المنح
لم تبتكر على حد علمي إلا للاستفادة من الدول المتقدمة ، واخذ علومهم ،
وتطبيقها في الواقع ، فالمبتعث بعد 4 إلى 6 سنوات يرجع ليفيد ، وهذا هو
المفروض ، وهذا هو الهدف من عملية الابتعاث .
لهذا
نجد أن الدولة خصصت منح دراسية لكل محافظة ، واشترطت أن يكونوا من أبنائهم
، والسبب في الشرط هو أن ابن المنطقة هو الأقدر في نفع منطقته وأهله ، إلا
انه في الآونة الأخير نرى عملية ( تجهيل ) متعمده تستقطب محافظة المهرة .
فعند
اقتراب امتحانات الثانوية أو الشهادة ، نجد وفود ، ووجوه من المحافظات
الأخرى ، همهم أن يفوزوا بالمنح المقررة للمهرة ، مع اتفاق مسبق بين تلك
الوجوه وبين السلطات العليا في مركز القرارات في عاصمة اليمن صنعاء ، فتأتي
تلك الوجوه ، وتخرج من المحافظة ومعها سك خروجها من اليمن وحصولها المنح
باسم المهرة ، وبعد 4 ، إلى 7 سنوات ، تذهب تلك الوجوه إلى محافظاتهم
لينفعوا أهلهم ، وتظل المهرة وغيرها من المحافظات جاهلة إلى يوم الدين ،
وتلك والله سياسة الخبث والكيد والذل .
وهناك
طريقة أخرى تم استخدامها لسلب تلك المنح من أبناء المهرة ، وخاصةً حين
انكشفت الطريقة الأولى ، مع العلم أنهم سيفوزون بالمنح بأي طريقة كانت ،
وحتى لا يقال أن بعض الطلاب الحاصلين منح باسم المهرة وافدين ، اخترع البعض
فكرة أخرى ، فنقلوا أهلهم ودرسوا في المهرة بدء من أول ثانوي إلى ثالث
ثانوي ، وبتلك الكيفية يصبحون من أبناء المحافظة ، ولن يستطيع أحد أن
يمنعهم في أخذ المنح باسم المهرة مع الاعتماد بالوساطة والوصاية والقرارات
التي تحاك ليلا ، وبعد ذلك ينقلون إلى محافظاتهم ، وهناك تكون المنفعة
لمحافظتهم وأهلهم ، وتعود المهرة وغيرها من المحافظات الأخرى جاهلة إلى يوم
الدين .
قبل
فترة قابل أحد أبناء المهرة الغيورين المندوب من صنعاء لأجل المنح
الدراسية ، وأخبره أن كل تلك الأسماء التي فازت بالمنح ما هي إلا أسماء
ووجوه وافدة لا تمت للمهرة أي صلة ، وهنا رد المندوب لذلك الشاب قائلا : "
أنت عنصري ، وانفصالي " .
نرى
بوضوح وبهذه الحادثة أن هناك تعمد في عملية التجهيل ، فمن يكون جريئا من
أبناء المهرة ، أو أي محافظة جنوبية ، ويطلب حقوق أخوته تجد من يتهمه
بالانفصال والعنصرية ، مع أن العنصرية لو بحثنا لها تعريفا لن نجد لها إلا
تلك الأفعال التي نراها من قبلهم ، ومن قبل من يردد أو يهدد الآخرين بأنه
انفصالي ، وعنصري .
وعلى
سالفة الانفصال والعنصرية ، نجد أنها أصبحت شماعة وسلاح تهديد يستخدمه من
يريد أن يسلب حقوق الآخرين ، فعند الاعتراض وطلب الحق ، نسمع تلك الكلمات
تتردد على مسامعنا ، ووقتها يحق لي ولغيري أن يفتخر أنه رضع العنصرية منذ
الصغر ، والانفصال اسم رديف لأسمه ، أو صفة تميزه عن الآخرين .
وهنا
نرسل رسالة إلى كل أبناء المهرة ، ونحثهم بمطالبة حقوقهم ، حتى ولو استدعى
أن يتهموا بدينهم ودنيتهم ، أو يقال عنهم انفصاليون ، فليس عيبا أن تطلب
حقك ثم يقال عنك انفصالي أو عنصري ، مع أنك وحدوي وتبحث الوحدة والقوة
أينما كنت وكانت ، وهذا مطلب ديننا الإسلامي .
دمتم عنصريون وانفصاليون إلى يوم الدين .
مع التحية ،،،عمر نيمر