سلام احبتي

مع ان غيبتي معكم كحضوري إلا اني اشتاق للعودة إليكم بعد حين فأختلس من وقتي ماسنحت لي به الفرصة

وهاأنا ذا بين ظهرانيكم اليوم فرحا بماوجدت من تجاوب ومشاركات جميلة انيقة فابتهجت لذلك ايما ابتهاجا وطربت له فرحا مختالا حتى كدت احجل من شدة فرحي بما رأيت وتخيلت نفسي شيخا صوفيا اسبح في بحر بركاتي على المنتدى بعد ان تفضلت وجعلت نفسي عضوا فيه فلا يأتيه جديد ولا فضل ألا كان ببركتي وبركة وجودي فهنيئا لكم بي .
زيارتي اليوم ستكون خفيفة لطيفة .
يروى ان رجلا اعتزل الناس ولزم داره فلا يزور ولايزار فعاتبه الناس على ذلك ولاموه قفال :

انست لوحدتي ولزمت داري ... فطاب العيش لي ونما السرور
وادبني الزمان فلاابالي ... هجرت فلا ازار ولاازور

يحكى ان عبدالعزيز الزمزمي وكان فقيه مكة كان له عددا كبيرا من الجواري الحبشيات وللحبش جمال يتميزون به لسحنتهم المعروفة واللطيفة فافتتن الشيخ بهن ايما فتنة حتى عاتبه الناس على ذلك فقال شعرا :

لاتلوموني ولوعي بالحبش ... إن عقلي حار فيهم واندهش
سلبوا عقلي بملكي رقهم ... فأنا الموقع نفسي في البلش
وبروحي منهمو انسة ... سلبت بالدل عقلي والورش

الى آخر القصيدة , والرجل هذا هو القائل :

ايها الغافل الغبي تنبه ... إن بالنوم يقظة الناس اشبه
وتأمل فإنما الناس سفر ... دار دنياهم لهم دار غربة
كل يوم يحل بالسوح منها ... عصبة منهم وترحل عصبه
كيف يهنا الفتى وهو فيها ... يشتكي دائما فراق الاحبة

ومن ذكرت من أئمة الصوفية المشهورين ترجم له الشلي وغيره من اهل الطريقة ,والشيئ بالشئ يذكر كما يقال فلنذكر لكم باقعة عنهم فقد ذكر الغزالي صاحب كتاب الاحياء في الجزء الثالث من كتابه كما اذكر حين تكلم عن الخلوات وشهود الحضرة الصمدانية فذكر الشيخ ابو يزيد البسطامي فقال : وقالوا ان ترى ابو يزيد البسطامي مرة واحدة خيرا لك من ان ترى الله سبعين مرة !!!!!! . استغفر الله واتوب اليه

قيل لأحد النحويين انشدنا , فقال :
ارجزا تريد ام قريضا ,,, ام هكذا بينهما تعريضا
كلاهما اجد مستريضا
والمستريض هنا هو عدم الاجتها لأحكام الشئ فهو يفعله بداهة كما في الدارج عندنا ,وقد جاء من دارجنا ومهريتنا قول امرئ القيس إذ يقول : كاد اللعاع من الحوذان يسحطها ... ورجرج بين لحييها حناطيل .
والسحط هنا هو الذبح والقتل .

ويعجبني بيت شعر لا أخال يعجب اخواني من اهل حضرموت وهو لعبد يغوث ابن وقاص المحاربي حين أسرته بنو تيم يوم الكلاب وهو الذي يقول
أقول وقد شدوا لساني بنسعة ... أمعشر تيم أطلقوا من لسانيا
وتضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم تر قبلي اسيرا يمانيا
كأني لم اركب جوادا ولم اقل ... لخيلي كري كرة عن رجاليا
فيا راكبا إما عرضت فبلغن ... نداماي من نجران ان لا تلاقيا
أبا كرب والأيهمين كليهما ... وقيسا بأعلى حضرموت اليمانيا

ومن مليح اخبار العرب ان احد الزبيريين قال خرجت مع ابي حين غدا الى بني كلاب فجاءته إمرأة تستعدي

على زوجها وتزعم انه واقع جاريتها فقال الشيخ ياسيدي هي سوداء وجاريتها سوداء وفي عيني قذع ويضرب الليل بأرواقه فآخذ مادنى .

وقال اعرابي وقد وقف امام عمر بن عبدالعزيز يسأله فقال ياأمير المؤمنين رجل من اهل البادية ساقته الحاجة وانتهت به الفاقة والله سائلك عن مقامي هذا .

ويروى ان رجلا سأل يحيى بن الفضل حاجة فقال له مرافقه ايها الامير إن هذا لم يصن وجهه عن مسألتك فأكرم وجهك عن رده فقضى له حاجته .

ومر احد الاعراب بإمراة تبكي زوجها فقال ومايبكيك لاجمع الله بينك وبينه في الجنة ثم مر بها بعد حين فقال رفئيني فإني قد تزوجت ــ يعني هنئيني ــ فقالت بالبيت المهدوم والطائر المشؤم والرحم المعقوم .

ومن ادعيتهم غالته غول وشعبته شعوب وقولهم رماك الله بليلة لاأخت لها .
وقولهم حديث خرافة وخرافة رجل من قضاعة قيل استهلته الجن زمنا فلما عاد صار يحدث بالاعاجيب فيقولون حديث خرافة .
هذ بعض ماتيسر من الذاكرة السقيمة والله المستعان