**أنت حلم ..وأنا حلم.. إذا أين الواقع**
كل ما أريده لا يريدني ..
كل ما أتمناه يحول القدر بيني وبينه ..
حتى الحب بعد أن لونته بأبهى الألوان صار الأسود لونه ..
أحلامي ليست شاهقة كناطحات السحاب ..
أحلامي أحلامٌ صادقة .. بعيدة عن السراب ..
أمنياتي بسيطةٌ جداً .. لا أريد قصراً عظيماً ..
لا أريد أن أصبح ملكا أو أميراً ..
المرأة التي أحلم بها ..
لا أريدها جميلة جداً .. تغار الشمس من نورها ..
ولا أريدها غنية .. ترش الذهب بعطرها ..
لا أريد أكثر من بيتٍ صغيرٍ يدفئني في البرد ..
وقلباً كبيراً فيه حدائق من ورد ..
ألجأ إليه وأضع رأسي على صدره كلما ضاقت بيا الدنيا ..
وأريد محبة الناس واحترامهم ..
أرأيتم كم هي أحلامي بسيطة ..
لكنها مدفونة في ركن من الأركان ..
والغرفة مظلمة .. ونظارتي الطبية ليست معي ..
فعرفت أن المشكلة ليست فيما يحلم الشخص أو يتمناه ..
المشكلة في الحلم ذاته .. ولماذا سمي حلمٌ إذاً ؟؟ ..
لأنه لا يتحقق .. وأحيانا يكون مستحيل ..
لذلك يا من أحبها لا تتألمي .. إذا اتضح لك أني الحلم المستحيل ..
تأكدي أني لك بالمشاعر أنتمي .. كنت وما زلت لي الحلم الجميل ..
أنت حلم .. وأنا حلم .. إذاً أين الواقع ؟؟ ..
حزنٌ خلفه حزن .. وسيل من المدامع ..
مضطرٌ الآن للعودة إلى حبي الأول ..
أتعرفون من هو ؟ إنه الحزن ..
سينتهي عمري وهو في قلبي يتجول ..
وهو يسقيني المرار من المزن ..
تاريخ ميلاده هو تاريخ ميلادي ..
وطني وطنه .. وبلاده بلادي ..
بسببه .. كل ما أرتديه لونه أسود .. حتى أني أحببت الليل لسواده ..
ولكن بعد أن أحببت التي أحبها ..
صرت أعشق اللون الأبيض والألوان المرحة ..
ولكن حزني يغار من حبي ..
ذات ليلة .. وبعد سهرة رومانسية دافئة على ضفاف نهر النيل ..
مع الحب .. عدت منتشياً إلى شقتي ..
لا تسعني مجرة درب التبانة من الفرحة ..
رأيت الحزن ينتظرني .. ودمعة سقطت من عينيه .. وبصوت باكٍ ..
أين كنت ؟ .. انتظرتك كثيراً .. لماذا تأخرت ؟ ..
هل وجت قلباً غير قلبي .. حضناً غير حضني .. من تشكي له همومك غيري ..
وأنا الذي كنت معك من البداية ..
من قبل أن تكتب مقدمة الرواية ..
أرجوك أجبني .. هل ستتركني ؟ .. هل ستتركني ؟ ..
لم أتمالك نفسي .. دموعي نزلت ..
ركضت إليه كالطفل عندما يجد أمه بعد أن فقدها ..
حضنته بكل ما أملك من قوة .. ودموعي بللت كتفه ..
حضنته وأنا من داخلي له .. شوق وحب ولهفة ..
هذه قصتي مع الحزن .. أما الحب ..
فالآن فقط عرفت .. لماذا الأطفال كانوا يرسمون قلبا يتوسطه سهم ..
لماذا كانوا يكتبون على جدار منزلنا ومدرستنا " الحب عذاب " ..
هو أن تسير في البرد القارص ..
بملابس خفيفة ولا تشعر بالبرد ..
لأنك تلمس يدها .. وتهمس هي بأذنك بأنفاس ساخنة ودافئة ..
هو أن تضع رأسها على كتفك .. وتتعلق بذراعك كطفلة ..
وتنام .. وتضع رأسك على رأسها وتنام ..
هو أن تتوقع ما ستقوله لك وتصيب ..
هو منظر الشمس والبحر وقت الغروب ..
هو أن تصرخ وليس هنا من يجيب ..
سواها .. معها لن تشعر أنك غريب ..
أنك غريب .. آه أنك غريب ..
ومن منا لا يشعر بالغربة .. لم يشعر أنه وحيد في دنياه ..
فعلاً اكتشفت أنها صعبة .. أن تبتعد عن الكل .. إلا المعاناة ..
شوقٌ عظيم لتراب بلدي ..للشوك .. للحجر ..
للنخل .. لليل .. للهدوء .. لكل شيء ..
صعبٌ جداً .. أن تشعر بالغربة وأنت بالفعل غريب عن دارك ..
والأصعب أن تشعر بالغربة ..
وأنت بين أهلك وفي عقر دارك ..
صعبٌ جداً .. أن تفقد ما لا تملك ..
وأنت تظن أنها ملكٌ لك ..
ألمٌ قويٌ لأنك فقدتها ..
وألمٌ أقوى لأنها لم تكن لك ..
بعد أن يتوفاني الله برحمته .. وتقرؤون سيرتي الذاتية ..
كل الكلمات ستصبح باهتة .. إلا هذه الكلمات ..
" الحلم .. الحزن .. الحب .. الغربة "
خااااطرة
عمرك سمعت انسان مدفون بجروح
انا الجريح وهم قلبي دفنــــــــي
حزني يداعب خافقي داخل الروح
همي لفاني والفرح غاب عنــــــي
.............................................