اختلطت المفاهيم وتقاطعت الكلمات بل وتشابكت مما كان له الأثر في انحرافات جلية عن المسار الصحيح من قبل العامة والخاصة ، والمتصفح لكلمات الناس يجد العبارات المضللة والتصورات الخاطئة عن بعض أحكام الإسلام ... كالنظرة القاصرة إلى تعاليم الإسلام فيما يتعلق بأحكام المعاملات المالية والتشريعات الجزائية أو الاعتقاد أن هناك بون شاسع بين الإسلام والحرية أو العدالة أو المساواة ، وكذا الخبط في مفهوم كلمتي التقدم والرجعية أو المدنية والعصرية أو التقليد الأعمى لكل ما هو غربي وهلم جرا .
وقد تصدى مجموعة من الغيورين على الأمة والحريصين على نهضتها ـ نحسبهم كذلك ـ لتلك الدعوات الهدامة فأخذوا بغربلتها ونقدها بأسلوب علمي مقنع ، وتوضيح التعاليم السمحة لديننا الحنيف ، من أولئك الشهيد سيد قطب وأخوه محمد قطب ، ومحمد الغزالي وعلي الطنطاوي رحمهم الله .
وللأسف الشديد لا يزال فينا من يقتبس كلماته ويستقي أفكاره من المياه الملوثة ... فماذا يعني أن يقول رئيس بنك مركزي في إحدى دول الجزيرة العربية : ليس هناك فرق بين البنك التقليدي (الربوي) والبنك الإسلامي .
والأطم من ذلك أن يعتقد احدهم أن المعاملات في البنوك الربوية ليست محرمة ، أو أن يعتقد أن اليهود والنصارى الذين أشركوا بالله ليسوا بكافرين ،أو يظن أن الإسلام قد بخس المرأة حقها أو ينظر بعضهم إلى التعليم الشرعي انه مضيعة للوقت في عصر التطور والتقدم والرخاء والحرية !!
ما أريد أن أقوله هو أننا بحاجة إلى ثورة شعبية ضخمة ضد الشعب نفسه فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، نعم بحاجة إلى إصلاح من الطبقة السفلى في المجتمع أولا ،، وهو ـ أعني هذا المنهج الذي يبدأ من الرعية قبل الراعي ـ منهج الأنبياء في نظري فالصلاح يبدأ من بداية الطريق كما أن البناء يقوم على قواعده المتينة ، وهذه دعوة أقدمها للأعضاء الكرام في منتدانا المتميز (حوف نت) لتصفح سير الأنبياء واخذ العبر من قصصهم .