الكرة الإسبانيّة تواصل نجاحاتها وتحكم قبضتها على البطولات القاريّةيبدو أن ربيع الكرة الإسبانيّة سيستمر طويلاً بعد تربع "الماتادور" بكافة فئاته السنية على بطولات أوروبا في الفترة الأخيرة.
وحصد
المنتخب الإسباني تحت 19 عاماً لقب كأس الأمم الأوروبية، بعدما فاز على
التشيك مساء الإثنين بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين في البطولة التي أقيمت في
رومانيا.
هذا الإنجاز ، يأتي بعد سلسلة
طويلة من الإنجازات التي عاشتها الكرة الإسبانية على الصعيدين القاريّ
والعالميّ ففي حزيران/يونيو الماضي ، ظفرت إسبانيا ببطولة أمم أوروبا تحت
21 عاماً للمرة الثالثة في تاريخها على حساب سويسرا في نهائي البطولة على
الأراضي الدنماركيّة.
وتأهل المنتخب
الإسباني تحت 21 عاماً إلى دورة الألعاب الأولمبية المقرر إقامتها في
العاصمة الإنكليزية لندن في العام المقبل ليكون أبرز المنافسين لنظيره
الأرجنتيني حامل الميدالية الذهبية لدورة بكين 2008.
وكان
منتخب "لافوريا لاروخا" قد توج بكأس الأمم الأوروبيّة للكبار في عام 2008
على حساب ألمانيا في نهائي البطولة بهدف نظيف سجله نجم تشلسي فيرناندو
توريس.
وللمرة الأولى في تاريخها، تمكنت
إسبانيا بقيادة مدربها فيثنتي ديل بوسكي من الفوز بكأس العالم التي أقيمت
في جنوب أفريقيا صيف 2010 بفضل متوسط ميدان برشلونة أندريس إنيستا بعد
تسجيله هدفاً قاتلاً في نهائي المونديال قبل دقائق معدودة على نهاية الشوط
الإضافي الثاني واللجوء لركلات الترجيح لتتربع على صدارة ترتيب المنتخبات
في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حتى يومنا هذا.
وبذلك
سيطر المنتخب الإسباني على كافة البطولات القاريّة بدءاً من بطولة الكبار
مروراً بالشباب وإنتهاء ببطولة الناشئين تحت 19 عاماً.
وسيكون
أبناء فيثنتي ديل بوسكي مرشحين بالقوة للدفاع عن لقب اليورو الصيف المقبل
رغم التحديات التي يواجه بها من قبل المانشافات الألماني والطواحين
الهولنديّة وبرازيل أوروبا المنتخب البرتغالي دون نسيان فرنسا وإيطاليا.
الأندية وإنجازات متجددة
أبيدال يرفع كأس دوري أبطال أوروبا في ويمبلي 2011
ولا
يعتبر فوز إسبانيا بالبطولات القاريّة والعالميّة طفرة بل هو حلقة من
حلقات النجاح التي تمر بها الكرة الإسبانيّة في الفترة الحاليّة.
ففي
أواخر مايو/أيار الماضي، ظفر برشلونة بدوري أبطال أوروبا بعد فوزه على
مانشستر يونايتد الإنكليزي في عقر داره ويمبلي بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف.
وتوج برشلونة بأمجد الكؤوس الأوروبيّة للمرة الرابعة في تاريخه، ثلاث منها في السنوات الست الأخيرة.
وفي
2009، عاد برشلونة ليتوج باللقب الأوروبي الكبير على حساب الشياطين الحمر
بهدفين نظيفين في العاصمة الإيطالية روما، ثم الحصول على كأس العالم
للأندية على حساب أستوديانتس الأرجنتيني في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وفي
عام 2010 أيضاً، حصل أتلتيكو مدريد على الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" ثم
قهر إنتر ميلانو الإيطالي بطل دوري أبطال أوروبا وإنتزع منه كأس السوبر
الأوروبيّة.
وإستمرت نجاحات الكرة
الإسبانية في 2011 بعد تتويج البارسا بدوري الأبطال مجدداً للمرة الثانية
في غضون ثلاثة أعوام فقط بعد أداء رائع أبهر به عشاق الساحرة المستديرة في
أرجاء العالم كافة.
وسيكون برشلونة على
موعد جديد عندما يقابل بورتو البرتغالي بطل الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"
على كأس السوبر الأوروبيّة في موناكو نهاية الشهر الجاري.
أسباب نجاح الكرة الإسبانيّة
تياغو.. أبرز المواهب الإسبانيّة في الوقت الحالي
ويرجع
محللون رياضيون هيمنة الكرة الإسبانية على البطولات القاريّة والعالميّة
إلى انتهاجها أسلوب الكرة الشاملة التي تعتمد على تدوير الكرة بين اللاعبين
بشكل سريع وبلمسة واحدة لفتح الثغرات في دفاعات الخصوم وزعزعتها ومن ثم
الإنقضاض عليها.
وتملك إسبانيا جيلاً
ذهبيّاً مطعّماً بالشباب والخبرة فعلى صعيد صناع اللعب يوجد تشافي
هيرنانديز وأندريس إنييستا وسيسك فابريغاس وتشابي ألونسو إضافة إلى
اللاعبين الحاسمين مثل فيا وسليفا وتوريس وبيدرو وليورينتي.
أما
على صعيد الشباب فهناك صانع الألعاب الواعد تياغو ألكانتارا والذي سيكون
حديث العالم في السنين القليلة المقبلة إضافة إلى خوان ماتا القريب من
الإنتقال إلى آرسنال الإنكليزي وجيفرين سواريز لاعب برشلونة السابق
والمنتقل حديثاً إلى سبورتينغ لشبونة البرتغالي وبويان كريكتش لاعب روما
الجديد.
وبرز جيرارد ديليفو كأحد أفضل
لاعبي الشباب في المنتخب الإسباني تحت 19 عاماً وشبهه الكثيرون بالبرتغالي
كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد.
كما
تملك إسبانيا حراس مرمى على أعلى طراز على رأسهم قائد المنتخب والريال إيكر
كاسياس وحارس مرمى ليفربول بيبي رينا وفيكتور فالديس حامي عرين البارسا
دون نسيان الشاب دافيد دي خيا المنتقل إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي خلفاً
للهولندي إيدوين فاندر سار الذي إعتزل الكرة نهائياً بعد نهائي دوري أبطال
أوروبا في ويمبلي.
منقول