العرب والنساء ولجمال
للعرب في جمال النساء وبشرتهن مدارس وفنون كما يقال "الناس فيما يعشقون مذاهب"وهي كما ذكر لأبي فراس الحمداني الامير الشاعر الرافضي ومنها : علي لربعِ الـعـامـريّةِ وقفــــة
تمل علي الشوق والدمع كـاتِـــب
فلا وأبي الـعـُشاق مــا أنا عاشقُ
إذا هي لم تـلعب بصبري الملاعـب
ومن مذهبي حبُّ الديارِ لأهلــــها
وللناس فـيـا يـعـشقـون مذاهـبُ
ولقد تفنن العرب في ابداء ذلك في اشعارهم ومنتدياتهم فهذا وصف بعضهم للسمراء :
لقد علمت سمراء ان حديثها = نجيع كما ماء السماء نجيع
وقال آخر:
سمراء تخطر في الوشاح المذهب = وتميس بين ربائب اوربرب
هيفاء تعذل كل يوم مرة = شمس الضحى وتردها في مغرب
عقدت لواء الحسن ليلة اقبلت = في موكب الفتيان اعجب موكب
هي ليلة لولم تجد بتبسم = لم ينتطق حصر السماء بكوكب
ولقد اجاد في الوصف واحسن ,.
وفي نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة لمحمد امين فضل الله :
رب سمراء كالمثقف لما = خطرت في الغلائل السندسية
غادة تسلب العقول ولابدع = واعمال طرفها سحرية
واورد صاحب البصائروالذخائر :
قالوا تعشقتها سمراء قلت لهم = لون الغوالي ولون المسك والعود
إني امرؤ ليس شأن البيض مرتفعا = عندي ولوخلت الدنيا من السود
وقال عمروبن حكيم التميمي :
خليلي امسى حب سمراء ممرضي = ففي القلب مني وقدة وصدوع
ولوجاورتنا العام سمراء لم نبل = على جدبنا ان لايصوب ربيع
وفي خريدة القصر وجريدة العصر للعماد الاصفهاني :
سمراء كالصعدة السمراء واضحة = يشفي لمى شفتيها غلة الصادي
وقال المعري في سقط الزند :
ليلتي هذه عروس من الزنج =عليها قلائد من جمان
فأنظر رعاك الله كيف محبتهم وشغفهم بالسمراء وقد قال عبدالعزيز الزمزمي فقيه مكية وكانت لديه جوار حبشية :
لاتلوموني ولوعي بالحبش = إن قلبي حارفيهم واندهش
ملكوا قـلبي بملكي رقهم = فأنا الموقع نفسي في البلش
والجمال ليس له لون بعينه فقد تكون سوداء شديدة السواد ولكن ملامح الجمال واضحة جليه تغلب قبول النفس وانشراحها بها .
وقد تكون واحدة بيضاء ولكن ملامحها منفرة غير مقبولة تنقبض منها النفس وتنفر , والانسان جبل على حب الجمال والتفاعل معه حيث تسعد النفس وتنشرح بكل ماهو جميل .
وقد خص العرب كل عضو بصفة، فقالوا الحلاوة في العين والملاحة في الفم والجمال في الأنف، والظرف في اللسان. وقالوا إذا حسنت العين فتمامها الدعج والفم فتمامه الفلج يعني في الثغر وطلاوة الجبين البلج، وبريق الوجنة الضرج.
وأحسن ما تكون المرأة إذا طال منها الأطراف والعنق والشعر والقامة وقصر منها العين واللسان واليد والرجل، والمراد بالقصر القصر المعنوي كعدم الطموح بالعين وأخذ شيء فوق الحاجة والخروج من بيتها وأبيض منها اللون والفرق والثغر وبياض العين، والمراد بالثغر الاسنان، أما اللثة فقد مدحت العرب سوادها، وإلى ذلك أشار طرفة بقوله:
سقته أيات الشمس إلا لثاته ... أسف ولم تكدم عليه باثمد .
وقال احدهم في جمال الوجه :
وجهك الوجه لو تسأل به المزن ... من الحسن والجمال استهلا
ولي بعد هذا الى البيض عودة
والسلام .