج مساء وجدته مفتوحا صباحا كما شاهد البعض نوراً
أثناء الليل يبدو من جناح غير مأهول من المنزل، وفي عام 1930 انتقل إلى
المنزل القسيس فويستر وزوجته ماريان وتكرر ما سبق اضافة الى رسائل صارت
تظهر على الحائط تخاطب زوجة القسيس قائلة : اطلبي العون يا ماريان.
هذا وقد سمعت ماريان اصواتا تهتف بإسمها وتعرضت مرة لهجوم صادر عن جسم غير
مرئي مما دعا بها وبزوجها لمغادرة المنزل إلى مكان آخر يتمتعان فيه
بالسلام.
الآن هل حاول أحد دراسة هذه الحوادث؟ نعم لقد قام السيد «هاري برايس» وهو
ما يمكن أن ندعوه باحث عن الاشباح وهو نفسه مؤسس «المخبر الوطني البريطاني
لابحاث علم النفس»، قام هاري بجمع فريق من المتطوعين لدراسة هذه الظاهرة
وانتهى الجميع إلى أن هناك هبوطا مفاجئاً وغير مفسر في درجة الحرارة بقدر
عشر درجات في بعض نقاط المنزل اضافة الى ظهور روائح غريبة شبيهة برائحة
البخور ومع حوادث قذف الحصى وقطع الصابون.. ، ولما حاول أحد القساوس قراءة
الرقية «التعاويذ التي تطرد الارواح» بدأت الورقة تطير من يده بلا سبب ولما
اصر على إمساكها صار يرجم بالاحجار الصغيرة من جميع الجهات.. اخيرا وعندما
اشترى الكابتن جريجسون البيت وغير اسمه تغير حظ البيت واحترق ويقول شهود
عيان انه وفي اثناء الحريق شاهدوا فتاة صغيرة واقفة في النافذة كما شاهد
اخرون راهبة تفر هاربة من جحيم النار.
ومع ان البيت قد احترق فإن الاشاعات حوله لم تمت ويقال ان سبب سكناه ناتج
عن أن الارواح التي كانت تظهر هي لقسيس وراهبة هربا معا من منطقة قريبة من
المنزل منذ قرون عديدة وقد تم القبض عليهما لاحقا وكانت النتيجة كالعادة
قطع رأس القسيس ودفن الراهبة في حفرة مغلقة وهي حية.
الوسيطة الروحية «هيلين جلانفيل» في لندن قالت شيئاً مختلفا عن أشباح ذلك
المنزل إذ أن تقصيهما اوصلها إلى أن الشبح يخص «ماري لير» وهي راهبة حرضت
لترك الدير الذي كانت تعيش فيه في فرنسا لتتزوج واحدا من اسرة كانت تعيش في
تلك الناحية وقد شنقها هذا الشخص في نفس المكان الذي بني عليه المنزل في
ايار 1667.
وفي عام 1943 اظهرت الحفريات في ذلك الموقع بقايا هيكل عظمي لامرأة مدفون تحت عمق متر وربع تقريبا ومصحوبا بحلي تذكارية دينية.
هل كانت تلك البقايا للتعيسة ماري؟ ام كانت لضحية أخرى من عهود قديمة؟ لا
أحد يدري! في محاولات لمتابعة الموضوع حدثت احداث غريبة مثلا في عام 1961
ظهر وكأن جميع انواع الطاقة وخاصة الكهربائية تتوقف عن الجريان حال
اقترابها من المنزل مثلا جميع مصابيح اليد ومصابيح السيارات والكاميرات
و........ الخ كلها توقفت عن العمل لدى الاقتراب من المنزل.
وعلى مقربة من هذا المنزل يوجد منزل آخر مسكونا ايضا ولكن ربما بشكل اقل
وقد حاول الكثيرون ان يسكنوه دون فائدة وهذا ما أدى بالكنيسة التي هي صاحبة
المنزل الى طرحه بالمزاد العلني زاعمة ان المنزل كبير عليها وليس لها حاجة
اليه.
ماذا حصل في هذا المنزل الوارد ذكره اعلاه؟ لقد سكنه المحترم «فوستر» وعمره
35 عاما مع زوجته مارغو وابنه جيرارد وذلك في عام 1978 وفي الليالي الاربع
الأولى نام الجميع نوما عميقا سعداء ببيتهم الجديد ذي الست عشرة غرفة.
لكن في الليلة الخامسة انتقل فوستر وزوجته الي غرفة نوم أخرى ليفسحوا
المجال لضيوف آخرين حضروا لحضرور مراسيم تقليد السيد فوستر منصبه الكنيسي
الجديد في الغد، أن ما حدث في تلك الليلة كان كافيا لفوستر وعائلته كي
يحزموا امتعتهم ويعودوا إلى ايرلندا غير آسفين على ترك المنزل او حتى
المنطقة كلها.
ماذا حدث؟ نعم ماذا حدث؟ كما يقول فوستر انه وزوجته كانا شبه مستيقظين في
الساعة الثالثة صباحا وكانت مارغو تنظر الي الجدار عندما رأت لونه قد تغير
وظهر وكأنه مكسو بورق جدران ذي لون باهت ومزخرف وقديم وفجأة بدأت مارغو
تشعر بأن هناك من يخنقها أو يهم بشنقها وقاومت بشدة واثناء ذلك سمع صوت
صراخ الطفل لكنه لم يكن صوت طفلهما.
لم يستغرب القرويون رحيل فوستر وزوجته إذ أن هذا المنزل قد سجل حوادث أشباح
سابقا وظهرت رؤى كثيرة بجانب المنزل تمثل رهبانا وقساوسة و... الخ وراها
الكثير من سكان المنطقة.
ويقول المطران الاول في تلك المنطقة انه لم يكن يعلم شيئا عن الحوادث او
الاصوات التي يمكن أن تجري في ذلك المنزل والإ لكنت لا أسمح لفوستر بأن
يقيم فيه.
وبسؤال القسيس السابق الذي كان يسكن المنزل قال انه وزوجته لم يلاحظا شيئا
غير طبيعي لكن زوجته وعلى انفراد قالت انهما تعودا أن يسمعا اصوات اقدام
تمشي وتصعد الدرج.