المجالس الإنترنتيةانتشرت في الآونة الأخيرة المواقع الاجتماعية بكثرة و تعددت صورها و
أشكالها، كانت المنتديات و ما شابهها في السابق تقوم بشيء من التواصل
الاجتماعي بين شريحة من أفراد المجتمع.
أما الآن فقد طغى الثلاثي المرح قوقل بلس، تويتر، فيس بوك، و أكلوا كما
يقال الجو. هذا كله لا يهمنا.. ما يهمنا في الموضوع أن هذه المواقع
الاجتماعية بدا أثرها واضحا في المجتمع، فلم يقتصر أثرها على الإنترنت و
عالمه الافتراضي و حسب، بل تجاوزه إلى العالم الحقيقي المحسوس!
صار من الطبيعي أن نسمع أسماء تلك المواقع
في المجالس و الأسواق و الفضائيات و الصحف و لم يعد ذلك مستغربا! كل هذا و
أكثر يجعلنا نشعر بالقيمة الكبيرة لهذه (المجالس الانترنتية) إن صحت
التسمية، فأنت يا من تجلس خلف شاشة جهازك المحمول أو المكتبي وحيدا فريدا
في غرفتك أو مكتبك أصبح من السهل عليك إيصال أفكارك للملايين بكبسة زر!
و التساؤل المطروح ما هي الأفكار و القيم التي قمت بنشرها و بثها في
صفحاتك الاجتماعية؟ أهي قيم ترقى للنشر؟ أم أنك كما يقال (إمعة) بتشديد
الميم، فكل ما تدونه و تنشره لا يعدو أن يكون انعكاسا لواقع شريحة ليست
بالقليلة في تلك المواقع التي بات يغلب عليها طابع (التهريج)!، و لا أعمم
طبعا فمن المشاركات ما يكتب بماء الذهب، و إن قمتَ بمسح سريع لما ينشره
البعض في صفحاته لرأيت بوضوح صحة هذا الكلام، و لأشحت بوجهك جانبا حفظا
لذوقك من بعض المشاركات التافهة التي تصيب النفس بالغثيان!
اعلم أن هذه المواقع لم توجد أصلا لتكون جادة في الطرح و الناقش فقط بل
هي تشمل ذلك و غيره، فهي للمرح و الطرائف أيضا، شريطة ألا تخدش الدين و
الحياء، و لكن أن تكون مشاركاتك كلها (تهريج) و بلا هدف سامٍ و مشاركة
لمجرد المشاركة فقط فتلك هي الطامة، و المصيبة الأكبر أن تجلس الساعات
الطوال في كتابة و متابعة تلك المشاركات الهابطة التي لا تسمن و لا تغني من
جوع!!
إذن فما الجديد الذي أضفته لنا؟
و ما هي القيمة التي أثريتنا بها؟
حاول أن تكون كالمصباح أينما وُجد أضاء، تضيء للجميع بفوائدك و دررك، و
تروح عنهم بطرائفك المنضبطة بالدين و الخلق. كن رقما صعبا في هذه المواقع
بمشاركاتك القيمة علميا و خُلقيا و فكريا ، ضع بصمتك، و احذر أن تكون بصمةً
فاسدة.
مجردُ رسالة..فهل وصلت؟
أتمنى.
منقول