تذكرة

12/16/2011, 8:32 am

تذكرة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .أما بعد، فقد صح عن ابن مسعود موقوفاً ، وهو مرفوع إلى النبي حُكْماً ، أنه قال:
( كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ، ويربو فيها الصغير ، ويتخذها الناس سنة ، إذا ترك منها شيء قيل : تركت السنة ؟ قالوا : ومتى ذاك ؟ قال : إذا ذهبت علماؤكم ، وكثرت قُراؤكم ، وقَلَّت فقهاؤكم ، وكَثُرت أمراؤكم ، وقلَّتْ أمناؤكم ، والتُمِسَتِ الدنيا بعمل الآخرة ، وتُفُقهَ لغير الدين ). رواه الدارمي بإسنادين أحدهما صحيح والآخر حسن والحاكم بسند صحيح وعبد الرزاق في كتابه موقوفا
قل الشيخ الالباني رحمه الله : وهذا الحديث من أعلام نبوته وصدق رسالته ، فإن كل فقرة من فقراته ، قد تحقق في العصر الحاضر ، ومن ذلك كثرة البدع وافتتان الناس بها حتى اتخذوها سنة ، وجعلوها ديناً يُتَّبع .
. وقوله صلى الله عليه وسلم : [ لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ] . رواه البخاري في الفتن من حديث أنس وهو من العام المخصوص فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه .
وهكذا حال الامة افتتنت في دينها وتصدى للفتيا الأغرار والصغار فذبحوا الناس بأسنة حداد لايفقهون النصوص النبوية ويحملونها على ظاهرها حملا دون التمعن فيها وفهم دقيقها وجليلها كبيرها وصغيرها وسبب اختلاف العلماء في النص الواحد وذهابهم فيه مذاهب شتى حتى الصحابة منهم رضي الله عنهم , الم يختلف الصحابة في قوله صلى الله عليه وسلم : (( لايصلين احدكم العصرإلا في بني قريظة )) بل ان لهم في حديث الاسراء اقوال تجدها في مضانها من حيث رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه من عدمه , وقد اختلفوا في فهم كثير من النصوص لكثرة وجوهها وما تحمله من احكام وفوائد مثل سجود السهو فيأتي الآن من يأتي ليأخذ الناس بفهمة وفقهه القاصر , ارأيتم خلاف العلماء في مسألة القنوت مع كثرة النصوص فيها فتجد للعلماء مقالات شتى في المسألة فيجيئ البعض يريد ان يفاصل في المسألة ويبدع من خالفه فيها والمسألة لاتحتمل ذلك الخلاف اصلا فإن كانت ستؤدي الى التنابذ بين المسلمين فعليه ان يأتي بأخف الضررين لاتقاء أشدهما والقضية سنة يجوز فعلها وتركها الا رجع هذا الى قول ابن القيم رحمه الله في الزاد فنظر مايقول فيها .
وكذلك مسألة صيام يوم السبت في غير الفريضة الا يخاف هذا الغر الإثم في إفتاء الناس بوجوب عدم صيام يوم عرفة لأنه وافق السبت والمسألة الخلاف فيها كبير والنصوص بخلاف قوله ظاهرة جلية وفي معالم الطريق للخطابي وتهذيب سنن ابي داود لابن القيم كلام قيم .
كنت قديما اقع فيما وقع فيه هؤلاء فأنا اعذرهم الآن واقبل حماستهم وحرصهم فإن اول الطلب مظنة الخطأ واعجاب الطالب بالشيوخ يوقعه في ذلك حتما , واتباع البعض لاختيارات فقهية لبعض طلبة العلم يوقعه في مخالفة كبار العلماء , وليس ثمة عالم الا وهو راد ومردود عليه ولاتجد إماما إلا وقد اخطأ في مسائل وشذ أحيانا وشط في القول , وقد اخرج بعض المتعجلين المتحمسين من الغلاة أئمة من علماء أهل السنة المتقدمين فضلا عن المتأخرين من دائرة أهل السنة والجماعة وهم عالة عليهم والأمة من قرون تتلمذت على علمهم وفقههم , هلا رجعوا الى هدي السلف الكرام في مثل هذا واقتدوا بهم في هذه المواضع وفي كتب الرجال والسير من ذلك امر لايخفى على من وجد لهدي السلف ريحا .
ولقد افتى البعض ممن حرم التوفيق بوجوب إحراق فتح الباري لأن فيه موافقات للأشاعرة في بعض مسائل العقيدة , وقول آخرين بتبديع الإمام النووي , واحتجاج البعض بأن ابن تيمية وابن القيم قالا بفناء النار الى غير ذلك من الاقوال التي تظهر تهوك قائليها وانحرافهم عن مشكاة النبوة وهدي السلف , وفي الاثر " الا سألوا إذ جهلوا" .
والتشديد على الناس في أمورهم لا يليق بدعاة الحق والرشاد، بل هو أمر يحسنه كلُّ أحد وعند ابن عبد البر في جامعه عن سفيان الثوري رحمه الله قال : (إنَّما العلم عندنا الرخصة من ثقة فأما التَّشدد فيحسنه كلُّ أحد) ولايظن احد هنا ان الرخص المقصودة هنا هي ماخالف فيها البعض النصوص والإجماع كشرب النبيذ ومقالة الإرجاء عند بعض الفقهاء وما شابهها وانما المقصود القصر والافطاروالمسح وماماثله من الأمور, وقال الإمام أحمد بن حنبل:(من أفتى ليس ينبغي أن يحمل النَّاس على مذهبه ويشدِّد عليهم) .
ومن علامات التشدد : التسرع في إطلاق الأحكام ، إذ بمجرد أن يسمع أحدهم قضية أو حادثة أو خبرًا أو مقولة ما ، يحكم على صاحبها غيابيًا ، أو يحكم قبل أن يتثبت ، أو يحكم باللوازم ، كأن يقول : ( إذا كان فلان قد قال كذا فهو كافر ) بدون نقاش ، ومثل قولهم : ( من لم يُكفر فلانًا فهو كافر ) وربما لم يتبين له كفر فلان ، ومثل قولهم : ( فلان رأى بدعة فلم ينكرها ، أو تنتشر بين قومه فلم يغيرها ، إذًا فهو مبتدع ) ، وهكذا ، فنزعة إطلاق الأحكام والإلزامات في الأقوال ، والإكثار من التكفير بما يخرج عن سمت العلماء وحكمهم ورأيهم ، هذا مظهر بارز من مظاهر التشدد في الدين .ومن علامات التشدد الممقوت الحكم على القلوب وإساءة الظن والتوقف في مجهول الحال والمستور ، والبراء على المسائل الخلافية . هذا بعض ما احببت بيانه خاصة انه ظهر في هذه الايام من يتكلم على بعض طلبة العلم وتجريح شيخ او شيخين لهم بدون ان يسمعوا قولهم ورأيهم فيما نقل عنهم والمسألة المنقولة خلافية اجتهادية لاتوجب تجريحا اوطعنا في قائلها كما سمعت وتبين لي من قول ذلك الشيخ بعد سماعي مقالة القوم , ولكن ماهو إلا الحسد والعجلة وقلة الفقه وفقدان الحكمة تؤدي إلى ما حصل فالله المستعان .

والسلام عليكم ورحمة الله

12/16/2011, 9:03 am

أدعو الله ان يجمعنا بالحبيب محمد صلى الله عليه و سلم في الفردوس الأعلى

وجزاكم الله خير

تذكرة 22

12/16/2011, 2:17 pm

جزاك الله خير ع الموضوع
كلام صحيح
زادت الفتن والمذاهب والفتاوي والله اعلم

تقبل مروري

12/16/2011, 5:56 pm

بارك الله فيك استاذ قلب حوف

وجزاك الله خير على الطرح الرائع

تقبل تحياتي واحترامي

12/17/2011, 7:35 am

الجلاد

هذي انا

دارك

شكرالله لكم مروركم المبارك ومشاعركم اللطيفة

خالص التقدير والاحترام