حوف
لن اكتب عنها اليوم خاطرة واتغزل بجمالها وروعتها وحبها الذي سكن جوانحي لكن سأكتب من ذاكرتي البسيطة عن ذكريات ومرحلة تاريخية مرت بها حوف .
حوف تلك البقعة الهادئة والمستلقية بكبرياء وأنفة على شاطئ خليج القمر في بحر العرب بقبائلها العربية الأصيلة وأبنائها الأوفياء كانت في يوم من الأيام جزء ــ كما لاتزال ــ من متغيرات سياسية واجتماعية مرت ببلاد المهرة اذكر كالحلم العابر حديثهم قبل ان اقرأ ذلك انه في عام 1967تقريبا أرست سفينة بريطانية على شاطئها الهادي والمسالم والذي لايدري أهله ماهذه الأعجوبة التي حلت بساحتهم بارجة في قلب البحر تخرج منها عشرات القوارب المحملة بالرجال والمدججين بالسلاح ليبدؤوا بإقامة معتقلات جماعية ويقبضون على الرجال ويودعونهم في تلك المعتقلات وتخرج الطائرات العمودية التي تحلق في سماء جوف منتهكة عذريتها مستبيحة حرمتها لتجول باحثة عن مطلبها بين ربوعها .
كان اغلب الناس قد اخذ منهم الذهول مأخذه وهم في غاية الحيرة والدهش لما يرون من الآلات والمعدات وضجيجها وجلبتها كا نوا يسمعون بالانجليز وبالطائرات والبواخر الحربية ولكن لم يرو كذلك اليوم الذي لازال
محفورا في ذاكرتهم وما سببه من ربكة قضت هدوء وسكينة حوف . كان ذلك يوما من أيام حوف المشهودة
والذي ظهر فيه استعداد رجالها مع قلة علمهم وندرة أسلحتهم ان يرفضوا الانصياع للعدو مما اجبر البريطانيين حينها الى اعتقال كل من وقعت ايديهم عليه ومطاردة البعض الآخر .
نستطيع ان نقول ان هذا اليوم كان بداية البداية لمأساة عاشتها حوف بعد ذلك بسنوات يسيرة , ومع ذلك تبقى حوف فوق الجراح شامخة برجالها الذين يمشون على الجادة مهما تعددت السبل واغرت ضعاف النفوس وتبقى حوف كالغربال تمسك الثمين وتنفي الغث .
والى لقاء مع ذكريات حوف