آلْتَطنِيِـشّ لِمَـنّ أرَآدَ أنّ يَعِـيِشْ ●ส





قال أحد الصالحين : طنش تعش تنتعش ، ومعنى ذلك أن لا


تبالي بالحوادث والمنغصات، وقد سبق إلى ذلك زميلي


وصديقي الدكتور أبو الطيب المتنبي ، حيث يقول:


فعشت ولا أبالي بالرزايا .. لأني ما انتفعت بأن أبالي


وأنت إذا ذهبت تدقق خلف كل جملة وتبحث عن كل مقولة قيلت فيك وتحاسب كل من أساء إليك،



وترد على كل من هجاك، وتنتقم من كل


مَنْ عاداك ، فأحسن الله عزاءك في صحتك وراحتك ونومك


ودينك و استقرار نفسك و هدوء بالك ، وسوف تعيش ممزقاً


قلقاً مكدراً ، كاسف البال منغص العيش، كئيب المنظر سيئ


الحال، عليك باستخدام منهج التطنيش ، إذا تذكرت مآسي


الماضي فطنش، إذا طرقت سمعك كلمة نابية فطنش، وإذا


أساء لك مسيء فاعف وطنش، وإذا فاتك حظ من حظوظ الدنيا


فطنش، لأن الحياة قصيرة لا تحتمل التنقير والتدقيق، بل


عليك بمنهج القرآن: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ


الْجَاهِلِينَ) .






¶..





سبّ رجل أبا بكر الصديق فقال أبو بكر: سبُّك يدخل معك


قبرك ولن يدخل قبري، الفعل القبيح والكلام السيئ


والتصرف الدنيء يُدفن مع صاحبه في أكفانه ويرافقه في


قبره ولن يُدفن معك ولن يدخل معك، قال العلامة عبد الرحمن


بن سعدي: وأعلم أن الكلام الخبيثالسيئ القبيح الذي قيل


فيك يضر صاحبه ولن يضرك، فعليكأن تأخذ الأمور بهدوء


وسهولة واطمئنان ولا تُقِم حروباً ضارية في نفسك فتخرج


بالضغط والسكري و قرحة المعدةوالجلطة و نزيف الدماء ..


¶..


لقد علمتنا الشريعة الإسلامية أننواجه أهل الشر والمكروه


والعدوان بالعفو بالتسامح والصبر الجميل الذي لا شكوى


فيه، و الهجر الجميل الذي لا أذىفيه، و الصفح الجميل الذي لا


عتب فيه، إذا مررت بكلب ينبح فقل: سلاما، وإذا رماك شرير


مارد بحجر فكن كالنخلة أرمهبتمرها..


¶..


إن أفضل حل للمشكلة أن تنهيها منأول الطريق،


لا تصعّد مع من أراد التصعيد،


انزع الفتيل تخمد الفتنة، صب على النار ماءً لا زيتاً لتنطفئ


من أول وهلة، ادفع بالتي هي أحسن وتصرف بالأجمل وأعمل


الأفضل وسوف تكون النتيجة محسومةلصالحك؛ لأن الله مع


الصابرين ويحب العافين عن الناسوينصر المظلومين، إننا


إذا فتحنا سجل المشكلات وديوانالأزمات ودفتر العداوات


فسوف نحكم على أنفسنا بالإعدام،انغمس في عمل مثمر


مفيد يشغلك عن الترهات والسفاهاتوالحماقات، إذا رفع


سفيهٌ صوته بشتمك فقل له: سلامعليكم ما عندنا وقت، إذا


نقل لك غبي تافه كلاماً قبيحاًمن عدو فقل له: سلام عليكم


ما سمعنا شيئاً، إذا تذكرت أنهينقصك مال أو عندك أزمة


أو عليك دين فتذكر النعم العظيمةوالكنوز الكبيرة التي


عندك من فضل الله من سمعٍ و بصروفؤاد وعافية وستر وأمن


ودين وذرية وغير ذلك لتجد أنالكفة تميل لصالحك، وأن


المؤشر الأخضر يبشرك أن النتيجةتدل على أرباحك ونجاحك


وفوزك، أفضل رد على النقّادوالحسّاد هي الأعمال الجليلة


و الصفات النبيلة و الأخلاقالجميلة ،

واللهيقول في وصف النبلاء الأبرار:


(وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ


أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ)


¶..


ونعود إلى أبا الطيب المتنبي ليقول لنا:


لو كل كلب عوى ألقمته حجراً..لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ


فلو ذهبنا نرمي الكلاب إذا


نبحتنا بحجارة فسوف يرتفع سعر الحجارة ولا نستطيع


شراءها، ويقول الشاعر سعد بنجدلان(بالشعبي):


وأنت لو حصّلت لك في الزمن وجهٍغريبْ مثلْ ما قال المثل: دام تمشي مشّها ..