فايدة كامل
غيَّب الموت أمس المطربة المصرية فايدة كامل، عن عمر يناهز79 عاما، وهي مطربة وممثلة وسياسية وبرلمانية مصرية ولدت في 16 يوليو العام 1932. اشتهرت بقوة الصوت والأغاني الوطنية. وهي زوجة وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل، وشقيقة الموسيقارالراحل عبدالرحمن كامل ومغنية الأوبرا عايدة كامل.الراحلة حصلت على ديبلوم المعهد العالي للموسيقى وليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وكانت حالة خاصة في تاريخ الغناء المصري، فإلى جوار أنها فنانة لها مئات من الأغنيات الوطنية والدينية فهي أيضا سيدة لها مشوار سياسي وكانت تمثل دائرة من أعرق دوائر القاهرة ـ دائرةالبساتين والخليفة جنوب القاهرة ـ في البرلمان المصري منذ العام 1971، حيث ظلت منهمكة في العمل البرلماني منذ 34 عاما، ولذلك دخلت بالفعل موسوعة غينس العالمية كأقدم برلمانية في العالم وقد مثلت المرأة المصرية كنائبة في البرلمان في كثير من المؤتمرات الدولية سواء الأوروبية منها أو العربية أو الأفريقية
خاضت فايدة كامل كثيرا من المعارك في البرلمان من أجل أن تأخذ المرأة المصرية حقها كما نص عليه في الدستور، خصوصا في قانون الأحوال الشخصية وقانون الخلع وقانون إعطاء الجنسية المصرية لأبناء الأم المتزوجة من أجنبي، وقادت رئاسة لجنة الثقافة والإعلام والسياحة في مجلس الشعب، ومن ثم صارت ثانية سيدة تتولى رئاسة لجنة في تاريخ البرلمان المصري.
وكان آخر أعمالها في هذه اللجنة البرلمانية هو إعداد مشروع قانون الحفاظ على التراث السينمائي المصري، وهو قانون من شأنه أن يحفظ لذاكرة الأمة المصرية الأفلام السينمائية التي تعتبر تدوينا وتسجيلا لثقافة الشعب المصري.
كان لها دور فني كبير للمساهمة في تعبئة الشعب ضد العدوان، وغنت وقتها الأغنية التي ألهبت المشاعر جيشا وشعبا، وهي أغنية: «دع سمائي» التي كانت كالقنابل الحارقة على جيوش الأعداء وبخاصة إسرائيل، ويومها وقف القائد البريطاني لجيوش الاحتلال في منطقة الشرق الأوسط وأعلن في محطة إذاعة «الشرق الأدنى» وقتئذ أنه سوف يرسل 21 طائرةلإسكات صوت فايدة كامل في الإذاعة المصرية، وبالفعل أغارت بعض الطائرات على مبنى الإذاعة في أبوزعبل، ولكن صوت مصر لم يسكت للحظة واحدة، فلقد استمر الإرسال عبرإذاعة دمشق، إلى أن تم إصلاح الإذاعة لتعود قوية أقوى مما كانت عليه. وأيضا كانلنشيد: «الله أكبر» الجماعي أثره الكبير في هذه المعركة التي خرجت فيها مصر منتصرة بفضل كفاح الشعب والجيش العظيم، وكان للفن دوره الكبير في هذه المعركة.
وعندمااستعادت مصر قناتها وتحقق السلام غنت: «عاد السلام يا نيل» التي تغنى بها الشعب العربي كله. وعندما ازداد المد العربي من المحيط إلى الخليج غنت «وطني حبيبي الوطن الأكبر» مع مجموعة من أشهر زملائها الفنانين، ومنهم الفنان عبدالحليم حافظ وصباح ووردة الجزائرية وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة. واختتمت مسيرتها الفنية الوطنية بالأغنية الدينية «إلهي ليس إلاك عونا فكن عوني على هذا الزمان.
وحصلت الفنانة والبرلمانية الراحلة على وسام العلوم والفنون من مصر ومن دول عربية أخرى شقيقة. وتعتبر فايدة رمزا من الرموز الفنية التي دعمت الحريات في الوطن العربي وأفريقيا
ــــــــــــــــــــــــــــ الراي الكويتية 23/10/2011م ــــــــــــــــــــــــ