كيف يتلبس إبليس بنى آدم ؟
إنها فانتازيا أو ميتافيزيقا علمية, أعجبتنى, وربما أقنعتنى, وأنت - عزيزى القارئ - غير ملزم بأى قناعة...
لكنها رؤية أو تحليل – جديد – لعداوة أزلية بين عالمين, أحدهما محسوس والأخر خفى تماما ....
لماذا العداوة من إبليس لآدم ؟- عن ابن عمر أنه قال: " خلق الله أربعة بيده: العرش، وعدن، والقلم، وآدم، ثم قال لكل شيء كن فكان ".
- وكرم الله سبحانه وتعالى آدم مرة أخرى, بأن جعل الملائكة تسجد له: " ولقد
خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملآئكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن
من الساجدين ".
- وكان إبليس يباهي الملائكة, ويفاخرهم, لا لشيء إلا لأنه مخلوق يحمل الخير
والشر , وهم مفطورين على الخير فقط , ومع ذلك فهو ينافسهم في الاعمال
الخيرية والتقرب إلى الله والعبادة والطاعة , غير أن الشر الموجود عند
إبليس وتلك الضغينة التي فيه بطبيعته التي هي من الجن , جعلته يغتاظ من هذا
المخلوق الذي كرمه الله سبحانه وتعالى بأن خلقه بيديه أولا وبأن جعل
الملائكة تسجد له ثانيا , وقد كان واضحا هذا الغيظ بشكل كبير في قول إبليس
لعنه الله: " قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي ", ومن هذا الغيظ بدأت (
العداوة ), بين الإنسان والشيطان.
- ونتيجة لمخالفة إبليس عن أمر الله وطاعته بالسجود لهذا المخلوق كان السبب
الرئيس والمباشر في طرد إبليس من رحمة الله: " قال فاخرج منها فإنك رجيم,
وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين ".
- ويصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , هذا الغيظ الذي جعل في الحقيقة إبليس يطيف بآدم ويدور حوله ويتفحصه وهو في مرحلة الصلصال:
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لما
صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر
ما هو فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك ".
- وفى ذلك الموقف كان إبليس يقول: " لإن سلطت عليه لأهلكنه , ولإن سلط علي فلأعصينه ".
- فمن الواضح أن طبيعة إبليس إذ خلقه الله سبحانه وتعالى من ( نار ), هي
التي مكنته من اختراق جسم آدم والله أعلم, وقد ورد ذلك في القرآن أن الله
سبحانه وتعالى قد خلق إبليس من النار: " قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال
أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ".
كيف تتولد الموجات الكهرومغناطيسية فى جسم الإنسان ؟- لقد أثبت العلم الحديث أن هناك مسارات في الطاقة في جسم الإنسان , وقد
أثبت وجود هذه المسارات علميا, مثل الوخز بالإبر الصينية قائمة على مبدأ
وجود هذه المسارات في الجسم والتي تنتهي في قزحية العين وفي الأذن وفي راحة
اليدين وفي الأخمصين.
- وفى آلية عمل الخلايا العصبية نجد أن التنبيه يتم فيها من خلال ذرات (
الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم المشحونة ), وأن التنبيه القوي يؤدي إلى
زيادة عدد الذرات المشحونة من الصوديوم والبوتاسيوم وكذلك الكالسيوم التي
تعبر عبر جدار الخلية وهذا بدوره يؤدي وبشكل مباشر إلى زيادة التأثير على
كمية النواقل العصبية التي تنطلق عبر المشابك العصبية والتي تحدد شدة
التنبيه وشدة الاستجابة بناء على هذه الكمية المنطلقة.
- وفي الحقيقة أن كل خلية من خلايا الجسم والتي تتكون من عدد هائل يبلغ
حوالي 36 ترليون خلية , يحدث فيها مئات الملايين من التفاعلات الكيميائية
الحيوية, ومبدأ التفاعلات الحيوية الكيميائية والتي يمكن أن تحدث في داخل
جسم الإنسان والكائنات الحية يكون إما ( بفقدان ) شحنات كهربائية أو (
اكتسابها ) أو المساهمة فيها أو حدوث رابطة بينها.
- والمبدأ الثاني يقول بأن ما يحدد شحن العناصر في داخل المحلول هو وجود جزيئات الماء القطبية.
والجدير بالذكر أن نسبة وجود الماء في جسم كل إنسان تتراوح بين 55-73 % ,
ويكفي أن نعرف أن تركيب السيتوبلازما التي تسبح فيها عضيات كل خلية من
الخلايا وحيث تتم مليارات التفاعلات الحيوية يتكون من 92% ماء , والمشحونة
بشحنات موجبة وأخرى سالبة والقادرة على ( شحن ) كافة أنواع العناصر
المختلفة التي يتركب منها جسم الإنسان ومن ثم تصبح كل هذه العناصر قادرة
على الدخول في التفاعلات الحيوية لجسم الإنسان والتي بها تتم الحياة من
تنفس وتكاثر وحركة وحرارة وتفكير وهضم وإطراح وغيرها .
- ودعونا لا ننس المبدأ الفيزيائي الهام هنا أن كل عنصر مشحون عندما يتحرك
ليحقق تفاعلا أو يؤدي وظيفة أو يتم مهمة فإنه ( يولد ) تيارا كهربائيا
بحركة شحنته وأن هذا التيار الكهربائي بدوره يولد مجالا مغناطيسيا دائريا
متعامدا عليه , وهذا يجعل في الحقيقة أن كل ذرة من ذرات جسم الإنسان تحمل
شحنة وهي قادرة على التفاعل وتتحرك من محلها من أجل إتمام تفاعلها تولد
حولها مجالا كهرومغناطيسيا.
(( وهذا في الحقيقة يفسر لماذا يحاط جسم الإنسان بهالة من الموجات الكهرومغناطيسية ))إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم:- الجسم المخلوق من طين كجسم آدم يحتوي على كل هذه العناصر الكيميائية من
صوديوم وبوتاسيوم وكالسيوم ومغنيسيوم ومنغنيز , ونحاس وحديد , وغيرها من
العناصر التي تستطيع بتفاعلاتها الحيوية أن تولد كل هذه الموجات
الكهرومغناطيسية.
- ولكن, طبيعة إبليس النارية والتي تتكون من الموجات الكهرومغناطيسية ذات
التردد الخاص والذي ( يختلف جذريا ) عن الترددات الخاصة بالموجات
الكهرومغناطيسية المتولدة من تحرك العناصر المشحونة في داخل جسم الإنسان,
هي التي ( مكنت ) إبليس من الدخول في مسارات الطاقة الخاص بكل عضو من أعضاء
جسم الإنسان في داخل جسم آدم , والتي تسري فيها طاقة كهرومغناطيسية أيضا.
- ونعتقد - والله أعلم - أن قدرة إبليس على النفوذ إلى داخل جسم آدم , هي
التي جعلته يعتقد أنه بهذه الميزات الخاصة التي اختصه الله سبحانه وتعالى
بها, وبأن الله خلقه من موجات كهرومغناطيسية حرارية وضوئية ( النار) يستطيع
أن ( يتمكن ) من مسارات الطاقة التي تسير كل عضو من أعضاء جسم آدم , هذه
المسارات التي رآها جوفاء مفرغة مستعدة لقبول الطاقة الكهرومغناطيسية, ومن
هنا كان قوله للملائكة بأن ( جسم آدم أجوف ).
- فهو يستطيع بموجاته الكهرومغناطيسية أن يؤثر وبشكل كبير ومباشر على عناصر
الطين الخاصة بآدم التي لا تعمل من خلال تأثير الموجات الكهرومغناطيسية
على الشحنات المشحونة لآدم.
- الترددات التي يحملها الإنسان والتي تولد الطاقة الكهرومغناطيسية للضوء
المرئي من البنفسجي إلى الأحمر – (400 نانومتر للون البنفسجي و750 نانو متر
للون الأحمر ) – هى التى تمثل ترددات مستوى الرؤية للإنسان, أما تحت
الأحمر وفوق البنفسجي لا تستطيع عين الإنسان أن ترى أبدا, لذلك يرانا إبليس
وقبيله ولا نستطيع رؤيته, ويؤيدنا في اعتقادنا هذا الآية الكريمة: " إنه
يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم "
كيف يحدث السحر عن طريق الشيطان في الدماغ ؟- وفي الحقيقة أننا نعتقد وحسب القرآن أن إبليس قادر على مهاجمة مناطق
الدماغ من كافة الجوانب لا سيما المناطق الموجودة تحت قشر الدماغ مثل (
الجهاز الليمبيك ) المسئول بشكل رئيس عن سلوك الإنسان وانفعالاته .
- وقد وضح إبليس طرقه في ذلك وهي أن يستثير كثيرا منهم بصوته والذي نعتقد
أنه يولده بكل بساطة بتأثير المجال الكهرومغناطيسي الخاص بإبليس على شحنات
الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم ( الضعيفة ) والموجودة في الخلايا العصبية
في منطقة السمع لمن يريد الشيطان أن يوسوس له , بحيث إن إطلاق هذه
المنبهات يؤدي إلى إطلاق نواقل عصبية بنفس الدرجة والشدة التي تؤدي إلى
إحداث فكرة خبيثة معينة في دماغ الشخص, يخوف بها الشيطان عباد الله ويشككهم
ويقلهم ويخوفهم ويرهبهم ويرعبهم " واستفزز من استطعت منهم بصوتك ".
وإننا - نعتقد حقيقة - أن الشيطان يستطيع من خلال موجاته الكهرومغناطيسية
النارية أن يؤثر على المناطق الخلفية من الجهاز اللمبي فقط , فيحدث نتيجة
لذلك ( خداعا في البصر ) أو ( إيهاما ) برؤية أشياء غير موجودة , وخداع في
ما يراه الإنسان , وتهويل له وتحويل لحقيقته , وفي الحقيقة أن نوعا من
السحر يعتمد على هذه الطريقة , وهو سحر التخييل وقد ذكره الله في القرآن
الكريم , وفي الحقيقة أن المتتبع لآيات السحر في القرآن الكريم, ولاحظوا
كيف قام السحرة مع موسى بخداع بصري للحاضرين من خلال سحرهم الذي استخدموا
فيه الشياطين - والله أعلم -, وبالتالي بعد أن أعمل الشياطين خداعهم
وتأثيرهم على الأجهزة اللمبية للمشاهدين والحاضرين , سحروهم وخدعوا أبصارهم
بذلك , وقد سطر القرآن هذه الحقيقة: " قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم
يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ".
إنه نوع من الإجتهاد, ولكنى أراه مشكور... فالباحث يتعامل مع ( عالمين ),
العالم الأول يملك أدواته ويجرى عليه بحثه, وهو الإنسان, والعالم الثانى لا
يعلم عنه إلا ماذكر فى القرآن والسنة, ومن هنا يحاول الوصول لصلة تأثير
العالم الخفى ( الشياطين ), على العالم المحسوس ( الإنسان )...
وفى المرة القادمة إن شاء الله, نحاول أن نتدبر مع هذا الباحث, كيف نحمى أنفسنا من عالم الشياطين...
منقول